الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إقبال كبير على «ملكات مصر».. واتفاقيات لترجمة أعمال مصرية جديدة

معرض بلجراد الدولى
معرض بلجراد الدولى للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أعوام من الكُمون الذى فرضته الظروف السياسية والأمنية التى مرّت بها البلاد، تعود مصر مرة أخرى فى انطلاقة قوية لاستعادة روافد قوتها الناعمة، فبعد حضورها فى الأعوام السابقة كضيف شرف فى معرض الجزائر للكتاب وقبله معرض بكين، بدأت الثقافة المصرية فى الاتجاه شمالًا، لتُسجّل حضورًا قويًا خلال معرض بلجراد الدولى للكتاب فى دورته الرابعة والستين، ويشهد الجناح المصرى الذى يحل ضيف شرف المعرض هذا العام إقبالًا كبيرًا من زوار المعرض، الذى يُعد من أكبر معارض الكتب فى صربيا، حيث يضم أكثر من 500 ناشر من مختلف دول العالم. المعرض الذى يُقام هذا العام تحت شعار «ملك وكتابة»، تألق بالحضور الفرعونى الذى ظهر فى تصميم الجناح المستوحى من فن عمارة المعابد الفرعونية، ليُعبّر عن طابع الحضارة العريقة التى نجحت فى إثراء التاريخ الإنساني، ويصير إشارة قوية لربط الماضى الذى أنار العالم بالحاضر الذى يسعى إلى المزيد من التميز؛ لذا حمل الجناح المصرى شعار «تاريخ ثقافى ورؤى متعددة».
نجحت وزارة الثقافة فى أن تُعيد الكتاب المصرى إلى ساحة المنافسة العالمية من خلال المشاركة فى المعارض العالمية، وهو ما تجلى فى معرض بلجراد الدولى للكتاب فى نسخته الرابعة والستين؛ حيث تمكن الجناح المصرى من خطف الأنظار بطابعه الفرعونى المميز، وما يحتويه من كنوز الكتب باللغات العربية والإنجليزية والصربية، بجانب الأنشطة الفنية والأدبية والفكرية.
وكانت المفاجأة غير المتوقعة الإقبال الكبير من رواد المعرض على عدد من الكتب باللغة العربية التى تصدرها هيئات وزارة الثقافة؛ لذا يؤكد الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن المشاركة المصرية «حققت الأهداف المنشودة من الترويج للثقافة والكتاب المصرى خارج البلاد»، ما يؤكد تأثير ومساهمة القوة الناعمة فى برامج التنمية المستدامة، موضحًا التقاء الثقافة المصرية والصربية واكتشاف موضوعات جديدة تهم القارئ الصربى يمكن طرحها خلال السنوات القادمة.
ولفت الحاج علي إلى أن نجاح الجناح المصرى انعكس إيجابًا على الناشرين فى صربيا بفتح آفاق جديدة مع مترجمين وناشرين وكتاب ومثقفين لإقامة مشروعات نشر مشتركة، وتم الاتفاق فعليًا على آليات تنفيذ بعضها، منها ترجمة كتابى «القاهرة التاريخية» و«الصيدلة فى مصر الفرعونية»، موضحًا أن الهيئة بصدد إعداد مشروع يهدف إلى دعم الترجمة فى النشر الحكومى من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، «فالمشاركات الدولية تفتح سوقًا جديدة للكتاب المصرى المترجم».
«هيئة الكتاب أصبحت شريكا فى صناعة الكتاب الذى يباع بالخارج من خلال الحصول على نصف العائد من المبيعات، وهو ما يؤكد فكرة الاستثمار الثقافى الذى تسعى لتحقيقها الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، وتتبلور فى قيمة المحتوى والعائد الأدبى والمادى وتواجد الثقافة المصرية بتنوع روافدها فى المحافل الدولية»، يقول رئيس هيئة الكتاب ذلك، مؤكدًا أن هناك عناوين نفدت بالكامل، منها النسخة الإنجليزية لـ«الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» للدكتور ميلاد حنا، و«القاهرة التاريخية» لأيمن فؤاد السيد، ورواية «القاهرة ٣٠» للعالمى الراحل نجيب محفوظ، و«الرواية فى زمن مضطرب» من سلسلة كتابات نقدية؛ كما أن الكتب المصرية باللغة العربية شهدت إقبالًا غير متوقع فى المبيعات ومنها «المجموعة الشعرية لسيد حجاب، كتب طه حسين، دراسات نجيب محفوظ، القاهرة التاريخية، سلسلة ما المبسطة للعلوم والآداب، تهافت التهافت لابن رشد، الفرعون الأخير لحسن حلمي، سندباد مصرى للدكتور حسين فوزي، التلصص للروائى صنع الله إبراهيم، عين الكتابة لإعتدال عثمان، كليلة ودمنة، كتب الأطفال»، و«ملكات مصر» للدكتور محمد الدماطي، وزير الآثار الأسبق، الذى يحظى حتى الآن بلقب الكتاب الأعلى مبيعًا فى المعرض، وأرجع ذلك لقوة أقسام تعليم اللغة العربية فى الجامعات الصربية. 
وتابع الحاج على، أنه تم ترجمة كتاب الدماطى إلى اللغة الصربية، بمناسبة حلول مصر كدولة ضيف شرف بمعرض بلجراد، وقام بترجمته ريما الحاج بالمشاركة مع نادرودنا تراديشيا وبيلينا نوفكوفيتش؛ ويتناول الكتاب الذى ينقسم إلى خمسة فصول سيرة المرأة المصرية ومكانتها عبر العصور، حيث يضم حياة ٢٠ ملكة مصرية ومنها الملكة مريت نيت، والملكة خنتكاوس، والملكة حتشبسوت، والملكة نفرتيتي،.. إلخ، ويوضح الكتاب كيف سبقت مصر الأمم جميعًا، وكيف استطاعت المرأة الحصول على مكانتها بداخل المجتمع ووصولها إلى سدة الحكم فى كثير من فترات التاريخ المصرى، وكيف حكمن مصر حكما منفردًا، بدءًا من ملكات العصر الفرعونى مرورًا بالعصر البطلمى، وحتى حكم السلطانة العظيمة شجر الدر فى نهاية العصر الأيوبى وبداية العصر المملوكى.