الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فيلم السهرة| The Operative.. بين الحُب والجاسوسية

الفيلم الأمريكي The
الفيلم الأمريكي The Operative
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتناول الفيلم الأمريكي The Operative أو "العاملة" قصة غير تقليدية في صراع استخباراتي لا يعلم العالم عنه الكثير رغم بوادره السياسية، حيث جاسوسة غير واضحة المنشأ تعمل لحساب إسرائيل في الأراضي الإيرانية؛ لكنها تتجاوز قواعد العالم السري من أجل خفقات قلبها، لتحصد إسرائيل فشلًا ذريعًا في هذه الجولة من الصراع تابعها الجمهور على مدى 160 دقيقة قد تروق لمُحبي ذلك الشكل من أفلام الجاسوسية، وهو السري الهادئ الذي يقترب من الحقيقة في بعض مشاهده، وربما يأتي تسلسل الأحداث غير متوقعًا، لتأتي نهاية لم تكن ببال المتفرج عندما خطا إلى قاعة السينما أو ضغط على أيقونة التشغيل في جهاز الكمبيوتر.
تبدأ أحداث الفيلم -المبني استنادًا إلى الرواية العبرية "المعلم الإنجليزي" التي ألّفها ضابط المخابرات السابق يفتاش رايتر عتير- عندما يُفاجأ توماس، وهو يهودي بريطاني كان يعمل لحساب مخابرات الاحتلال الإسرائيلي "الموساد" ويدير بعض العملاء، بمكالمة غير متوقعة من عميلة كانت تقع تحت إدارته وتقيم في إيران بعد عام من عدم الاتصال، بدت فيها خارج السيطرة، والتي تضطره للعودة والعمل مع رجال الموساد مرة أخرى لفهم ما تفعله، فأحضروه على الفور لاستخلاص معلومات سرية في منزل آمن.
الأحداث تكشف تسلسل ذكريات الماضي، حيث كيف طور توماس علاقة مع راشيل، التي تم إرسالها إلى العاصمة الإيرانية طهران مع وظيفة يومية كمدرسة للغة الإنجليزية؛ لكنها لا تلتزم دائمًا بالنص كما يجب على العملاء المبتدئين؛ فقد كانت وظيفتها البسيطة تنحصر في نطاق المراقبة والتقارير، أو المشاركة الهامشية في بعض أجزاء العمليات الكبرى؛ لكن طبيعتها القوية ومواهبها السرية الواضحة تم شحذها بعد ذلك لمهمة أكثر خطورة، حيث يستهدف الموساد عبر راشيل رجل أعمال ثريًا في مجال الإلكترونيات ويبدأ خطواته الأولى في السوق السوداء للأنظمة النووية؛ هكذا يرى الإسرائيليون ضرورة توريطه للعمل معهم من أجل تسريب مكونات وبرمجيات زائفة إلى نظام الملالي حتى لا تستطيع إيران إنتاج القنبلة النووية.
تقوم راشيل بتعريض العملية كلها للخطر عندما تقع في حب المصدر الذي يجب عليها تجنيده واستغلاله، وذلك بجوار موقف آخر قد يكون عابرًا لكنه رسّخ لديها هذه القناعة عندما تشارك في نقل مجموعة من المواد المتفجرة عبر الجبال مع وسيط أفغاني وصفه توماس بأنه "ثقة"، لكنه يقوم بالتحرش الجنسي بها مستغلًا اختفائهما من حرس الحدود الإيراني، كما أنها تكتشف أن المتفجرات تم استخدامها لقتل بعض علماء المفاعلات النووية الإيرانية وهم بصحبة أطفالهم -الأمر نفسه حدث في الواقع في الستينات من القرن الماضي في مصر عندما قام عميل ألماني باستقدام متفجرات من إسرائيل وإرسالها في طرود للعلماء المصريين- ليبدأ ضميرها الإنساني في الاستيقاظ نحو الدولة التي تعمل لحسابها رغم الكثير من الشكوك في ولائها باعتبارها ليست يهودية ولا تحمل الجنسية الإسرائيلية.