وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لموسكو بالتاريخية، مشيرا إلى أن العلاقات بين السعودية والاتحاد السوفيتي كانت على مستوى منخفض بقدر ملحوظ، ولكن خلال السنوات الأخيرة تغيرت علاقة الدولتين بشكل جذرى وتطورت فى كل الاتجاهات والمجالات.
وأكد بوتين، فى حوار مع قناة «العربية»، أمس الأحد، أن العام الماضى شهد نموا بنسبة ١٥٪ فى العلاقات الاقتصادية بين السعودية وروسيا، و٣٨٪ نسبة النمو فى التعاون الاقتصادى فى النصف الأول من هذا العام، لافتا إلى أن صندوق الاستثمارات المباشرة لروسيا وصندوق الاستثمارات العامة للمملكة العربية السعودية قاعدة مشتركة بعشرة مليارات دولار، وُضع ملياران منها قيد الاستثمار، والعمل جارٍ على مشاريع أخرى.
وعبر بوتين عن امتنانه للملك سلمان وولى العهد لموقفهما البناء من الأزمة السورية، مضيفا أنه لم يكن ممكنا تحقيق تقدم فى الحل السياسى فى سوريا بدون دور السعودية.
وأوضح: «نحن ننظر إلى المملكة العربية السعودية على أنها دولة صديقة لنا، وقد نشأت لدى علاقات طيبة مع الملك وولى العهد الأمير محمد بن سلمان وتتطور فى الاتجاهات كافة».
وقال: «السعودية لاعب إقليمى ودولى، وندين أى عمل إرهابى يستهدف السعودية ومنشآتها النفطية»، مشيرا إلى أن سوق النفط لن تتأثر بأى عمل إرهابى، وأنه أخبر ولى العهد بضرورة الحصول على أدلة لتحديد من يقف وراء هجوم أرامكو».
وتابع: «نحن ندين أى أعمال من هذا النوع ولا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، هذا هو موقفنا الرسمى، أعلنا ذلك منذ البداية وتحدثت عن ذلك خلال مؤتمر أسبوع الطاقة فى موسكو، مثل هذه الأعمال لا تحقق أى نتائج لأى طرف».
واستكمل بوتين قائلا: «يجب تحرير أراضى سوريا من الوجود العسكرى الأجنبى، وأنه لم يكن بوسعنا السماح بأن تقام دولة تصدر الإرهاب من سوريا، وأن قيادة دمشق الحالية تتحمل بعض المسئولية عما جرى، وأنه لم يكن ممكنا تحقيق تقدم فى الحل السياسى بسوريا من دون الدور السعودى».
وقال: «إننا ملتزمون بقرارات الأمم المتحدة بشأن الملف الفلسطينى، وأن صفقة القرن لا تزال مبهمة وواشنطن لم تقدمها للرأى العام»، مشيرا إلى أن الوقت حان لإعادة سوريا إلى حضن الشعوب العربية، مؤكدا أن حل النزاع الإسرائيلى الفلسطينى بمثابة مفتاح لحل الكثير من مشكلات المنطقة، وأن عدم وجود سبل حل شرعية يدفع لحمل السلاح.
وأشار بوتين، إلى اقتراحه بإجراء مفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلى وبين القيادة الفلسطينية ولكن لم تتم هذه المفاوضات، وقال «أجرينا لقاءات عدة بين مختلف المجموعات الفلسطينية ونعتبر أن العامل المهم فى ذلك سيكون فى إعادة الوحدة الفلسطينية».
وأنهى الرئيس الروسى حواره قائلا: «إن اقتراب البنية التحتية لحلف الناتو من حدودنا يعتبر تهديدا، وأن الناتو يقوم بأنشطة مزعزعة قرب حدودنا لكنه سيفشل فى النهاية». وقال الرئيس الروسى عن توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية مع الإمارات العام الماضى: «نحن ننظر إلى الإمارات كأحد شركائنا الواعدين والقريبين جدا»، وأن الإمارات العربية المتحدة تسهم بدور مهم فى حل أزمات المنطقة، وتلعب من دون أى مبالغة دورا يعزز الاستقرار.
وقبيل زيارة يقوم بها للإمارات والسعودية اليوم وغدا، أكد الرئيس الروسى فى تصريحات صحفية، أن الشراكة الاستراتيجية مع دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية تتطور فى جميع الاتجاهات.
