الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

«معاريف»: «أوباما» قوّض السياسة الأمريكية التقليدية في الشرق الأوسط

أوباما
أوباما
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نظرت وسائل الإعلام العبرية إلى قرارات الرئيس الأمريكى الأخيرة تجاه سوريا عندما أمر القوات الأمريكية بالانسحاب، والسماح للرئيس التركى رجب طيب أردوغان بشن العملية العسكرية «نبع السلام» على شمال سوريا والتى تستهدف الأكراد، على أنها تخليًا عن الشرق الأوسط.
وقالت صحيفة «إسرائيل اليوم»: إن «ترامب» كان محقًا بقوله إنه لم يكن لدى الولايات المتحدة أبدًا مصالح في سوريا.. لكن القوات الأمريكية لم تأت إلى سوريا، منذ البداية، لإنهاء الحرب الدموية الدائرة فيها، وليس لمنح الحرية والعدالة لأبناء الشعب السورى أيضًا. ولم يأتوا إلى سوريا، مثلما أملت إسرائيل، للجم التطلعات التوسعية الإيرانية.
واعتبرت الصحيفة أن هدف الأمريكيين كان محاربة داعش، الذي نجح في السيطرة على قرابة نصف مساحة سوريا، وأطلق منها موجات إرهابية في أنحاء العالم ووصلت إلى الولايات المتحدة أيضًا. والأمريكيون هم آخر من يستخف بمخاطر الإرهاب. ونجاح الأمريكيين منسوب لتجند الأكراد في شمال سوريا وغرب العراق، وإلى جانبهم الشيعة في العراق، الذين حاربوا وجهًا لوجه على الأرض. والمقاتلون الأكراد هم الذين خاضوا معارك قاسية ودموية واحتلوا قرية تلو الأخرى وبلدة تلو الأخرى من أيدى داعش وحتى النصر النهائي.
وتابعت أنه طالما كان للأمريكيين حضور في المنطقة ودعموا الأكراد، واجه داعش صعوبة في أن يرفع رأسه ثانية، لكن الآن تسنح له فرصة أخرى للعودة. وينبغى أن نتذكر أن تركيا لم تحارب داعش أبدًا. وحتى أنها لا ترى بداعش عدوًا خطيرًا، وإنما أداة تستخدمها في صراعاتها ضد الأكراد، وأيضًا ضد بشار الأسد وإيران. وحاكم سوريا لم يحارب داعش، والأكراد هم الوحيدون الذين حاربوا داعش في الأراضى السورية بكامل القوة.
واعتبرت الصحيفة أن الولايات المتحدة قد تكتشف، مثلما اكتشفت إسرائيل في حينه في حالة الانسحاب الأحادى الجانب من لبنان وغزة، إنه سهل جدًا مغادرة سوريا وسحب القوات الأمريكية، لكن المشكلة السورية النازفة، وبطبيعة الحال داعش أيضًا لن تترك بسهولة واشنطن وستواصل ملاحقتها في الأراضى الأمريكية أيضًا.
من جانبها، قالت صحيفة «معاريف»، إن الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، هو الذى بدأ بتقويض السياسة الأمريكية التقليدية في الشرق الأوسط. وأضافت لا يزال الإسرائيليون ينتقدون سياسة «أوباما» بخروج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، ويعتبرون أن هذه السياسة دفعت «أوباما» إلى التوقيع، مع القوى الكبرى الأخرى، على الاتفاق النووى مع إيران، الذى عارضته إسرائيل بشدة.
وحسب الصحيفة، فإن «أوباما» تجاهل بالمطلق تقريبًا مصالح حلفاء أمريكا التقليديين في المنطقة أى إسرائيل ودول الخليج وخاصة السعودية. وشددت الصحيفة على الموقف الإسرائيلى الذى ألقى باللوم على إدارة «ترامب» لأنها لم ترد على مهاجمة ناقلات نفط وسفن في منطقة الخليج، وعلى هجمات صاروخية استهدفت منشآت نفطية في السعودية، في الأشهر الماضية، وقالت إن ذلك أثبت لأعداء أمريكا وأصدقائها أن ترامب يتحدث بصوت مرتفع، لكنه لا يمسك عصا كبيرة بيديه.
بدورها اعتبرت صحيفة «هآرتس»، إن الضوء الأخضر الذى منحه «ترامب» لـ«أردوغان» أحدث سلسلة هزات، غيرت بالكامل الوضع في شمال سوريا، وبات يؤثر على الصورة الإستراتيجية في الشرق الأوسط كله.
