الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كاتب كردي سوري: الأنظمة التركية والإيرانية تضطهدنا وتقمع ثقافتنا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف الكاتب الكردى السورى هوشنك أوسي، عن التعتيم والعصف من قبل بعض الأنظمة مثل النظام التركى والنظام الإيرانى، الذين وصل بهم الحال إلى منع حتى التحدث باللغة الكردية، وأضاف فى حواره إلى «البوابة»، أن الكرد كباقى شعوب منطقة الشرق الأوسط، له لغته الخاصة وثقافته وآدابه وفنون، واللغة والأدب الكرديين كانا من أسباب استمرار هذا الشعب، رغم حملات القهر والظلم والصهر والتذويب التى تعرض لها من قبل الأنظمة التى تتقاسم كردستان «بلاد الأكراد، حسب ما وردت فى كتب التاريخ ومعاجم البلدان العربية القديمة».
وأضاف من الطبيعى أن يكون الشعر الكردى ممثلًا فى طبقات أو أجيال، فمن الشعراء الكلاسيكيين القدامى الذين كانت تغلب أشعارهم النفس الصوفى والعرفانى والحب الإلهى والحب الإنسانى أيضًا، فعلى سبيل الذكر لا الحصر: «الملا الجزري» صاحب ديوان العقد الجوهري، و«أحمد خاني» صاحب ملحمة العشق الشعرية «مم وزين»، و«فقيه الطيران، فقيه الطيور»، و«حاجى أحمد كوئي» و«نالي» و«على حرير».. وغيرهم.
أما الطبقة الثانية من الشعراء الكلاسيكيين التقليديين الذين كانوا أيضًا يعتمدون الشعر العمودى ونظام التفعيلة فى كتابة قصائدهم، فيمكن تحديدهم بنهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وكانت قصائدهم تتسم بالبعد القومى والدعوة للنظام والثورة فى سبيل حرية الكرد وكردستان. ومن هؤلاء الشعراء: «كوران»، «بيرامرد»، «هزار»، «جكرخوين»، «تيريج»، ودواوينهم الشعرية عديدة، لا يمكن حصرها، ولعل أشهر هؤلاء الشعراء بين الكرد هو «خكرخوين» وله ثمانية دواوين شعرية.
وأشار إلى أن الحداثة الشعرية الكردية قد بدأت مبكرة، حتى يمكن القول إنها سبقت الحداثة الشعرية العربية، وكانت بدايات الحداثة الشعرية الكردية فى الثلاثينيات من القرن المنصرم على يد الشاعر الكردى «قدرى جان»، الذى كان يتقن عدّة لغات منها: العربيّة، والإنجليزيّة، والفرنسيّة والروسيّة، إلى جانب لغته الأمّ الكرديّة، وحاليًا هناك المئات من الشعراء والشاعرات الكرد ممن يكتبون القصيدة الحرة أو قصيدة النثر، ومن هؤلاء الشعراء والشاعرات من يكتب باللغة الكردية والعربية، أو اللغة الكردية والتركية، أو اللغة الكردية والفارسية... يعنى هم ثنائيو اللغة.
وأكد أن الأدب الكردى متنوع الخصائص والمصادر، فهناك الأصل الجذر الكردي، وهناك تأثر بالأدب العربى والتركى والفارسي، وعبر ذلك عن نفسه النصوص الشعرية والروائية الكردية، سواء المكتوبة بالكردية أو باللغات العربية والتركية والفارسية، ما يعنى أن الأدب الكردى متنوع ومنفتح ومتعدد اللغات والثقافات.
وأضاف، ورغم أن الكرد هم أقرب إلى العرب من الأتراك والفرس، ورغم أن الكرد حكموا يومًا ما مصر والشام، إلا أن هناك جهلا كبيرا فى الأوساط النقدية العربية بالأدب الكردي، شعرًا ونثرًا، ليس فقط جهل بالأدب المكتوب باللغة الكردية، بل أيضًا بالأدب الكردى المكتوب باللغة العربية، وهناك أدباء كرد كتبوا بالعربية وفازوا بجوائز أدبية عربية، فى الرواية والشعر والقصة، على سبيل الذكر لا الحصر ومنهم حيدر هورو، عبدالباقى اليوسف، وآخرين، إلاّ أن الأدب الكردى ما زال قارة كبيرة ومجهولة أمام الناقد العربي، فما بالك بالقارئ العربي.
