الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

تفاصيل ندوة «هذا هو الإسلام» بمسجد الفتح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقدت وزارة الأوقاف، ندوة علمية بمسجد الفتح، التابع لإدارة غرب القاهرة، تحت عنوان "هذا هو الإسلام"، في إطار دور الوزارة ورسالتها الدعوية التي تهدف إلى تبصير الناس بأمور دينهم، وغرس القيم الأخلاقية والمجتمعية الراقية التي أتى بها الدين الحنيف.
حاضر في الندوة: الدكتور طارق محمد عبدالوهاب مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، والشيخ محمد الوجيه البحيري إمام المسجد، والشيخ عبد الخالق صلاح إمام المسجد.
وأكد طارق محمد عبدالوهاب، أن الإسلام هو الخضوع لله (عز وجل)، والانقياد التام لأوامره، والاستسلام لله عز وجل، برغبة اختيارية للفرد وليس قسرا، فجوهر الإسلام هو الخضوع الاختياري للمسلم وبناءً عليه يكون الثواب والعقاب.
وأضاف أن الإسلام منهج رباني كامل أنزله الله على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) يحتوي على الأنظمة والقوانين الإلهية التي تقتضي مصلحة العباد، فوضح الرسول (صلى الله عليه وسلم) أحكام هذه العقيدة، وأخلاقها، وآدابها، وعباداتها من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية.
وقال: عندما جاء جبريل (عليه الصلاة والسلام) بهيئة أعرابي إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) يسأله عن الإسلام حتى يعلم الحاضرين أمور دينهم، فقال: أخبرني عن الإسلام فقال (صلى الله عليه وسلم): "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا"، فالإسلام مبني على خمسة أركان أساسية يجب على المسلم الإتيان بها لتحقيق أهدافها السامية من تزكية النفس، والبعد عن الفحشاء والمنكر، وحب الناس، وعمارة الكون.
وأوضح أن رسالة الإسلام خاتمة ومتممة؛ لما فيها من تكامل وشمول بالأحكام والقوانين لجميع الاحتياجات الدينية والدنيوية ولا ينحصر في زاوية أو أمر معين، فالإسلام منهج رباني متكامل يصلح لكل زمان ومكان، فهو دين الفطرة، والتحرر من العبودية لغير الله (عز وجل)، ويمتاز بالسماحة، واليسر، والسهولة، ويأمر بالإحسانِ في كل الأوقات، وينهى عن الغلظة والتشدد، وسفك الدماء، ويدعو إلى التسامح والعفو.
وفي كلمته أكد الشيخ محمد الوجيه البحيري، أن الإسلام هو الدين المتين، ومنبع الخير العميم، عدل شامل، ورحمة واسعة، وحضارة راقية، أصلح الله به الحاكم والمحكوم، والأغنياء والفقراء، وأرشد الصناع والتجار، حدد ما يجب على الإنسان نحو خالقه، ونحو نفسه، ومن هم تحت ولايته، كما حدد العلاقات التي يجب أن يسير عليها الناس فيما بينهم، ومع غيرهم حتى ولو كان مخالفا لهم في عقيدتهم، قال تعالي: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ".
وتابع: الإسلام دين سلم وسلام، وأمن وأمان، والسلام اسم من أسماء الله تعالى، قال سبحانه: "اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ"، وتحية الإسلام السلام، يقول جل شأنه: "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا"، وتحية أهل الجنة في الجنة السلام، حيث يقول الحق سبحانه: "وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ"، وكان من دعاء النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) عقب كل صلاة: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ".
وأكد أن الإسلام دين يحفظ للإنسان كرامته، فينهى عن الغيبة والنميمة والتحاسد والتباغض والاحتقار والأذى، في أي صورة كانت، يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"، مبينا أن الإسلام منهج حياة مستشهدا بما روى عن جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه) لما وقف أمام النجاشي - ملك الحبشة - موضَّحًا ومبينًا شيئًا من هذه القيم، وتلكم الأخلاق بأسلوب راقٍ، وكلمات واثقة، قائلًا: "أيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، وَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، لِنُوَحِّدَهُ، وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ، مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، عَنِ الْفُحْشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنَّ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ، وَلا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ".
وفي كلمته، قال الشيخ عبدالخالق صلاح: إن المسلم الحقيقي لا يكذب، ولا يغش، ولا يخون، والمسلم الحقيقي من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن الحقيقي من أمنه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم وأنفسهم، والمسلم الحقيقي هو الذي تظهر عليه أخلاق الإسلام، فلا يصل إلى الناس منه إلا الخير، والبر، يقول عليه الصلاة والسلام: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ".
وأضاف أن الإسلام رحمة كله، عدل كله، فالمسلم رحمة للإنسان والحيوان، للشجر والحجر وللكون كله، كما حرم الإسلام قتل النفس أيًا كانت مسلمة أو غير مسلمة، قال تعالى: " وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" أي نفس، كما ينبغي للمسلم ألا يتكلم إلا بالخير قال تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، فالمسلم ليس فحاشًا ولا متطاوًلا، يمد يديه بالخير، كما قالت أم المؤمنين السيدة خديجة (رضي الله عنها)، حيث قالت وهي تؤازر النبي (صلى الله عليه وسلم): "كلا، والله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"، وكم عفا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمن ظلموه، وأعطى من منعوه، ووصل من قطعوه، قال تعالى: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ".