السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من ذاكرة ماسبيرو.. هنري بركات: "فريد الأطرش كان عايز يعمل دعاء الكروان وقلتله انسى"

هنرى بركات
هنرى بركات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ضيافة سلمى الشماع، وبرنامج «زووم» الذى خصص حلقة عن عميد الأدب العربى طه حسين، وهل استطاعت السينما نقل أفكاره للجماهير، قال المخرج هنري بركات، شيخ المخرجين: فريد الأطرش كان عايز يعمل دعاء الكروان، وبعتلى الرواية، قلت له هذا الدور لا يليق بك يا فريد انسى هذا الموضوع خالص، لكن عندما قرأت الرواية أعجبتني، وظلت في الذاكرة، وخفت أقترب منها، قلت ده جو غريب شوية عليا، جو أرياف، كله فيه هيبة، كنت هايب، خاصة أنها رواية للدكتور طه حسين، فركنتها وقلت أما أشوف أجرب فيلم عن الفلاحين، وكان أول مرة أعمل فيلم عن الفلاحين، كان معروض عليا «حسن ونعيمة» فعملته، فأصبح بينى وبين الجو الفلاحى نوع من التفاهم، وكان سنة ١٩٥٩ فتشجعت وفى أثناء بحثى عن المناظر الخارجية لحسن ونعيمة، مريت على قرية قلت يا سلام دى القرية بتاعة آمنة، كانت في بطن الجبل زى ما مكتوب في الكتاب، لما خلصنا حسن ونعيمة قلت هجازف واعمل دعاء الكروان كإنتاج وإخراج، فقمت بمقابلة طه حسين وأنا مرعوب، استقبلنى بمنزله وقال لى يا أستاذ الرواية دى ما فيهاش صور، انت عارف إن أنا لا أقدر أن أكتب صور، قلت له لكن الأسلوب يوحى بصور، فإذا سمحت محتاجين نعملها للسينما، قالى هتاخد مين معاك يكتب الحوار، قلت له هاخد يوسف جوهر، وأنا مستعد أول ما ينتهى العمل أعرضه عليك، وإذا حضرتك وافقت نبدأ الإنتاج وإذا لم توافق أتنازل عن عمل الفيلم، قاللى طيب وها يكون موجود معى ابنى الدكتور مؤنس، قلت له وهو كذلك.
قمنا بعمل السيناريو، وذهبنا لمقابلته، وعرضت عليه تغيير النهاية، قال لى لم أقدر أن أوافق الآن فقمت بإقناعه بأن نقوم بعمل نهايتين: الموجودة بالكتاب والمعروضة عليه، فوافق وأنتجنا الفيلم وتم عرض الفيلم على طه حسين، طبعا الفيلم لما أنتجناه كان العمل فيه يتم بحماس شديد، لا نفهم ليه، ربما لأن الرواية أخذتنا، والأدوار كل دور بيقول حاجة، وكل الممثلين كانوا متحمسين، والاختيار للأشخاص كان موفقا من عند ربنا في كل شيء، في المزيكا في الحوار والأداء أيضا والسيناريو، وتم عرض الفيلم في قاعة النيل، وعرضنا النهايتين وكانت الأولى المقترحة وسمع النهاية المقترحة، وقال له ابنه مؤنس يا بابا هذه النهاية هى التى تمشى مع عقلية المتفرج وأصلح للموضوع، لأن نهاية الكتاب كانت أن آمنة تعيش مع المهندس، وكان هذا غير مقبول، فوافق على النهاية المعروضة، وتم عرض الفيلم على الجمهور.
وذهب له رمسيس نجيب من أجل رواية «الحب الضائع»، وقال له نريد إنتاج هذا الفيلم، فرد قائلا من الذى يقوم بكتابة السيناريو والحوار، قال له يوسف جوهر والإخراج بركات، قال له خلاص أنا موافق، أنا واثق فيهم ولا داعى أن تأتى لى بالرواية مرة أخرى، وكان «دعاء الكروان» أقوى من «الحب الضائع» كقصة وكجو وكأشخاص، فقد اضطرتنا رواية «الحب الضائع» إلى أن نمصر الأحداث، وقلت لرمسيس: الفكرة مش جديدة، فحاولنا نطلع حاجة، ولكن مستوى الفيلم كان أقل من دعاء الكروان.
وقال بركات ردًا على سؤال الفيلم المحبب إلى قلبك: «في بيتنا رجل، بحبه جدا، والباب المفتوح» رغم أن الأخير لم يأخذ حظه.
وفكرت في وقت من الأوقات أن أنتج «المعذبون في الأرض»، ولكنى ترددت لأنى قرأت فيها شوية لقيته تقيل على المشاهد، رغم أن العنوان شدني، كان فيه إغراء.
ومن خلال الفيلمين اللذين قدمتهما لطه حسين، كان هناك اندهاش في مهرجان برلين من قتل هنادى قالوا ليه قتلها وهذا أثر على شعبية الفيلم في ألمانيا، وسط عدم فهم لطبيعة الثقافة العربية.