الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مصر والمتاحف تحمي أبناء وهوية أقدم دولة مسيحية

اقدم دولة مسيحية
اقدم دولة مسيحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعترف الأرمن في جميع أنحاء العالم بدور مصر العظيم في حماية لاجئي الأرمن بعد المذبحة الكبرى التي أمر بها الأتراك واحتضنتهم مصر بمحبة ومنحتهم جنسيتها، ورغم مرور أكثر من قرن على المذبحة البشعة التي استهدفت الأرمن وسجلتها الصحف والوثائق التاريخية، ما زال الأرمن يطاردون الأتراك ليعترفوا بجريمتهم، وفي حوار مع جمع وفد إعلامي برئيس برلمان أرمينيا منذ سنوات طرحت سؤال كيف استطاع الشعب الأرمني الحفاظ على تاريخه وهويته، كانت إجابته واضحة إنها المتاحف والتوثيق المستمر لهوية وجوازات سفر الشهداء وصورهم، وضعنا شواهد على قبورهم بها تاريخ الرحيل احتفظنا بمقتنيات آلاف ممن قتلهم الجوع والرصاص في رحلة الهروب من بطش السلطان العثماني عبد الحميد وجنوده، وعندما انتهت الأزمة جمعناها بعد عودتنا وأنشأنا متحفا ضخما وكل زائر مؤثر في العالم يزرع بها شجرة باسمه وتاريخ زيارته التي نطلعه فيها على وثائق المذبحة، ونحتفظ بالنص الأصلي الذي أصدرته تركيا لإبادة الأرمن وأيضا مقتنيات تاريخ أرمينيا منذ نشأتها، وأحب أن أضيف دولا وعلى رأسها مصر وسوريا ولبنان أسهمت بشكل جذري في حماية الأرمن من الإبادة، يؤكد ذلك مئات المؤرخين وخاصة دور مصر ونجحت الجالية الأرمينية في الانصهار وتفوقت في مجالات التصوير وصناعة المجوهرات والفن وأشهر من قدم فوازير رمضان الفنانة نيللي من أصول أرمينية والفنانة لبلبة والطفلة المعجزة فيروز واكتشفها الفنان أنور وجدي صاحب الأصول السورية وشارك الأرمن أيضا في تأسيس تجارة واسعة منذ ثورة ٢٣ يوليو واندمجوا إندماجا حقيقيا في مصر سياسيا واجتماعيا وثقافيا، وأنشأ الأرمن نوادي ثقافية ورغم ذلك لم ينقطع اتصالهم بجذورهم ومشاركة الوطن الأم آلامه وانتصاراته، وظهر ذلك بقوة في الاحتفال بمئوية المذبحة وصنعوا حالة قوية بإصرارهم على استبعاد تركيا والوقوف ضد مطالبها بالانضمام للاتحاد الأوروبي وسعوا بشدة إلى اعتراف مصر بالمذبحة ونجحوا بعد طرح عدة كتب ومجلات دورية بها وثائق ترجمت إلى لغات مختلفة والأرمن أغلبهم أرثوذكس والأقلية كاثوليك ومع ذلك يحتفظون بمعبد وثني أثري للتعبير عن قبولهم للآخر انصهروا في الشعوب ولكن حافظوا على هويتهم وتاريخ نضالهم ويحملون لمصر محبة وتقدير غير عادية فهي كانت الملاذ في وقت المطاردات تزوجوا من مصريين وأجيال متعاقبة منهم تفتخر بمصر وتسامحها وكيف كانت وما زالت جوهرة وحصن المظلومين، وتشيد دائما الكنيسة الأرمينية بالحفاظ على ممتلكات الأرمن من قبل مصر وترعى الكنيسة بنفسها أملاك الأرمن ومنحت مصر دون مقابل حماية ومساحة وجنسية لكل الأجيال الجديدة فهم أبناء مصريين ورغم طول مدة وجودهم لم يذكر التاريخ أي اضطهاد أو تمييز ضدهم وهذا يحسب لوطنهم الثاني مصر تظل هذه الحالة النادرة رسالة أن مصر عظيمة وقادرة على مدى تاريخها في مد جسر تواصل ومنح منطقة عبور لمن حاول الظلم حرقهم وإبادتهم.