الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الباحث الكردي إبراهيم كابان في حواره لـ"البوابة نيوز": تركيا تعيد "داعش" للمنطقة.. وهجرة مليونية للأكراد إلى داخل سوريا.. نظام أردوغان أب لكل التنظيمات الإرهابية ويرعى القاعدة والإخوان وأحرار الشام

الباحث الكردي إبراهيم
الباحث الكردي إبراهيم كابان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«المقاومة حتى الرمق الأخير»، هكذا بدأ إبراهيم كابان الكاتب والناقد السياسى الكردى السورى حديثه خلال حواره معنا حين سألناه عن الخيارات المتاحة لدى الأكراد للرد على الهجمات التركية هل التخلى عن الأرض أم الدفاع، مؤكدًا أن استمرار الحرب يعيد خطر داعش إلى المنطقة، مشيرًا إلى أن نظام أردوغان هو الأساس فهو أب لهذه الأنظمة الإرهابية ويرعى المتطرفين في إدلب وتنظيمى القاعدة والإخوان الإرهابية.
وأكد أن الموقف الدولى تجاه ما يحدث يحتاج إلى تدعيم فعلى للأكراد على أرض الواقع اقتصاديًا وعسكريًا وعدم الاكتفاء بالبيانات فقط، كما أن الموقف الأمريكى من الممكن أن يكون مجرد طعم لتركيا لزجها داخل الأراضى السورية وتوريطها ومن ثم التدخل من جديد، لهذا نقول إن التوجه الجديد ربما لإدخال أنقرة في عزلة دولية.
وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى موقف ترامب الأخير بخصوص سحب القوات الأمريكية وفتح المجال أمام تركيا؟
بالتأكيد تصريحات ترامب كانت صادمة لنا بحكم اعتماد قوات سوريا الديمقراطية بشكل واسع وحقيقى على الدعم الأمريكى والتحالف الدولي، ونحن ندرك جميعا أنه إذا تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم قوات سوريا الديمقراطية سيكون هناك تراجع من الدول الغربية التى تشارك في التحالف ضد الإرهاب، وأعتقد أن هناك إستراتيجية للتراجع الأمريكي، فما حدث ليس سوى تسرع من قبل إدارة ترامب، ولذا لقى رفضًا واسعًا من الكونجرس وحتى الأكثرية في الحزب الجمهوري، وثانيًا قد نعتقد حسب رؤيتنا أن هذه العملية أساسًا لاستمالة تركيا إلى مستنقع فنحن جميعنا ندرك المحاولات الأمريكية الأوروبية في الفترات الماضية كان من أجل تضعيف النظام التركى الذى حول تركيا من دولة لها هامش ديمقراطى إلى نظام استبدادى خلال الأعوام الأربعة الماضية، لهذا نقول إن التوجه الجديد ربما لإدخال تركيا في عزله دولية أولًا وثانيًا مسألة دفع أردوغان إلى التورط في المسأله السورية من خلال خلق أو مواجهة حرب مع الأكراد رغم أن الأكراد مدعومون من الولايات المتحدة الأمريكية وهناك قواعد لها في المنطقة.
■ ما هى الخيارات المتاحة للرد على الضربات التركية من قبل الجانب الكردى؟
الخيارات واضحة أمام قوات سوريا الديمقراطية وهو الدفاع حتى الرمق الأخير، وخلال الأيام القليلة الماضية أثبتت قواتنا أنها تستطيع أن تخوض حرب الدولة، فرغم استخدام تركيا لطائرات إف ١٦ ومدفعيات طويلة تصل مداها إلى ٧٠ كيلو مترًا وعدد كبير من الجنود والمرتزقة من المعارضة السورية رغم ذلك إلى هذه اللحظة الخطوط للحرب مفتوحة لـ٤٥٠ كيلو مترًا ولم تستطع تركيا الأيام الماضية رغم كل تلك الإمكانيات والقصف الجوى والبرى أن تسيطر إلا على ٧ قرى، فقط تستطيع أن تسيطر في النهار ومن ثم تعود قواتنا الكردية بالليل إلى السيطرة عليها مره أخرى، لأن الحرب كر وفر، لهذا أعتقد أن التصعيد الكردى لهذه اللحظة هى مسألة الدفاع فقط ولم يتحول إلى هجوم بحكم انتظار قوات سوريا الديمقراطية من أصدقاء من الدول الغربية والعربية أن يكون لهم قرار دولى لمحاسبة تركية سواء ضربة اقتصادية أو عسكرية وأنا على قناعة تامة أن هذه الخطوة إذا تحققت تتخذ القوات الكردية منطق الهجوم وإباحة كل ما هو في الحرب ربما تجاوز الحدود التركية كما فعلوا واستباحوا الحدود السورية.
