الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ننشر عظة البابا تواضروس في قداس تدشين كنيسة العذراء والملاك بـ"درافي"

 البابا تواضروس
البابا تواضروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنشر "البوابة نيوز"، نص عظة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في قداس تدشين كاتدرائية السيدة العذراء مريم والملاك رافائيل بدرافي في فرنسا، وجاءت كالآتي:
"بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين.
أرحب بكل أحبائنا ضيوفنا الأعزاء الذين أصروا أن يحضروا معنا تدشين هذه الكاتدرائية ويوم التدشين هو تاريخ ميلاد الكنيسة وهو يتم مره واحدة في تاريخها نرحب بسيادة السفير المصري وأعضاء السفارة المصرية في باريس وكل ممثلي الكنائس نرحب بكل الأحباء ضيوفنا الأعزاء ونشكركم على هذه المشاركة الجميلة والله يديم الأفراح في حياتنا.
في إنجيل هذا الصباح أيها الأحباء ونحن في الشهر الثاني من السنة القبطية شهر بابه نتحدث عن معجزات شفاء أعمى وأخرس وفي هذا الصباح المبارك المسيح منح الصحة للإنسان المشلول ومعروف أن هؤلاء الأصدقاء الأربعة كما يقال في أمثالنا المصرية "الصديق وقت الضيق" سمعوا عن المسيح أنه في كفر ناحوم ولكنهم وجدوا مشكلة أنهم لم يستطيعوا أن يدخلوا وأتت فكرة غريبة في ذهنهم فتحة في السقف وكانت البيوت سقفها من الخشب وكانت فكرتهم إبداعية أنهم يتسطيعوا ازاحة بعض الواح الخشب ثم يدلوا صاحبهم عن طريق فتحة السقف وينزلوا منها المفلوج ويقدموه أمام المسيح والكل في تعجب واندهاش والمسيح قال له ثلاث كلمات "مغفور لك خطاياك" وابتدئت الناس تقول من الذي يستطيع أن يغفر الخطايا إلا الله فوقف المسيح وقال لهم "أيهما أيسر قم واحمل سريرك وامشي أم مغفورة لك خطاياك" كان قديمًا هناك ارتباط بين الخطية والمرض مابالك بشخص مشلول ومريض فوضعهم المسيح أمام انفسهم مغفوة لك خطاياك "قم احمل سريرك وامشي" حسب مفاهيم القديم الارتباط بين المرض والخطية المسيح قال "قم احمل سريرك وأمشي" وهنا تظهر عظمة هذه المعجزة شفاء المفلوج ونرى أربع صفات في هذه المعجزة في هؤلاء الأصدقاء الأربعة:
١- ناس مبدعين
كان من الممكن لما يلاقوا ازدحام يمشوا "فالكسلان يقول الأسد في الطريق" لكن هما أصروا أن يحملوا صديقهم المريض للسيد المسيح من تأتي له فكره أن يشيل الخشب وينزلوا المفلوج من السقف فكانوا مبدعين.
٢- كانوا محبين كثيرًا جدًا
المحبة تمضي مع الإنسان إلى الميل الأول والثاني يوجد شخص يعمل وخلاص وآخر يتمم العمل ويكمله وهؤلاء كانت محبتهم لصديقهم المريض محبة فياضة وأكيد لفوا به كثيرًا فالمحبة لا تسقط أبدًا.
٣- كانوا ناس متعاونين
كان ممكن واحد من الأربعة يقول نمشي لكثرة الزحام لكن لم يحدث هذا لكنهم فكروا في فكرة واتفقوا عليها ونفذوها ولم يعترض أحد فتعاونوا في الصعود للسطح وإزالة الخشب وحمل السرير وإنزال صديقهم حتى يصل للمسيح.
٤- كانوا محتملين
لأن لهم إيمان قوي في داخلهم أنهم عندما يصلوا صديقهم للمسيح سوف ينال الشفاء والإيمان في قلب الإنسان وهذا ما يسمي الإيمان العامل بالمحبة عندما يعتمر قلب الإنسان بالإيمان يجد أنه يعمل بالمحبة فالإيمان في داخلنا وواعماقنا واحتمالهم يظهر في حياة الإنسان ونشعر به من خلال المحبة فليس هينًا ويبدو أن هذا المريض كان مقطوع من شجرة ليس له أحد ويصلوا صديقهم أمام المسيح.الإيمان يعطي من خلال الأعمال الجيدة المليئة بالمحبة والمهم الإنسان يتمم قصد الله فيه ويتمم خطة الله فيه هذا في الإنسان القنوع أما الإنسان غير الراضي عن نفسه إنسان يضيع أيام حياته ونعم الله الكثيرة التي أعطاها الله له ولا يبعد عن يد الله الذي يشفي أي إنسان مريض بأي صورة والله اعطاه العقل والعقل خلقه الله هذه الرسالة توجد عندك الرجاء في حياتك فلا ينقطع رجائك فكل الأشياء تعمل معًا للخير الله يستخدمه طالما تحب الله من قلبك هؤلاء الأصدقاء الأربعة رسالة الصباح.
في هذا اليوم المبارك دشنا هذه الكنيسة فدشنا المذبح الكبير على اسم السيدة العذراء مريم والملاك رافائيل والمذبح الصغير على اسم التسعة والأربعون شيوخ شيهيت وهم أقباط من القرن الرابع الميلادي قديسين نساك ودشنا المعمودية.. أكرر محبتي لكم وللحضور الكرام وأصلي لأجلكم لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد أمين".