الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الباحث نجاح بولس يتحدث من تينسي لـ"البوابة نيوز": الأجيال الجديدة بالمهجر ثروة قومية مهددة بالانقراض.. أقباط المهجر يستطيعون تكوين لوبي لخدمة مصر

الباحث نجاح بولس
الباحث نجاح بولس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نجاح بولس المقيم بالولايات المتحدة الامريكية|، باحث في الإعلام السياسي ومهتم بملف المواطنة والمشاركة السياسية ، ناقش دراسة ماجستير بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام ٢٠١٨ حول تأثير الإعلام القبطي على المشاركة السياسية لأقباط المهجر ، اهتم برصد بعض الظواهر المتعلقة بأقباط المهجر أثناء وجوده بالخارج ، وأراد إجراء بحث علمي أكاديمي عنهم يستند لمنهج علمي سليم بعيداً عن التكهنات والتقارير الإعلامية الموجهة ، والتي تصدر صورة غير دقيقة عن المجتمع القبطي بالخارج ما بين التهويل والتقليل ، كما اهتم بصفة خاصة بالأجيال الجديدة من أبناء المصريين بالمهجر ، ونشر بعض المقالات حول إشكالية الهوية المزدوجة ومستقبل هذه الأجيال في مجتمعاتهم الجديدة ..
البوابة نيوز حاورته لمعرفة رؤيته لوجوده في ولاية تينسي التي تضم عدد كبير وصل الي خمسون الف اسرة مصرية.
ما رأيك في حالة الجدل التي أحاطت بمفهوم أقباط المهجر سياسياً وإعلامياً ؟
يعد أقباط المهجر من أكثر الإشكاليات إثارة للهواجس بسبب إرتباط المصطلح بالإثارة والصراع السياسي والطائفي لدى الذهنية السياسية المصرية ، وبدأت هذه الهواجس مع بداية ظهور التنظيمات القبطية في المهجر في بداية السبعينيات لتلبية إحتياجات المهاجرين المعيشية ثم جاء إهتمامها بالشأن السياسي أثر بعض التوترات الطائفية في عهد السادات ، وقد جاء الخطاب الإعلامي المصري المرتبط بأقباط المهجر منذ البداية معيباً ويشوبه الغموض ، حيث إفترض أنهم خليط متجانس سياسياً وإجتماعياً وفي الواقع أنهم ليس كذلك ، فهم خليط من إتجاهات سياسية وفكرية مختلفة تحوي في جوانبها خطابات معتدلة وأخرى أكثر تشددأً لرؤيتهم للوطن الأم ومواقفهم من هموم ومشكلات أقباط الداخل.
اهتممت بشكل خاص في مقالاتك بالأجيال الجديدة بالمهجر ، كيف تنظر لهذه الأجيال وعلى أي أساس يمكن تصنيف هويتها؟
الأجيال الجدية بالمهجر ثروة قومية لأي بلد يطمح في الإستفادة من طيوره المهاجرة ، فهي عناصر تتمتع بأعلى مستويات التعليم والتدريب في كل المجالات فضلاً عن إتصالاتها داخل مجتمعاتها المحلية ، ولكن إشكالية الهوية تجعلها ثروة مهددة بالإنقراض ، فإما أن تستطع الدولة المصرية بناء قنوات إتصال فعالة معهم تحافظ على إرتباطهم بوطنهم الأم ، وتجعل منهم إمتداد طبيعي لها في دول العالم لدعم قضاياها وتعزيز موقفها الدولي ، وإما سيكون مصيرها الزوبان في المجتمعات المستضيفة وفقدان هويتها الأصلية وخسارة ملايين من خيرة أبناء الوطن على المستوى الكمي والكيفي.
من خلال دراستك الميدانية حول أقباط المهجر .. ما هي أكثر الجوانب التي كشفت عنها النتائج والتي قد تساهم في تغيير الصورة النمطية لأقباط المهجر لدي الجمهور المصري؟
قمت بتطبيق الدراسة الميدانية على عينة من الأقباط المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية بإعتبارها أكثر الدول إستقطاباً للمهاجرين الأقباط ، وقد كشفت النتائج عن إرتفاع مستوى الإهتمام السياسى لدى مجتمع أقباط المهجر، وإهتمامهم بمتابعة القضايا المتعلقة بالشأن المصرى ، بمعدلات تفوق إهتمامهم بالشأن المحلي الأمريكي والذي يعد أكثر تأثيراً على حياتهم المعيشية ، مما يدل على إرتباطهم بالوطن الأم والإهتمام بمشكلاته وإحتياجاته ، كما كشفت النتائج تحقيق معدلات عالية على مقياس الفاعلية السياسية الذي أشار إلى إرتفاع مستوى الثقة لدى مجتمع أقباط المهجر فى وعيهم السياسى وقدرتهم على التأثير فى العملية السياسية ، وقد تكون جميعها مؤشرات إيجابية تكشف عن درجة الوعى السياسى للمهاجرين المصريين ، وبمزيد من إهتمام الدولة والقوى السياسية يمكن أن تكون نقطة إنطلاق لتعزيز المشاركة السياسية للمصريين بالمهجر.
