ترك الفنان الراحل طلعت زكريا، بصمة مؤثرة في السينما المصرية، بأدواره الكوميدية التي حققت انتشارا شعبيا كبيرة، وبـ«إفيهاته» التي اشتهر بها ورددها الكثير من بعده.
ورغم الانتقادات العديدة التى وجهت إليه، بسبب دفاعه عن الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أنه واصل إضحاك الناس ورسم الابتسامة على الوجوه، معتبرًا إياها رسالته الأهم في الحياة.. ليسعد جمهوره بأعماله التي لا تنسى.
وتعيد «البوابة» نشر هذا الحوار، الذي أجرته مع النجم الراحل، وذلك بعدما وفاته الثلاثاء الماضي عن عمر ناهز الـ58 عامًا.
فإلى نص الحوار..
■ ما تعليقك على براءة الرئيس الأسبق مبارك؟
- لم أبارك للرئيس مبارك على الحكم، وهو حكم كنت أتوقعه، والشيء الذي كان يؤلمني هو كم الإهانات التي تعرض لها مبارك، فهو لم يكن يستحق ذلك، لا من القضاء ولا الشعب، وعندما أسافر خارج مصر يسألونني: لماذا تفعلون في مبارك ذلك رغم أنه رفض أن يترك بلده؟ وسأزور مبارك قريبًا لتهنئته بالحكم، رغم أنه دومًا كنت دائم الحديث معه والاتصال به.
■ أعلنت سابقا أنك ستطبخ لمبارك في حال براءته والإفراج عنه فما تعليقك؟
- هو حينما يراني يتذكر الطعام، وذات مرة قال لي حينما أعود إلى منزلي فأنت معزوم عندي لتطبخ لي باعتبارك طباخ الرئيس.
■ من السياسة للفن.. ما الدور الذي تتمنى أن يسقط من ذاكرة جمهورك؟
- دوري في «الفيل في المنديل»، أما الدور الذي أتمنى أن يتذكره الجمهور فهو دوري في فيلم «طباخ الرئيس» لأني كنت أجسد فيه دور واحد من الناس ينقل نبض الحياة للرئيس.
■ حدثنا عن طلعت زكريا المؤلف وتجربة الكتابة بعد «الفيل في المنديل»؟
- لى تجربة ثانية في الكتابة في فيلم «حارس الرئيس» الذي يشاركني بطولته النجم حسن يوسف، وهو فيلم مختلف تماما عن «طباخ الرئيس» حيث يحكي أحوال مصر والمصريين خلال حكم الإخوان، إنتاج كامل أبو علي، وبعد موافقة الرقابة سنبدأ تصويره، والفيلم يرصد الأحداث التي وقعت خلال حكمهم، وسبق أن عرضت مسرحية «الكوتش» خلال فترة حكمهم انتقدت فيها أفعالهم، وفي الحقيقة لم يعترض أحد منهم على العمل.
■ وماذا عن مسلسل «الزئبق» الذي تشارك فيه حاليًا؟
- المسلسل دوري فيه رئيسي، وهو بطولة مشتركة مع كريم عبدالعزيز، شريف منير، ومن تأليف وليد يوسف، وإنتاج وإخراج وائل عبدالله.
■ قيل إنك رفضت القيام بدور ثانٍ مع عادل إمام.. ما تعليقك؟
- لم يحدث، ووافقت على دوري في مسلسل «العرّاف» إلا أنه حدثت أشياء خلال التصوير دعتني للاعتذار.
■ هل زارك الزعيم مؤخرًا خلال تصوير أحد أعمالك؟
- نعم حدث أن التقينا حينما كان يصور مسلسله في مدينة الإنتاج، وعرف أنى أصور عملًا لى، فجاء وبارك لى على العمل، وهو أسلوب ليس بجديد على نجم بحجم عادل إمام، فهو مدرسة كبيرة تستحق الدراسة ويتمتع بذكاء شديد.
■ قيل إنك ستصور قريبًا فيلم بعنوان «إسماعيل ياسين في الصين».. لماذا اخترت هذا الاسم؟
- أحب اختيار أسماء لأفلامى مثيرة للجدل، مثل فيلم «حاحا وتفاحة» واللفظ جربته مع الزعيم عادل إمام في فيلم «التجربة الدنماركية»، فقد عرفت أن حرف الحاء يظهر الهواء في الفم فيمكن شم رائحة الخمر إن كان أحد ما شربها، وفى الفيلم كنت أمثل دور ضابط، فجربتها وضحك منها عادل إمام.
لكن في فيلم «قصة الحى الشعبى» اخترت أنا اسمه، كذلك اخترت اسم «الفيل في المنديل»، أما «طباخ الرئيس» فمن تسمية يوسف، وعن فيلم «إسماعيل ياسين في الصين» فالفيلم ليست له علاقة بسلسلة أعمال النجم الراحل، وأجسد فيه شخصية إسماعيل ووالدى اسمه ياسين.
■ هل هناك تعاون قريب مع يوسف معاطى؟
- إن شاء الله نتصالح قريبًا ونعود للعمل معًا، عقب الخلاف الذى حدث بسبب فيلم «حارس الرئيس»، حيث تأخر في كتابته ووقتها طلبت منه عدم استكماله.
■ رأينا طلعت زكريا بمسرح القطاع الخاص.. فمتى نراه على مسرح الدولة؟
- لم أقدم مسرحيات على مسرح الدولة، رغم أننى عضو بمسرح السلام، وإن كان عرض علىّ مؤخرا مسرحية لتجسيدها على خشبته مع الفنانة فيفى عبده، وأرحب بالطبع بالعمل على خشبة مسرح الدولة.
■ كيف يرى طلعت زكريا حال المسرح؟
- لم يعد لدينا مسرح، فقد انهار في رأيي.
■ ماذا عن برنامج «سمير بونديرة»؟
- كنت جاهزًا لتنفيذه بقطاع القنوات المتخصصة ولا أعرف أسباب توقف الفكرة.
■ رغم معاناتك الصحية والانتقادات لك بسبب آرائك السياسية إلا أنك مصر على إضحاك الناس؟
- لأنها وظيفتى، ومنحة وهبها المولى لى، وأكون سعيدًا حينما أرسم البسمة على وجوه الناس خاصة في ظل حياة لم يعد بها شىء مبهج.
■ ما الدور الذى يخشى طلعت زكريا تجسيده؟
- الأدوار التراجيدية، خاصة أننى أخشى عدم حب الناس لى في هذا اللون.
