الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أحمد شوقي يروي حكايات الجندي المجهول بـ"أسواق الدهب"

أحمد شوقي
أحمد شوقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نال أحمد شوقى لقب "أمير الشعراء"، بما حققه من الريادة في النهضة الأدبية والفنية من خلال أشعاره ومسرحياته والسياسية والاجتماعية، وفي مجال الشعر كان التجديد واضحا في معظم قصائده التى قالها، وخصوصا في ديوانه "الشوقيات".
أصدر أمير الشعراء أحمد شوقى الذي تحل اليوم الاثنين ذكرى وفاته كتابًا سماه "أسواق الدهب" تضمن الحديث عن عدد من الأمور ووصف ما فيها منها الصلاة، وقناة السويس، والوطن.
تناول شوقي في هذا الكتاب الحديث عن الجندي المجهول وحكايته قائلا: إن فكرة الجندي المجهول أوحت بها الرغبة في تمجيد البطولة التي تعمل في الخفاء ولعل هذه الفكرة أجمل ما ولدته الحرب الكبرى من الأفكار.
بيّن شوقي أن منشأ تلك الفكرة جاءت عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، وذلك بعد أن أودت الحرب بحياة بمئات الآلاف من الجنود في الحرب فكل منهم يدافع عن بلاده ووطنه وسجلت أسماؤهم على الواح من البرونز تخليدا لذكراهم إلا أنه كان من بينهم من مات إلا أن أسمائهم ضاعت نظرا لاختلاط جثثهم الممزقة برفاقهم فلم تكن هناك أي وسيلة لتبين هويتهم، ولذلك أرادت فرنسا أن تختار واحدا من أبطال هؤلاء المجهولين ترفعه إلى ذروة المجد وتقيم له من معالم التكريم وتكرم في شخصه مئات الآلاف من الأبطال الذين تنكرت جثثهم على الناس وخطت جميع الدول بعد ذلك على نفس المنوال.
وتابع شوقي: هذه الفكرة النبيلة جاءت تنفيذها عقب موقعة "فردان" التي دارت بين أعظم جيشين في العالم فأخذوا بعد انتهاء المعركة ثماني جثث لم تُعرف لمن هي ووضعت كل جثة على نعش وأُقدت حولها الشموع وقامت الجنود تحرسها وتقدم القائد إلى أحد جنود الفرقة ودفع إليه باقة من زهر القرنفل الأبيض والأحمر ليدور الجندي دورتين حول النعوش الثمانية وما كاد يلقى زهرات القرنفل على النعوش حتى عزفت الموسيقى ورفع الضباط سيوفهم للتحية ومن تلك اللحظة أصبح الراقد في النعش مثالا للتضحية والتفاني.
وأوضح شوقي، أن الاحتفاء بالجندي لم يقف عند هذا الحد فحسب ففي اليوم التالي أقيم لهذا الجندي المجهول احتفالا ندر أن شهدته العاصمة الفرنسية ما يساويه ويعادله من فخامة وتأثيرا في النفوس ومشي في موكب هذا الإحتفال الوزراء ورجال الدولة وعشرات الألوف من الجمهور تتقدمهم 800 راية من رايات فرق الجيش المختلفة 
وقد أراد المؤلف أن يضع زهرة من زهر ادبه الرائع على ضريح الجندي المجهول فكتب: ذلك الغُفُل "أي لا علامة ولا وسامة على وجهه" في الرمم "أي العظام البالية" صار نارا على علم جمع ضحايا الأمم كما جمع الكتابة والقلم أو الكتيبة العلم تمثال من إنكار الذات والفناء في بقاء الجماعات وصورة من التضحية المبرأة من الآفات المنزهة عن انتظار المكافأة وهيكل على الواجب من عظام أو رفات تقرأ على صفحاته العجب العجاب.