هل لاحظت تغير في اتجاهات الأقباط بالمهجر بالعملية السياسية المصرية بعد الثورات المصرية الأخيرة؟
المهاجرين المصريين أولاً وأخيراً هم مكون من مكونات الشعب المصري وتنسحب عليهم أي تغيرات تحدث في المجتمع ، وكما أوجدت الثورة المصرية حالة من الحراك والزخم السياسي في الداخل صدرته للمصريين بالخارج أيضاً ، وقد كشفت نتائج الدراسة عن وجود تغير إيجابى ملحوظ فى مستوى الأهتمام السياسى لديهم بعد ثورة 25 يناير، ويرجع ذلك إلى حالة الحراك السياسى التى ولدتها أحداث الثورة فى الشارع السياسى المصرى ، كما أشارت النتائج إلى أن صعود تيار الإسلام السياسي بعد الثورة كان من أهم عوامل التغير الإيجابي في مستوى الإهتمام بالعملية السياسية لدى الأقباط في الداخل والخارج ، وتعبر تلك النتائج عن تغير نوعى فى السلوك السياسى للأقباط المصاحب لصعون تيار الإسلام السياسى، حيث أكدت عدد من الدراسات التى أجريت قبل الثورة، بأن صعود هذه التيارات من وقت لأخر أدى إلى عزوف الأقباط عن المشاركة فى العملية السياسية .
ما أبرز الجوانب السلبية التي وضعت يدك عليها من خلال بحثك حول المشاركة السياسية لأقباط المهجر؟
رغم إرتفاع مستوى المشاركة السياسية للمصريين عموماً بعد ثورة يناير 2011 ، إلا أن مشاركة الأقباط بالمهجر جاءت بنسب ضعيفة جداً رغم إتاحة الفرصة للمصريين بالخارج للتصويت في الانتخابات ، حتى أن بعض الفعاليات الإنتخابية لم تزد نسبة تصويتهم فيها عن 10%، الأمر الذي تم تحليله فئ ضوء طبيعة المجتمعات التى يعيش فيها أقباط المهجر والتي قد تعوق عملية المشاركة السياسية بأشكالها التقليدية، نظراً لإتساع النطاق الجغرافى ، مما يتطلب خلق آليات بديلة لتصويت المصريين بالخارج مثل التصويت الإلكتروني أو بالبريد دون الإخلال بنزاهة العملية الإنتخابية ، وعلى جانب أخر كشفت الدراسة عن تحفظ مجتمع أقباط المهجر وعدم رضاهم فيما يتعلق بعدد مقاعد الأقباط المحددة فى القوائم الإنتخابية وعددها 24 مقعد، وذلك رغم رفض نسبة كبيرة منهم تقترب من النصف لفكرة كوتة الأقباط من الأساس .
بعد دراسة علمية لك على شريحة هامة من المصريين بالخارج .. هل ترى إمكانية لإيجاد لوبي مصري بالخارج؟
كثير من الدول تسعى لإيجاد لوبي لها في بعض الدول التي تؤثر على أمنها القومي لتحقيق مصالح وأهداف وطنية، وأقباط المهجر لديهم الخصائص المناسبة لتكوين لوبي قوي حول العالم يكون ظهير سياسي لخدمة المصالح المصرية العامة ، فهم رغم إختلافهم مع بعض أنظمة الحكم وبعض الحكومات المصرية حول كثير من الملفات الخلافية ، ولكنهم أبداً لم يختلفوا على الوطن الأم أو على الإنتماء والولاء التام له ، والأمر محتاج بذل مزيد من الجهود لإدماج هذه الشريحة الهامة في العملية السياسية المصرية ، وتواجد المؤسسات السياسية الرسمية والحزبية والأهلية وسط تجمعات المصريين بالمهجر ، ومحاولة إستقطاب الأجيال الجديدة بالمهجر للإستفادة من ما يمتلكونه من أدوات حديثة للقيادة والإتصال مع المجتمع المحيط .