الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

حادثة محمود البنا يفجر قضية البلطجة.. «السوشيال ميديا» تتهم الفن بالمسئولية عن عنف المجتمع.. حنان شومان: الظواهر السلبية منقولة عن الواقع.. نادر عدلي: السينما أداة تنويرية تحارب الظواهر السلبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت حادثة مقتل الشاب محمود البنا، الذى لا يتعدى عمره ١٩ عاما بسلاح أبيض، الرأى العام في مصر؛ حيث تصدرت تلك الحادثة مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا خلال الأيام القليلة الماضية، وطالب العديد بالقصاص من القاتل بسبب البلطجة التى انتشرت مؤخرا والتى جسدتها تلك الحادثة، واتهم العديد الأعمال الفنية، سواء في السينما أو التليفزيون، وما تقدمه من نماذج للبلطجة والعنف الذى جعل الكثير من الشباب يقلدون تلك الأفعال.



وعن تلك الاتهامات التى وجهت للفن وما يقدم من أعمال في السينما والدراما، قالت الناقدة الفنية حنان شومان، إنه لا يمكن أن نتهم الفن بالفساد الذى يحدث في المجتمع في الوقت الحالي، فالعنف منقول من الواقع، فقد كان هناك مشهد لمحمد رمضان في مسلسل «الأسطورة» وهو يضرب شخصا بعدما ألبسه «قميص نوم»، وجعله يمشى في الحارة ليبين للناس ما فعله به، وبعدها كانت هناك حادثة حقيقية؛ حيث فعل أحد الأشخاص الشيء نفسه الذى فعله رمضان بالمسلسل، واتهم المسلسل أنه من علم المجتمع تلك العادات السيئة والبلطجة، لكن في الحقيقة أن تلك العادات موجودة في المناطق العشوائية والشعبية.
وتابعت «شومان» أن الكاتب ينقل من الواقع حوله، وهناك قطاع كبير من المجتمع لا يرى الواقع الذى تعيشه المناطق العشوائية والشعبية، وعندما يشاهده على التليفزيون يتهم صناع الأعمال الفنية بأنهم من يعلمون تلك العادات السيئة للمجتمع.
وأضافت أنه من وجهة نظرها أن السينما تأخذ العنف من المجتمع وترده له مرة أخرى، وأسهل شيء في المجتمع المصرى أن يوجه الاتهامات للفن، لكن الحقيقة أن سبب تفشى ظاهرة البلطجة والعنف في المجتمع تأتى من عدم تطبيق القانون والواسطة، وهما السبب الرئيسى في البلطجة، وعندما يتم تطبيق القانون، يجرى ذلك على الفقير والذى لا يملك نفوذا، لذلك يجب أن تكون الدولة عادلة في الالتزام بتطبيق القانون ومواجهة الواسطة.
وأشارت حنان شومان إلى أن الفن ليست مهمته أن يعالج المجتمع، فمهمته الأساسية هى الترفيه، وكلما ارتقى المجتمع تكون هناك وظائف أخرى للفن يؤديها، وحالنا الآن أن المجتمع غير راق، والفن الذى يخرج من أى مجتمع يشبهه، فالعالم كله من الممكن أن يرى المجتمع المصرى من خلال الفن الذى يقدمه، وما يحدث الآن هو عيوب المجتمع الذى يخرج منه الفن لأن المجتمع هو المادة الخام للأعمال الفنية.


وقال الناقد نادر عدلي، إن العنف لم يكن وليد السينما والدراما، بل إن كل الأعمال السينمائية العالمية بها عنف، وليس في مصر فقط، فأى فيلم مهما كانت درجة العنف فيه لا يؤدى إلى جريمة، والعديد من الأفلام المصرية تنتهى نهايات أخلاقية وليست دموية، والأعمال السينمائية والدرامية كانت أداة تنويرية خلال الفترات السابقة، فالفن حارب الإدمان والعنف ولم يحرض عليهما، ومقولة «إن الفن هو المتسبب في فساد المجتمع»، هى مقولة قديمة أكل عليها الدهر وشرب، فالمشكلة الأساسية هى عدم مواجهة الواقع والأمراض المتفشية في المجتمع، مثل الإدمان والأحياء العشوائية، والتى تواجهها الدولة حاليا، ومشكلات التعليم فتلك المشكلات هى واقع مجتمعنا والتى نشرت العنف والبلطجة.