وعن الإشكاليات التى تقابل حركة الترجمة من الكردية إلى العربية، أوضح «إوسي» قائلا: «أعتقد أن هناك مشكلة فى الترجمة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، المركز القومى للترجمة فى مصر، ترجم عن ٣٥ لغة، ولكن لا يوجد هناك ترجمات عن اللغة الكردية! وهذا مثال على ما هو حاصل فى مصر، فما بالكم فى سوريا وإيران وتركيا، التى كانت تحكمها أنظمة تضطهد الأكراد، وتقمع الثقافة الكردية وتحظر استخدام اللغة الكردية، وللعلم الثقافة الكردية لم تكن ممنوعة فى مصر، وكانت هناك إذاعة كردية على زمن جمال عبدالناصر سنة ١٩٥٦ تبث من القاهرة لمدة ساعة كل يوم، عمل فيها الرئيس العراقى السابق فؤاد معصوم».
وعن كيف يمكن للأدب الكردى أن يتحدى كل تلك الصعاب سواء المتعلقة بالنشر أو الترجمة، لا سيما فى عصر الثورة المعلوماتية واعتبار اللغة الكردية من أهم ١٠ لغات فى العالم، قال «إوسي»: «إن الأدب الكردى منفتح على اللغة العربية والثقافة العربية والهموم العربية أيضًا، ولكن الدور على حركة الترجمة والنقد العربى أن تنفتح على الكردي. الصعوبات التى يعانى منها الأدب الكردى لا حصر لها، ومع ذلك الأدب الكردى مستمر، لأن هناك شعبا حيا ومقاوما ومظلوما اسمه الشعب الكردي، رغم كل هذه الصعوبات، حاول الأدب الكردى شعرًا ونثرًا الوصول إلى القارئ العربي، ولكن مع الأسف، هناك تجاهل كبير وغريب ومؤسف من حركة الترجمة من اللغة الكردية إلى اللغة العربية، بل وهناك تجاهل غريب ومؤسف لحركة النقد العربى حتى للأدب الكردى المكتوب بالعربية أيضًا، فالناقد هنا، ليس بحاجة إلى ترجمة، لأن الأديب الكردى قدّم نفسه وهمومه وقضيته وأفكاره وآلامه إلى القارئ والناقد العربى بلغة الضاد».
وعن الوضع الراهن بشأن الهجوم التركى الغاشم على الأراضى السورية، قال: «أنا فى حالة حرب ومغول وتتار العصر يهاجمون ويقتلون أهلي، ومن الواجب على كل مثقف وطنى سوري، عربي، كردي، سرياني، أن يرفع صوته ضد الحرب وضد زج الشباب السورى فى حرب أردوغان العمياء والعبثية على الكرد، وضرورة التوقف عن تكرار أكذوبة «أردوغان» وحربه على الإرهاب، هذه حرب «أردوغان» على الكرد وليست حرب العرب، سوريين وغير سوريين.
وإذا كان الدم السورى يجب أن يراق، «وأنا ضد إراقة كل قطرة دم فى سوريا وخارجها»، فيجب أن يراق فى المكان الصحيح، أوقفوا استثمار «أردوغان» للدم السورى وللاجئين السوريين، ضد أوروبا، وضد السوريين أنفسهم».
مؤكدًا أن الشعب السورى ليس رخيصًا لهذه الدرجة حتى يتحول إلى حطب ووقود حروب «عار-دوغان»، فكانت «روجافا» شمال سوريا، خط الدفاع الأول عن السعودية ومصر فى مواجهة التهديدات والأطماع التركية فى المنطقة.