الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شباب مصر في عيون الدولة المصرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن إطلاق عام 2016 الماضي عامًا للشباب المصري محض الصدفة أو تصريحات ليس لها جدوى أو مأرب؛ بل كان بدايةً حقيقية وبادرة امل لـ 60 مليون شاب مصري يحلم في أن يمارس ويتفهم قواعد إدارة البلاد، وأن يُشارك في إدارة صنع واتخاذ القرار، وأن يحمل هموم وآمال وطنه التي يُعانيها ابان ثورة 25 يناير.
نتابع معًا ولا شك نداءات الرئيس المتكررة للشباب والتي تجسدت في إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة؛ هذه الفكرة العبقرية التي أطلقها أحد شباب مصر؛ لتتبنى رئاسة الجمهورية برنامجًا تُشرف عليه يهدف لإنشاء قاعدة من الكفاءات الشبابية في مختلف التخصصات والمجالات.
هذه التجربة في الحقيقة التي فتحت المجال نحو العديد من الأفكار التي وُلدت من رحم البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة؛ أفكارًا تخلق جسورًا من الثقة التي افتقدها شباب مصر طيلة ربع قرن من الزمان ويزيد، وتعمل على توحيد صفوفهم نحو الوطن وفقط.
فتم إطلاق مبادرة للمؤتمر الوطني للشباب وهو بمثابة مؤتمر شهري يحضره الرئيس مع ممثلين مختلفين من شباب مصر من كافة المحافظات؛ للحديث حول أجندة نوعية تخصصية تهتم بالشأن العام المصري وفي جميع المجالات؛ بدءً من موضوعات السياسة والاقتصاد والصحة والتعليم والبحث العلمي، انتهاءً بسلسلة مفتوحة من المقترحات في مجالات الصناعة والتجارة والاستثمار والبنية التحتية وغيرها من المجالات.
ثم تم إطلاق منصة ثالثة لتربط جسور الترابط بين القيادة السياسية وشباب مصر مع شباب العالم من حوله، لتكون قيثارة تبعث السلام والمحبة من أرض السلام كل عام إلى كل العالم، يدعو خلالها شباب مصر شباب العالم ليتحاوروا ويتناقشوا ويصيغوا آمالهم وطموحاتهم في مجموعة من اللقاءات النوعية في كافة المجالات والتي يحرص على حضورها جميعًا الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ليلتقي شباب العالم من كل بقاع المعمورة على أرض مصر وأرض السلام يعزفون سيمفونية لا تخرج ألحانها عن الأمل وعن السلام والمودة والترابط؛ وتخلق صفوفًا ثانية وثالثة من القيادات التي ستتلاقى حتمًا في المستقبل على مائدة رسمية بعد أن جمعتهم مائدة شرم الشيخ في منتديات شباب العالم.
ومن دائرة العالم نعود إلى دائرة الوطن حيث اتجه بعض الشباب المصري إلى إطلاق كياناتٍ شبابية لها أهداف محمودة وسياسات تطالب بالمشاركة السياسية والتمكين في شتي المجالات، حيث اتفق شباب الأحزاب والسياسيين على تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لتكون منصة حوارية متنوعة تشمل أكثر من ممثل عن 25 حزبًا مصريًا إلى جانب عدد من شباب السياسيين من مختلف التوجهات والأيديولوجيات، والتي تعمل على خلق روح التنوع والاختلاف الذي يحقق الهدف المنشود في إحياء الحياة السياسية مرة أخرى.
وأتصور أنه من الضرورى للتنسيقية أن تقوم بطرح مبادرة للم شمل الشباب المصري تحت مظلة واحدة، وتستوعب احتياجاتهم في المشاركة السياسية، كما أعتقد انه من المهم جدًا استيعاب الطاقات البشرية الشبابية في كافة المحافظات.
ان ما يُعول عليه الشباب في مصر يتفق تمامًا مع نداءات الرئيس في ضرورة تمكين الشباب تنفيذيًا وسياسيًا بما يتوافق ومقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية، وبما يضمن معرفة هؤلاء الشباب بالمخاطر التي تحيط بالوطن داخله وخارجه، وما يستدعي طاقاتهم للعمل والإنجاز دون مقابل.
ان آمال الشباب المصري تحيط بالوطن ولا تستجدي منفعة أو وجاهةً سياسية، لكنها تنبثق من مفهوم الدولة الشامل، وتُراعي مقتضيات الحفاظ عليها، وتلتزم بأحلامها المشروعة في أن تكون مصر ذات ريادة في كل المجالات، وتُعول على إعادة إحياء الحياة السياسية مرة أخري، لتتلاقي الأفكار وتخلق نموذجًا وطنيًا مختلفًا من جميع شباب مصر.
ولعل اختلاف النسق القيمي واهتمامات الأفراد بعد ثورتي يناير ويونيو المجيدتين هو ما يمثل الآن المعضلة الكبرى في التعامل مع أوساط الشباب التي اختلفت توجهاته وارتفع سقف طموحاته، وأري أن دور الكيانات المؤسسية مثل تنسيقية شباب الأحزاب في أن تخلق حلقة وصل جديدة بين القيادة السياسية وبين أوساط الشباب في مصر وهو الأمر الصعب من وجهة نظري.
ويحاول الرئيس الإبقاء على رصيد الشباب المصري من التمكين من خلال الدفع ببعض الشباب من خريجي الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب وخريجي البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة في مناصب قيادية مثل نواب المحافظين في 6 محافظات من بينها محافظة الوادي الجديد والبحيرة والقليوبية والإسماعيلية وبورسعيد، إلى جانب مساعدي الوزراء في وزارات مختلفة كوزارة الصحة والسكان ووزارة المالية والأوقاف، كما دفع ببعض الشباب في أماكن قيادة بمجلس الوزراء كمعاونين للمحافظين في العديد من المحافظات.
كما يحاول الرئيس جاهدًا إشراك الشباب في كافة الفعاليات الرئاسية من خلال حضور الافتتاحات الرئاسية أو انضمامهم في اللجان المهتمة باسترداد أراضي الدولة، وفي المجالس الاستشارية للمحافظين، مؤكدًا على رؤيته الصحيحة لشباب مصر، ومؤكدًا على ثقته في قدراتهم وحجم طموحاتهم.. شباب مصر هُم أمل مصر.. بحماسهم وإخلاصهم الوطني.. ستحيا مصر.