الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«الشائعات».. أخطر حروب القرن الـ21.. منصة «السوشيال ميديا» تطلق قذائف كاذبة لتخريب المجتمع.. وخبراء: يجب مواجهة الحقائق على أرض الواقع.. تفضح فبركات «الجزيرة».. و«المقرحي»: توعية الشعب بكل مستوياته

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواجه مصر حربًا شرسة تنتمى إلى ما يسمى حروب الجيل الرابع، والتى تكمن خطورتها في أنها غير ملموسة وغير مرئية لا يمكننا فيها تحديد العدو بصورة واضحة ولهم في ذلك العديد من الطرق من أبرزها «مواقع التواصل الاجتماعي»، والتى تُعد أخطر أنواع الحروب والتى تساعد في نشر الشائعات والتشكيك في مؤسسات الدول وقياداتها.
تظهر خطورة الشائعات فيما تبثه من مشاعر الإحباط والتشكيك وانعدام الثقة لدى المواطن فيما تنجزه الدولة من مشروعات وتحققه من نجاحات، فلا يرى إلا الجوانب السلبية التى تعكر صفو ما يتم على الواقع من إنجازات وتصنع الفجوات بين المواطن وبين أجهزة ومؤسسات الدولة، وهذا ما يهدف إليه المتربصون بأمن واستقرار مصر، ويسعون لتحقيقه بشكل مستمر، وبما لديهم من وسائل وتقنيات وينفقون في سبيل ذلك أموالًا طائلة تمكنهم من النجاح فيما يهدفون إليه، ويساعدهم في ذلك ضعف الوعى لدى البعض، وقلة المعلومات وغياب الرؤية لدى البعض، وكذلك الضعف في المواجهة والرد وغياب دور الإعلام المنوط به إزالة الغموض وتوضيح الحقائق بالأدلة والبراهين بما لا يدع مجالًا للشك لدى المواطنين، ويكون الرد على الشائعة بالحقيقة فينسفها من الأساس.
في السطور التالية ترصد «البوابة نيوز»، خطورة الشائعات ومدى تأثيرها على المواطنين، وأهم وسائلها وأساليبها المستخدمة، ونكشف بعض النماذج والأمثلة التى ظهرت خلال الفترة الأخيرة، ونعرض لوسائل العلاج وأهم الحلول، وكيفية المواجهة والرد، وهذا ما سنتعرف إليه من خلال بعض الخبراء والمختصين والمهتمين بهذا الموضوع كما نعرضه في السطور التالية:



فبركة الجزيزة القطرية
منذ اندلاع ثورة الـ ٣٠ من يونيو الشعبية، ضد حكم جماعة الإخوان الإرهاربية، عزمت قناة «الجزيزة»، التابعة لدولة قطر وبعض المنصات الإعلامية التابعة للجماعة، على بث وترويج الشائعات والأكاذيب حول الدولة المصرية وقياداتها، وفق أجندات خارجية تحت رعاية «المخابرات القطرية - التركية»، في محاولة منهم لإشعال فتيل الفتنة وتحريض المواطنين على التظاهر ضد النظام بحجة غلاء الأسعار، وهو ما ظهر جليًا خلال الشهر الماضي، بعد قيامها بنشر فيديوهات وصور مفبركة يظهر فيها أعداد كبيرة من المواطنين في الميادين والشوارع يطالبون برحيل النظام الحالي.
شائعات اغتصاب واختطاف
«اغتصاب طفلة على يد خالها بالدقهلية».. الجملة السابقة كانت بمثابة الشرارة التى أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي «فسيبوك»، نهاية الشهر الماضي، تعاطفًا مع الطفلة «جنة» ابنه الـ٥ سنوات، والتى لقيت مصرعها مـتأثرة بجراحها، عقب تعرضها وشقيقتها للتعذيب على يد جدتهما «والدة الأم»، في مشهد مأساوى أحزن القلوب وأدمع العيون، إلا أن التحقيقات أثبتت أن المجنى عليها لم تتعرض لأى أعتداء جنسى أو اغتصاب من قبل شقيق والدتها، كما زعمت بعض المواقع الإخبارية، وبعض مستخدمى «السوشيال ميديا».
