السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

نجيب محفوظ.. أديب نوبل العربي

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حققت أعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ نجاحًا كبيرا، على مستوى القراءة والانتشار في الوطن العربي وترجمتها إلى لغات حية أخرى متعددة، وأيضا على المستوى السينمائي والدرامي عندما تحولت رواياته وقصصه إلى أعمال فنية مميزة.
محفوظ، الذي تحل اليوم الأحد ذكرى منحه جائزة نوبل في الآداب العام 1988 من الأكاديمية السويدية، كان قد شغل القراء والنقاد بكتاباته ومؤلفاته الأدبية، ويصعب حصر هؤلاء الذين تناولوا أعماله في دراساتهم النقدية، فمنهم: الدكتور غالي شكري في "المنتمي"، ورجاء النقاش "في حب نجيب محفوظ"، والدكتور محمد حسن عبدالله في "الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ"، والدكتورة سيزا قاسم في "بناء الرواية"، والكاتب محمد سلماوي "في حضرة نجيب محفوظ"، والكاتب سيد الوكيل "في حضرة المحترم"، والناقد مصطفى بيومي "المسكوت عنه في أدب نجيب محفوظ"، وإبراهيم فتحي "العالم الروائي عند نجيب محفوظ"، وجمال الغيطاني في "نجيب محفوظ يتذكر"، والدكتور يحيي القفاص في "صورة المجتمع المصري في أدب نجيب محفوظ"، والدكتور يحيي الرخاوي في "عن طبيعة الحلم والإبداع.. دراسة نقدية في أحلام فترة النقاهة".. وغير ذلك كثير.
وكان من اللافت للنظر أن هذه القراءات النقدية المتعددة وقع بينها المتناقض، ويبدو أن الكثير من النقاد أرادوا أن يروا محفوظ بمنظورهم الذاتى لا بمنظوره هو ورؤيته الخاصة، لكن محفوظ أكبر من ذلك، أكبر من أن يتم ضغطه داخل قالب واحد، لذلك تجده من الطبيعى أن يشير إلى فساد الرأسمالية الحرة ولا يعنى هذا مدحه للاشتراكية أو الشيوعية، فهو كاتب متعدد المواهب، ويعد عن جدارة منبعًا للإلهام والإبداع.
عبرت كتابات محفوظ تعبيرا واضحا وشاملا لكل أبعاد الحياة، فنجد مثلا الطالب الثورى والاشتراكى وجيل الستينيات الذى عاش حلم الخلاص من براثن الاستعمار، وعندما تحطمت آمال المصريين في أعقاب نكسة 67 لاقى ذلك الجيل المهزوم صدى إحباطه وسط كتاباته أيضا، ومع صعود التيارات الإسلامية المتطرفة على الساحة بدعم سياسى واسع إبان حكم السادات، كان ذلك واضحا أيضا في أعماله.
وقد أثارت روايته الفريدة "أولاد حارتنا" أزمة كبيرة مع الجماعات الإسلامية المتشددة، حتى هاجموه على المنابر ووصفوه بالكفر، واقترح أحد الوسطاء أن يجمع المعترضين بنجيب محفوظ في مناظرة يرد فيها المؤلف على ادعاءاتهم، وقبل محفوظ وذهب في الوقت المحدد وظل منتظرا حتى يأتي أحدهم لكنهم تخلفوا عن الحضور ولم يأت أحد.
وعن هذه الأزمة يقول "محفوظ": ذهبت في الموعد الذي حدده لي المرحوم صبري الخولي لمناقشة الرواية لكن الأطراف الأخرى هي التي لم تأت، وقال لي الخولي "أنا هندهلك لما يجتمعوا" وفات على كده 30 سنة ونسيت الأمر.. وتجددت الحملة عليها ضدي بعدما حصلت على الجائزة وظهر رأي غريب يدعي أنني حصلت على الجائزة بسببها، وهذا غير صحيح، لأن تقرير الجائزة ذكر في نهايته تلك الرواية".
وأضاف "محفوظ" أن الأدب الرمزي يحتاج لطريقة في القراءة، فهناك رمز وشيء يشير إليه، وأنت عندما تقرأ الرمز يجب ألا تخلطه بالمرموز وإلا ضاع الأمر، ومثال ذلك من تراثنا كتاب "كليلة ودمنة"، فهو عالم حيوان، إنما المؤلف قصد أن يعكس به الواقع في زمنه، فجعل من السلاطين والوزراء بدائل لهم في الأسد والثعلب وغيرهما، فالثعلب قد يمثل الوزير في حكمته ودهائه، لكنه يظل محتفظا بعالمه الحيواني وإلا فقدت الحكاية واقعيتها واقناعها للقارئ، فلا يصح أن يقرأ أحدهم قصة الثعلب ويسأل "ازاي تخلي معالي الوزير ينبش في الزبالة" فاعتبار الرمز هو المرموز يهدم العمل.