وأضافت الصحيفة أن الرابح من العملية العسكرية التركية الحالية في سوريا أكثر اللاعبين إشكالية. ليس «أردوغان» فقط، الذى تخلى عن المتمردين السنة في منتصف الحرب، وتساوق مع الروس وتصالح مع نظام الأسد؛ فـ«داعش» أيضا، الذى بإمكانه رفع رأسه الآن وعلى الأرجح أن نشعر بعواقب هروب عناصره من السجن الكردي، من خلال عملية في المنطقة أو في الغرب. ويربح من ذلك أيضا المحور الداعم لبشار الأسد، بقيادة إيران. أولًا، النظام يوسع الآن مناطق تأثيره في شرق الدولة؛ ثانيًا، سيكون الإيرانيون راضون جدًا من التقارير حول قرار آخر لترامب، بعدم الاكتفاء بالانسحاب من المنطقة الكردية، وإنما سحب معظم الجنود الأمريكيين المنتشرين في مناطق أخرى في شرق سوريا.
ووفقًا للصحيفة، فإنه لا توجد رغبة أو قدرة حقيقية لدى إسرائيل بالتدخل لصالح الأكراد في سوريا، رغم مظاهرة التماثل معهم في القدس. وبحسب الصحيفة فإن وجهة النظر الإسرائيلية، تجد أن التبعات الفعلية لتخلى الولايات المتحدة عن الأكراد ضئيلة. موضحة أن الهدف الأهم بالنسبة لإسرائيل هو بقاء القوات الأمريكية في قاعدة تنف في جنوب سوريا، التى يوجد لها تأثير معين على الممر البرى الموصل بين إيران والعراق وسوريا ولبنان. وحاليا تتحدث التقارير عن أن الأمريكيين باقون. وإخلاء أمريكى يشمل تنف سيثير قلق إسرائيلى كبير.
وأشارت الصحيفة إلى أن لأداء «ترامب» علاقة على أرض الواقع ومقلقة بشكل خاص في سياق أوسع، وهو الصراع الإقليمى ضد إيران. والأزمة في الخليج بعيدة عن الانتهاء، لأن طهران لم تحصل بعد على مطلبها، وهو رفع العقوبات الاقتصادية عليها، مقابل استئناف المفاوضات مع واشنطن حول الاتفاق النووي.
وشددت الصحيفة على أنه سيكون لهذا الوضع تأثير مباشر على إسرائيل. الأول هو أن حملة «نتنياهو» الانتخابية المقبلة لن تركز على علاقاته الجيدة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أعقاب التغييرات في الحلبة السورية وتبعاتها. 
والأمر الثانى أن «بوتين» لم يستجب لطلبات «نتنياهو» بإصدار عفو عن شابة إسرائيلية تم ضبط ٩ جرامات من الحشيش بحوزتها لدى هبوطها في مطار روسي، وحكم عليها بالسجن ٧.٥ سنوات. والأمر الثالث هو زيارة «بوتين» للسعودية والإمارات، في التوقيت الحالى الذى تطلب فيها الدولتان الخليجيتان المصالحة مع إيران.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذه موسكو نفسها التى وصلت إلى موقع تأثير هائل في الشرق الأوسط، بفضل انسحاب أوباما وتخلى ترامب. وفى الحالة الروسية على الأقل، لم تعد هناك حاجة للأوهام، إذ لا توجد أى عواطف خاصة تجاه القيود أو مصادر القلق الإسرائيلية. 
في السياق ذاته، ووصف محللون قرار ترامب بأنه خيانة للأكراد، الذين دعمتهم واشنطن بالمال والسلاح، خلال الحرب الأهلية، ولكنهم شكلوا رأس الحربة في القتال ضد «داعش».
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرنوت» حول المحللون «ترامب» من أفضل صديق لإسرائيل إلى من سيخونها. وقالت الصحيفة إنه من خلال خيانته الرئيس بالأكراد، تتعالى رائحة قد تدل على خيانته القادمة، عندما ختم أقواله بأن الأكراد وتركيا هم مثل إسرائيل والفلسطينيين.
وأضافت أنه لقد افتضح أمره، «ترامب» ليس الرئيس الأفضل الذى عرفته إسرائيل، إنه سيئ لإسرائيل. وهذه ليست مفاجأة... ورغم أنه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، واعترف بالسيادة الإسرائيلية في هضبة الجولان - وعدا الرمزية في هاتين الخطوتين، فإنهما تخلوان من قيمة إستراتيجية أو سياسية.
وتابعت: «لقد ألحق ضررًا بإسرائيل. وقد بدأ ذلك بانسحابه من الاتفاق النووى مع إيران، من دون طرح بديل، ما أدى إلى أن الإيرانيين أيضا كسروا قواعد اللعبة - وتدور أجهزة الطرد المركزية بقوة أكبر الآن، ويتم إطلاق صواريخ حديثة باتجاه منشآت النفط السعودية. وترامب لا يستطيع أو لا يريد الاعتراف بحجم برميل البارود في الخليج، وأن أى عقب ثقاب يشعله سيقود إلى أن تدفع إسرائيل الثمن».