الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد تصريحات ناسا بخصوص إعصار ميديكين.. الأرصاد تنفي وجود إعصار وتؤكد: ما يحدث منخفض مداري متعمق.. وخبراء: التغيرات المناخية قضية تحتاج إلى اهتمام أكبر من الدول

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وقعت العديد من الأحداث التي تؤكد أن التغيرات المناخية تدخر في جبعتها ما يعجز الكثير عن التنبؤ به بمصر، فمؤخرا أعلنت ناسا عن إعصار يضرب السواحل الشمالية ناحية البحر المتوسط ما يهدد بشكل رئيسي سواحل مصر وفلسطين المحتلة، حيث بلغت سرعة الإعصار المداري غير العادي في طور التشكيل ما بين 20-25 عقدة وهي سرعة متوسطة لكن له كل خصائص الأعاصير الاستوائية ويهدد بحدوث فيضانات في بعض البقع الساحلية بحسب ما ذكرته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
وبالرغم من نفي مدير مركز التحاليل بهيئة الأرصاد الجوية في مصر محمود شاهين، إمكانية حدوث إعصار في مصر ردا على الصورة التي نشرتها وكالة "ناسا" الأمريكية، مؤكدا أن ما حدث عبارة عن منخفض مداري متعمق يصاحبه سقوط أمطار غزيرة تصل إلى حد السيول في بعض المناطق إلا أنه تبقى الحقيقة وهي خطورة الوضع القائم والخاص بالتغيرات المناخية.
وقد تسببت موجة الطقس التي وقعت مؤخرا في وقوع الكثير من المشكلات بسبب غياب الاستعدادات التي تتخذها المحليات، حيث ترتب على ذلك امتلاء الشوارع بمياه الأمطار والتكدس المروري واتجاه العديد من المحافظات الساحلية كالإسكندرية والغربية إلى إغلاق أبواب المدارس كما دعت الأرصاد الجوية المواطنين بعدم النزول للشوارع إلا للضرورة القصوى في ظل موجة الأمطار والعواصف التي ضربت السواحل الشمالية للبلاد والعديد من المحافظات على مستوى الجمهورية.

وفي هذا الصدد قال الدكتور شمس الدين محمد، عميد كلية العلوم بجامعة الإسكندرية: إن درجة الحرارة بالفعل تغيرت داخل مصر وغيرها من البلدان الأخرى على مدى السنوات الأخيرة لأسباب عديدة من بينها، الانبعاثات الحرارية من داخل المصانع وزيادة نسبة السكان ووسائل النقل العام حتى إن فصل الصيف لم تعد درجات الحرارة خلاله طبيعية فزادت الموجات الحارة التي تضرب البلاد، وهو الأمر الذي أثر على توقيت إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية التي ارتفعت.
وأشار إلى وجود حاجة إلى التعامل مع الأمر بجدية خلال الفترة المقبلة على الصعيدين القومي والدولي عبر الاتفاقيات الدولية للحد من الانبعاثات الحرارية التي تسهم في تغيير درجة الحرارة والتأثير على درجة حرارة الجو، لافتا إلى وجود أبحاث كثيرة حول ظاهرة تغير المناخ وتدور تلك الدراسات والأبحاث حول إنه خلال الثلاثين أو الأربعين عاما المقبلة سيشهد كوكب الأرض ذوبانا لجليد القطب الشمالي وارتفاعا في منسوب سطح البحر ما سيؤدي إلى غرق المدن الساحلية واختفاء بعض الجزر من الوجود، ومن ثم ارتفاع درجة حرارة الجو إلا أنه لا يوجد دليل جازم على تلك الادعاءات.
قال الدكتور محمد الراعي، أستاذ قسم الدراسات البيئية والاستشعار عن بعد وتغيير المناخ في العالم العربي، إن التغييرات المناخية شق أساسي ومهم جدًا في تحديد معدلات الأمطار داخل مصر أو داخل أي دولة أخرى، لافتًا، إلى أن التغييرات المناخية التي تشهدها مصر خلال الفترة الماضية تسببت في تغيير خريطة الأمطار من حيث أماكن السقوط أو معدلاته بصورة متغيرة عن التي كانت تقع كل عام.
وأضاف الراعي أنه يجب أن يكون هناك تنسيق مع الجهات المسئولة عن المناخ لكي يتم استخدام الوسائل الحديثة المتعلقة بقياس معدلات الأمطار وكيفية مواجهة تلك الأمطار، وهو الأمر الذي قد يسهم في التغلب على الكوارث التي تتسبب فيها السيول خلال كل عام، مشيرًا إلى أن عدم استخدام تلك الوسائل ساهم في كارثة كبيرة خلال عام 2015 في الإسكندرية، حيث تسببت السيول في وقوع كوارث للأهالي المتواجدين هناك وهو الأمر الذي حدث بسبب عدم استغلال وسائل الكشف عن الأمطار.
ولفت إلى أن هناك تنوعا وتعددا في الأمطار التي تقع وهذا يحدث وفق كل منطقة ووفق كل مكان فهناك مناطق ساحلية تكثر بها الأمطار وهناك مناطق معروفة بسقوط السيول داخلها، وهذه أمور تحتاج إلى ترتيبات مختلفة من الدولة وفق كل خطورتها، مشيرًا إلى أهمية التواصل بين الجهات التي تتولى رصد المناخ وبين الجهات المسئولة عن الزراعة في وزارة الري والزراعة لبحث إمكانية الاستفادة من مياه الأمطار بدلًا من إهدارها.