■ كيف ترى التفاعل الدولى مع القضية؟
التفاعل الدولى جيد وغير جيد فهناك إجماع دولى أن هذا الاعتداء التركى السافر على المناطق الكردية في سوريا أو مناطق الإدارة الذاتية هو اعتداء واضح وصريح رغم أن هذه المنطقة هى منطقة آمنة وتتمتع بالأمان والسلام والجميع متفق على هذه النقطة، ولكن هناك حاجة ماسة لتحويل هذا الاعتراض إلى أفعال للضغط على النظام التركى هذا ما ينتظره الكرد في المرحلة القصيرة المقبلة.
■ ماذا عن الحديث حول عودة داعش إذا انشغل الأكراد في الحرب ضد تركيا؟
بالتأكيد إذا استمر أردوغان في أفعاله وإذا استمر الصمت الدولى اتجاهه دون اتخاذ أى إجراء ملموس على الأرض وإذا استخدم الاحتلال التركى كافة عتاده وقواته وإمكانياته بالتأكيد سيكون هناك هجرة مليونية للكرد من الحدود إلى المناطق الداخلية في سوريا وهذا بالتأكيد سيكون له التأثيرات الأساسية في المنطقة وأيضا سيكون هناك عودة للمتطرفين وداعش بحكم نظام أردوغان هو الأساس فهو أب لهذه الأنظمة الإرهابية فنظام أردوغان يرعى المتطرفين في إدلب وحركة القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، بالإضافة إلى حركة أحرار الشام الإرهابية ويستخدم بما يعرف بدرع الفرات المرتزقة الإرهابيين المتطرفين الدواعش الذين شكلوا هذه القوة برعاية الاستخبارات التركية ودرع الفرات في الباب وجرابلس واعزاز، بالتأكيد سيكون هناك إعادة إلى هذه الجماعات المتطرفة في الشمال والشرق السورى وسيكون هناك تناغم بين النظام التركى وهذه المجموعات المنظمة كما كان في ٢٠١٤ إلى ٢٠١٦ قبل أن تقضى القوات الديمقراطية على هذه المنظمات الإرهابية.
■ هل هناك تحالفات بديلة تغني عن سحب الولايات الأمريكية قواتها؟
حتى هذه اللحظة لم يتضح لدينا أن الإدارة الأمريكية تخلت بشكل كامل عن الإدارة الذاتية ما زالت هناك قواعد أمريكية في المنطقة وأيضًا هناك جنود أمريكيون وتحالف الفرنسى البريطانى، فلم يتبين الموقف الأمريكى بشكل واضح وكامل، وأعتقد أن الخطاب الأمريكى يتصاعد ضد تركيا، وكما ذكرت أننى أعتقد أن المقصد هو الزج بالنظام التركى إلى المستنقع السورى حتى يتم هز هذا النظام الإخوانى.
ونحن كأكراد أمامنا خيارات كثيرة وبالتأكيد لن نختار أى تحالفات مع كل من تعاونوا مع الاحتلال التركى وستكون خيارتنا دائما للدول التى تقف معنا وهناك موقف عربى واضح وصريح في صفنا من قبل مصر والسعودية والإمارات والبحرين حتى الأردن ولبنان والعراق وليبيا فهناك مواقف عربية مشرفة فكل تلك الدول وفى مقدمتها مصر هى إحدى حلفائنا الاستراتيجيين، وأن الفترة المقبلة ستكون حقيقية في مسألة أن الكرد في سوريا هم الذين يحافظون على وحدة سوريا، وأن تركيا هى القوة المحتلة التى تريد تقسيم سوريا من خلال المعارضة المرتزقة التى تتحكم في الشمال الغربى السورى وسيتكرر الموقف نفسه في الفرات عند الكرد العراق، فإذا نجحت تركيا في كسر أكراد الشمال السورى فستكون خطرًا على جميع الدول في ليبيا وتقسيمها ومساعدة إخوان مصر وفى الخليج العربى من خلال قطر التى أصبحت كتلة من المتطرفين والإرهابيين، تخلق الفتنة في العراق، فالقادم هو التحالف الكردى مع الدول العربية الأصيلة والأوروبية وجميع من يعترف بالانتهاك التركى على الأراضى السورية.
■ ما هى مطالبكم الحالية؟
الشعب الكردى في سوريا والإدارة الذاتية الكردية ومجموع المكونات في الشرق والشمال السورى هدفهم ومطلبهم الرئيس هو سد هذا العدوان السافر على مناطق شمال سوريا، وعند تخلى المجتمع الدولى عن الكرد فإن الخيارات واضحة بفتح كل الطرق لصد هذا الإرهاب الذى يعانى منه الكرد، وأعتقد أن الفترات المقبلة سيكون هناك تحرك دولي لصد الهجمة التركية وصد الأتراك بعد أن أدخلوهم في المستنقع السورى وسيكون هناك تحرك تركي في الأجزاء الأربعة المتواجد فيها الكرد «سوريا والعراق وتركيا وإيران» وتحركات لدى الجالية الكردية في أوروبا.