الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من ذاكرة ماسبيرو.. شفيق جلال: شخصية "ابن البلد" أسَرتني.. ومنحت الفن عمري

شفيق جلال
شفيق جلال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تميز بعفويته وطيبته الشديدة وصوته الجميل، وهو ما كان سببا في حب الجمهور له، ذلك هو الفنان الراحل شفيق جلال، الذي اشتهر بتلك الصفات في حياته الشخصية والفنية، فأصبح حالة متفردة، لا تزال ذكراها تتجدد حتى الآن.
وقبيل رحيله عن الحياة في عام ٢٠٠٠ عن عمر يناهز ٧١ عاما، كان ضيفا على برنامج تليفزيوني بعنوان «سهرة على الهواء» كانت تقدمه وقتها الإعلامية ماجدة عاصم، وخلاله تحدث عن رحلة حياته فقال: إنه ولد في منتصف يناير ١٩٢٩ بحي الدرب الأحمر بالقاهرة، واسمه بالكامل شفيق جلال عبدالله حسين فتح الباب، وإنه وحيد والديه، عمل في مهن عديدة، منها صانع أحذية، ثم اتجه إلى الغناء في الأفراح، وارتبط بالأحياء الشعبية حيث شخصية «ابن البلد» صاحب المروءة والشهامة والذي يمكن أن يقدم كل ما في بيته لضيفه حتى ولو لم يكن يمتلك سواه، وهو إذا ما قابل أحدا على مقهى يقسم أن يعزمه على مشروب حتى لو لم يكن يمتلك ثمنه، ويلح في ذلك، مشيدا بصفات العطاء التى يمتلكها ابن البلد الذي يؤمن أنه ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط.
وتحدث شفيق جلال باستفاضة عن مفهوم العطاء في الفن قائلا: «بدون عطاء العطاء فهو لا يجني شيئا في المقابل، مستشهدا بأجيال سابقة من فنانين عظام منهم يوسف وهبي، ونجيب الريحاني، وحكى قصة مسرحية قدمها الريحاني وبلغ إيرادها ١٧ قرشا، نصيب الريحانى منها كان ٥ تعريفة، وكان جائعا فاشترى طعاما له بـ٣ تعريفات وطعاما لكلبة كان يقتنيها بقرش صاغ، مضيفا أن العطاء سواء على المستوى الشخصى أو في الفن قل بشكل عام ولم يعد كما كان. وعن رؤيته لفناني زمانه قال: «الفنان زمان كان يريد ويسعى للتجويد في فنه وكان أكثر إخلاصا له».
الآن أصبح يهتم بالربح، فهو يعمل في إذاعة وتليفزيون وسينما ومسرح» وبالتالي لا يمكنه التركيز والاتقان في أداء أي شخصية، وعرض لدوره في فيلم «خلى بالك من زوزو» حينما جسد دور شلبى زوج تحية كاريوكا، وقال إنه أتقن الدور لأنه منحه وقته وجهده، الآن الفنان ليس لديه الوقت للعطاء الحقيقي في أي عمل، فهو يبحث عن جمع الأموال ويفكر في الأخذ قبل العطاء.
وعن بدايته الفنية قال شفيق جلال إنه بدأ مع الفنان الراحل على الكسار في مسرحه بروض الفرج، وكان يحصل على ٤٠ قرشا في اليوم، وتعامل في بداياته مع ملحنين كبار منهم «عزت الجهلي، محمود الشريف، أحمد صدقي» وكان يؤدى أغنيات عبدالمطلب والكحلاوي، مضيفا أنه واصل مسيرة العطاء في الفن ولم يجن ثمرة مادية لأنه لا يزال يعتبر نفسه هاويا يعشق الفن.
وعن حياته الأسرية قال إنه تزوج وانفصل عن زوجته وأنجب منها ولدا وحيدا منحه عمره وحياته، مضيفا أن لديه ٤ أشقاء وأنه سيواصل رحلة العطاء حتى وفاته، رابطا بين القدرة على العطاء والإيمان، مختتما بأن الايمان يمنح الإنسان أشياء كثيرة منها العطاء.