قضى الممثل خواكين فينيكس، سنواته الأولى مع والديه متنقلا من مكان لأخر بحثا عن كسب العيش، فالأب جون لي بوتوم والأم آرلين، قضيا سنوات طويلة دون دخل ثابت معتمدين على التبرعات التي كانت تصلهما من عملهما بطائفة "أطفال الرب" الدينية كمبشرين، لكنهما مع نهاية السبعينيات وأثناء تواجدهما في أمريكا الجنوبية قررا ترك المجموعة والعودة إلى الولايات المتحدة على متن سفينة شحن فنزويلية، وقد اعتمدوا لقبا جديدا لعائلتهم وهو "فينيكس" تيمنا بالطائر الأسطوري الذي يبعث مجددا من رماده.
ومن أجل توفير الغذاء والدعم المالي للأسرة، عمل "خواكين" الذي قرر تغيير اسمه إلى "ليف"، برفقة أخوته الأربعة لتقديم العروض الغنائية والفقرات الترفيهية في الشوارع، إلى أن وجد طريقه برفقة أخيه الأكبر "ريفر" في مجال الإعلانات والتلفزيون، قبل أن يحترق نجمه أمام موهبة "ريفر" الفذة.
(1)
في بداية التسعينات وبعد انقطاع فني دام لسنوات، يعود "خواكين"، الذي استرد اسمه الأصلي مجددا، إلى الأضواء عقب الوفاة المفجعة لشقيقه "ريفر" بسبب جرعة مخدرات زائدة، وبدأ أسمه يتردد لدى وكلاء هوليوود عقب دوره بفيلم "To Die For" للمخرج جاس فان سانت. وسريعا انبعث "واكين" ونهض من كبوته بداية الألفية الثالثة حين اسند له دور البطولة في فيلم "Gladiator" للمخرج ريدلي سكوت، وأدى ببراعة متناهية دور القيصر كومودوس المهووس بالسلطة والذي نال عنه ترشيحه الأول لجائزة الأوسكار.
(2)
وعلى الرغم من عبقرية "خواكين" في تجسيد الشخصيات المعقدة، إلا أن حظه مع جوائز الأوسكار كان سيئا، ففي عام 2005 قدم أداءً مذهلاً لشخصية المغني جوني كاش بفيلم "Walk the Line" نال عنه ترشيحه الثاني للأوسكار. وعقب فترة من الكساد الفني عاد "واكين" مجددا من خلال فيلم بول أندرسون الشهير "The master" بدور فريدي كويل المحارب العائد إلى أرض الوطن، الذي منحه الترشيح الثالث والأخير (حتى الأن) للأوسكار، وفي عام 2013 قدم اداءً استثنائيا بفيلم سبايك جونز "Her"، ثم عمل مع المخرجة الإنجليزية لين رامزي العام قبل الماضي بفيلم "You Were Never Really Here" الذي منحه جائزة أفضل ممثل بمهرجان كان السينمائي.
وتزامنا مع طرح فيلمه الأحدث "Joker"، لم يخلف "خواكين" ظن جمهوره الذي اعتبر أدائه لشخصية "أرثر فليك" الأبرز في تاريخه الفني، آملين أن ينال ترشيحه الرابع واقتناص جائزة الأوسكار للمرة الأولى، التي يبدو وكأنه لا يكترث لها.
