تحل اليوم الجمعة الذكرى الثالثة والخمسين لرحيل الفنان محمد كمال المصري، الذي اشتهر باسم "شرفنطح" كما لُقب بـ"ملك الكوميديا" حتى خمسينيات القرن الماضي لما كان له من حس كوميدي نافس من خلاله أستاذ الكوميديا نجيب الريحاني الذي جمعتهما أعمال كثيرة.
ولد الفنان محمد كمال المصري يوم الحادي عشر من أغسطس عام 1886 بحارة ألماظ في شارع محمد على، داخل أسرة ملتزمة، حيث كان يعمل والده معلمًا أزهريًا، ومن خلال الدراسة بدأت موهبة شرفنطح التمثيلية في الظهور من خلال فرقة المسرح المدرسية التي شارك فيها واشتهر من خلالها بتقليد الشيخ سلامة حجازي، حتى أُطلق عليه لقب "سلامة حجازي الصغير"، وعقب إنهاء تعليمه التحق بالعديد من الفرق المسرحية الشهيرة في وقتها مثل فرق "سيد درويش، نجيب الريحاني، جورج أبيض" ومن خلال العمل في هذه الفرق والمشاركة في العديد من المسرحيات التي قدمها بدأت معرفة الجمهور به إلى جانب تغيير اسمه إلى "شرفنطح" واشتهاره بهذا الاسم بعد أن جسد شخصية تحمل نفس الاسم في مسرحية "مولد في شارع محمد على" ليلتصق به هذا الاسم طوال حياته.
مع بداية العقد الثالث من القرن الماضي وتحديدًا عام 1928 اتجه شرفنطح إلى العمل في السينما التي جعلته من أهم نجوم الكوميديا في عصره، من خلال فيلم "سعاد الغجارية "، لتتوالى عليه الأعمال الفنية ليصل رصيده الفني إلى 54 عملا للسينما والمسرح، حيث قدم للسينما أفلام "سلامة في خير، سي عمر، أحلام الشباب، سلامة، أبو حلموس، السوق السوداء، حسن ومرقص وكوهين، عفريتة إسماعيل ياسين، جواهر، البطل، ملكة الجمال"، وفي المسرح كانت له أعمال "مولد في شارع محمد على، نجمة الصباح، مملكة الحب، اه من النسوان، ياسمينة، المحظوظ عشان بوسة".
وفي عام 1954 قرر الراحل الاعتزال بعد إصابته بمرض الربو الذي أقعده عن العمل وأدى إلى انزواء الأضواء عنه ليرحل وحيدًا داخل غرفة بحي القلعة بعد أن تهالك منزله بحارة ألماظ في يوم الخامس والعشرين من شهر أكتوبر عام 1966 دون أن يعلم أحد إلا زوجته، حيث تم معرفة خبر رحيله للرأي العام حينما ذهب موظف نقابة المهن التمثيلية لإعطائه معاش قررته له النقابة فأكتشف الموظف رحيل الفنان عن عالمنا منذ فترة.