ولم تكن شائعة اختطاف طالبة جامعة الأزهر من داخل المدينة الجامعية بأسيوط الأولى أو الأخيرة، لعناصر الخلايا النائمة المنتمية لجماعة الإخوان الإرهابية، من أجل بث الخوف والرعب في نفوس المواطنين، وهو ما حدث خلال شهر مارس من العام الجاري، عقب ترويج المواقع الإلكترونية المشبوهة وصفحات التواصل الاجتماعي شائعة اختطاف واغتصاب طالبة بالمدينة الجامعية للطالبات، بجامعة الأزهر في أسيوط، وبعد التحقق من صحة الواقعة تبين أن الطالبة حصلت على إجازة من أجل الاطمئنان على أسرتها في محافظة قنا وأن أحد أعضاء هيئة التدريس الذى ثبت انتماؤه لجماعة الإخوان الإرهابية هو من قام بنشر الشائعة بالاشتراك مع آخرين.


المواجهة
وحول هذه الوقائع يقول اللواء فاروق المقرحي، الخبير الأمني، ومساعد وزير الداخلية الأسبق: «إن محاربة الشائعات والأقاويل الكاذبة التى تتردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتم عن طريق توعية للشعب المصرى بكل مستوياته، عن طريق الإذاعة والتليفزيون، ومواقع التواصل الاجتماعي الحكومية والأهلية والوطنية التى تتبع لأشخاص يتقون الله في بلدهم، فيصبح لدينا إعلام وطنى مرئى ومسموع ومقروء، مشيرًا إلى أنه لا بد من التواصل مع جميع أفراد الشعب المصري؛ لأن مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد مقتصرة على الطائفة المثقفة، أو التى تمتلك هواتف حديثة، فقد وصلت هذه الأجهزة إلى جميع أفراد الشعب فقراءه قبل أغنيائه».
وأضاف: «أن وسائل التواصل الحديثة نجدها في الريف وفى أقاصى الصعيد، ومع الفلاح والعامل، وللأسف الشديد يرددون ما يشاهدونه على تلك المواقع بلا وعى أو فهم أو إدراك لهذه الأشياء، يرددونها على أنها مجرد أشياء على النت أو السوشيال ميديا ثم يرددونها فيما بينهم، ووصل بنا الحال إلى أن المواطنين الريفيين يشاركون بعضهم تلك الأشياء على أنها حقائق متداولة، ولهذ أوجب على المثقفين وليس فقط المتعلمين لأن ثمة فارقا بين المثقف والمتعلم؛ فهناك متعلمون أطباء ومهندسون وخريجو كلية العلوم مازالوا ينتمون إلى تلك العصابة الإرهابيه المسماة بالإخوان، فالمتعلم شيء والمثقف شيء آخر، فالمثقف هو من يستطيع أن يتحدث ولديه من المعلومات العامة في شتى مناحى الحياة ما يستطيع أن يدرك بحسه أى من هذه الأشياء صحيح وأيها مفبرك».
وتابع: «هذا هو المثقف وهذا دور المثقفين، وكذلك دورأجهزة الإعلام الوطنية المخلصة لهذا البلد لأنها تقدم جرعة كاملة للمواطن البسيط في أقاصى الصعيد، والريف، بخطورة هذه الأجهزة التى يحملونها دون وعى ولا يستخدمونها في الاتصالات فقط، بل يستخدمونها في بعض الألعاب الخطرة ومواقع خارجية، تلك المواقع تبث أحيانا السُّم في العسل، فتوضع إعلانات وتوضع أشياء داخل المحتوى الذى تقدمه سواء كان المحتوى جنسيًا أو سياسيًا، فيصيب هؤلاء الإحباط ويتردد فيما بينهم وقائع لا أساس لها من الصحة، وبعيدة كل البعد عن الحقيقة».
وأشار إلى أن هناك أمثلة كثيرة، فمثلًا ما يردده الولد الهارب إلى إسبانيا، وغيره من الهاربين في تركيا والدوحة ولندن على مواقع التواصل الاجتماعي، للأسف الشديد هناك من يتلقفها من البسطاء ويرددون أقوالهم بلا وعى وبلا سابق معرفة، مما يترتب على ذلك كثير من الأضرار الاجتماعية للوطن وللوطنية، فهناك فرق بين الأضرار الاجتماعية للوطن، ووطنية الشخص نفسه وحبه لبلده الذى تربينا عليه، مشددًا على ضرورة قيام جميع مدارس مصر سواء خاصة أو حكومية أو إنترناشيونال أو أمريكية أو بريطانية أو يابانية، لا بد أن يدرس وباللغة العربية التاريخ والجغرافيا والتربية القومية، فهذه المواد كانت في عهد الرئيس جمال عبدالناصر وتربينا عليها، فلا بد أن تدرس التاريخ والجغرافيا في جميع مراحل التعليم، ولابد أن تدرس التربية الوطنية في جميع مراحل التعليم، ولابد أيضًا أن تدرس اللغة العربية وتكون لغة أساسية في هذه المدارس وليست لغة جانبية، كما هو حادث الآن من تخريب للهوية والتعليم».
