الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«رئيس القومي للترجمة»: معرض بلجراد أتاح تواجدا مصريا دائما في صربيا

 معرض بلجراد
معرض بلجراد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصف الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة، دعوة مصر كضيف شرف للدورة الـ٦٤ لمعرض بجراد الدولى للكتاب بدولة صربيا بأنها مبادرة كبيرة ومهمة لمصر، «لأن هناك الكثير من المبادرات التى تم تقديمها لتنشيط التعاون الصناعى والاقتصادى بين البلدين».
وأشار إلى أن اختيار مصر كضيف شرف لمعرض بلجراد ليس تتويجًا لتعاون قديم بل هو بداية تعاون جديد مُثمر بين الدولتين، لذا كان لا بد من فعل ما هو أكثر من مجرد التواجد، وسعينا للتواصل مع الثقافة الصربية، لذلك قامت الهيئة العامة للكتاب بترجمة بعض الأعمال المصرية إلى الصربية، وترجمنا فى المركز القومى للترجمة ثلاثة أعمال من الصربية إلى العربية.
وأكد رئيس القومى للترجمة أن وجود الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، على رأس الوفد المصرى بالمعرض، يفتح بابا للتعاون الثقافى المستقبلى، بدأ بالمشاركة فى احتفالات عاصمة الثقافة الأوروبية عام ٢٠٢١، وهى المدينة نفسها التى ستكون عاصمة الشباب فى ٢٠٢٢ «ما يفتح المجال لتعاون ثقافى وفنى وسينمائى وموسيقى وتشكيلى، بحيث يُمكن القول إن معرض الكتاب فتح الباب لحضور ثقافى مصرى شبه دائم ومتواصل فى صربيا، لتتحول الثقافة من خدمة إلى مدخل للتعاون الاقتصادى وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.
وأضاف مغيث فى حديث خاص لـ«البوابة» على هامش تواجده ضمن الوفد الرسمى المصرى الذى ترأسه وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، حول جهود المركز القومى للترجمة فى إصدار ترجمات من صربيا واحد من الكتب الثلاثة لم نستطع إيجاد من يقوم بترجمته من الصربية مباشرة، ولذلك قمنا برفضه؛ إلا أن الجانب الصربى أرسل لنا النسخة الإنجليزية من العمل لنقوم بترجمتها، وهو ما حدث بالفعل، فربما كانت صربيا تضم شعبا صغيرا لكنه يحمل أدبًا عظيمًا، لذا كنا مضطرين إلى التعامل من خلال الترجمة الإنجليزية؛ أما الكتابان الآخران يتعلقان بالعلاقات المصرية الصربية، فأحدهما يتناول الآثار الفرعونية الموجودة فى صربيا، أما الآخر فهو عن علاقة مصر بصربيا فى القرن العشرين، وقد حصلنا على الترجمة الإنجليزية بجانب الصربية فأصدرناه باللغات الثلاث حتى يكون الكتاب مُتاحًا للقارئ فى أى مكان بالعالم، وخرج هذا الكتاب الملىء بالصور فى شكل ثلاثة أعمدة بجانب الصورة فى كل صفحة وكل عمود بلغة، وقد تم تكليفنا بالعمل فيه فى أواخر شهر يوليو الماضى، لذلك -وللأسف- لم نستطع الانتهاء من طباعته قبل انطلاق المعرض، لكن الكتاب سيكون مُتاحًا خلال أيام.
وتابع مغيث، أنه خلال التواجد بالمعرض لاحظ اهتمام الكتاب والناشرين والمترجمين من صربيا بمصر والأعمال المصرية سواء الكتب أو الأعمال الإبداعية «وأغلب الناشرين الذين قابلتهم أعلنوا فى تواضع وصراحة أنهم لن يستطيعوا الترجمة من الصربية إلى العربية، وسيكتفون بالترجمة من العربية إلى اللغة الصربية، لذا اتفقنا على التواصل وترشيح الكتب التى ستتم ترجمتها، وقد وجدنا بالفعل الكثير من المترجمين والناشرين الصرب لديهم الحماس وبانتظار ترشيحاتنا».
وتابع «على جانب آخر اتفقنا بالفعل مع إحدى دور نشر الأطفال، والتى تقدم أدب الأطفال فى صربيا بصورة طليعية وجديدة تجمع بين العلم والأدب، وقررنا الحصول على حقوق نشر بعض هذه الأعمال لتصدر فى مصر لقراء العربية؛ وهو ما يعنى بداية جديدة لمترجمين شباب للانخراط فى سلك الترجمة».
يُشير مغيث خلال حديثه، إلى أن معضلة الترجمة العربية معكوسة بالنسبة للصرب، فعادة تتم ترجمة الكثير من الأعمال من اللغة الأجنبية فى مقابل أعمال قليلة تتم ترجمتها من العربية «الموقف هنا عكسى، حيث لدينا ترجمات قليلة من الصربية فى مُقابل أعمال عربية عديدة تمت ترجمتها إلى الصربية، لأن البلاد العربية كثيرة، ولو قمنا بترجمة كتابين من كل دولة عربية سنجد عددا كبيرا من الأعمال؛ كذلك هناك معضلة أخرى هى ندرة المترجمين من اللغة الصربية، فالأمر لا يقتصر فقط على اللغة وإنما درجة التمكن منها وإتقان نقل العمل المترجم، وهو أمر لا بد من الالتفات له والاهتمام به».
ولفت رئيس المركز القومى للترجمة إلى أن أقسام اللغات فى كليات الألسن تتنوع على لغات قد تكون شبه نادرة بينما يتم تجاهل لغة مثل الصربية التى يبلغ قوام شعبها ما يقرب من عشرة ملايين نسمة «لكن يستحق الالتفات لهذا وإنشاء قسم للغة الصربية فى كليات الألسن، ولديهم أدب حقيقى وغنى بالكثير لا نعلم عنه إلا أقل القليل؛ والآن هناك صربى حاصل على جائزة نوبل للآداب، وقد ترجمنا له من قبل أحد الأعمال نقلًا عن ترجمته الفرنسية للمترجم سامى الدروبى، ومرة أخرى ترجمت له عن الصربية نفسها، وفى المجمل تمت ترجمة أربعة أو خمسة كتب من أعماله؛ لكن غير هذا الرجل لن تجد أدباء آخرين من صربيا تمت ترجمة أعمالهم إلى العربية رغم وجود العديد من الأدباء الصرب المتميزون وتمت ترجمة أعمالهم إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وهو ما يدل على أهميتهم والاعتراف الدولى بهم»، وأضاف مغيث أن المركز القومى للترجمة بدأ بالفعل الخطوة الأولى فى الترجمة لهؤلاء عن طريق لغات وسيطة، لكنه يأمل أن يقوم المركز بالترجمة عن الصربية مباشرة.