وأوضح أن الرئيس عبدالناصر ترك جميع المدارس الأجنبية وتركها تدرس مناهجها بشرط أربع مواد لا بد أن يدرسوا من أولى روضة حتى نهايه التعليم الجامعي، وهى التاريخ والجغرافيا واللغة العربية والمواد القومية، فهذا ما يجب أن يكون فهذه هى الحقائق يجب أن يعيها الجميع، فيجب أن يعى الإعلام دوره ويجب أن تعى وزارة التعليم دورها، ويجب أن تعى وزارة الثقافة دورها والأزهر والأوقاف، لا بد أن يتكاتف كل هؤلاء بإخلاص حيث يقومون بتوعيتنا كى لايستطيع أحد اختراق عقولنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا هو مايجب علينا جميعًا أن نتنبه إليه.


سلاح الإعلام
وفى السياق ذاته قال الدكتور سعيد صادق، خبير علم الاجتماع، إنه منذ عام ٢٠١٣ عقدت العديد من المؤتمرات التى تتحدث عن حرب الشائعات والحرب النفسية وحروب الجيل الرابع، فهذه ليست أول مرة، فنتساءل هنا هل تُرجمت هذه المؤتمرات إلى سياسات وإجراءات أم لم تُترجم؟، فإذا حدث هذا إذًا فلماذا نقع في ورطة الشائعات، مما يعنى هنا أننا لم نُطبق ما نقوله في هذه المؤتمرات الكبيرة، مشددًا على ضرورة محاسبة القائمين على تطبيق الإجراءات والتوصيات التى تُقترح في المؤتمرات، فهذه ليست المرة الأولى لتعرضنا للشائعات ولن تكون آخر مرة، وهذا جزء من الحرب، فقد اختفت فكرة الحروب بمواجهة الجيوش بالأسلحة والطائرات، فالمنطقة الآن جميعها تمتلئ بالحروب النفسية الإعلامية، فإذا كنا نمتلك إعلامًا قويًا فسوف نستطيع تخطى أى شيء، وإن لم يكن لدينا فسوف نقع في المشكلة التى نحن فيها الآن، وسوف تتكرر.
وأوضح: «أنه يوجد ما يسمى بخليات الأزمة، فعند حدوث أزمة معينة، ونحن لسنا مدربين على حلها، فسوف تتفاقم الأزمة، فإذا لم يكن لدينا أشخاص جاهزون وينفذون ما اتفقوا عليه في المؤتمرات فلا داعى للمؤتمرات، فليس من المعقول أن يقترح الخبراء الموجودون في لجنة حل الأزمات المنعقدة ردود أفعال فقط، فنحن طوال الوقت لا نفعل شيئًا سوى أن يكون لنا ردود أفعال كلامية، فلا بد من شن هجمات ضد من يشنون ضدنا هجمات بالكذب، فدائمًا ما تكون ردودنا ساذجة وانفعالية، وغير مدروسة وينتج عنها رد فعل عكسي، مضيفًا أنه لا بد من إعادة النظر في وضع نظام الإعلام الموجود في مصر، فالأزمة الأخيرة أثبتت أنه نظام فاشل، ولايوجد أى تطبيقات لما هو مقترح، فمشكلتنا في عدم تطبيق ما نقوله ونقترحه من حلول، فيجب متابعة التنفيذ لما هو مقترح، فلا بد أن يكون النصيب الأكبر في متابعة ديناميكية التنفيذ والتصحيح من فترة لأخرى، ولابد من عمل تقييم كل فترة لما تم تنفيذه وما لم يتم تنفيذه.
ومن جانبه أكد المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، أنه أول من سلط الضوء على حروب الجيل الرابع، وهى تعتمد على أن تسقط أنظمة ودول دون إطلاق رصاصة واحدة، وتستند في ذلك على الحرب النفسية في المقام الأول، مشيرًا إلى أن أسلحة الجيل الرابع تعتمد على الإعلام، سواء كان إعلامًا مقروءًا أو مسموعًا أو مرئيًا أو التواصل الاجتماعي، بتطوراتها التكنولوجية في هذا المجال وتركن إلى الإرهاب وإلى الشائعات والفتن، كما أن الشائعات ترتكز في المقام الأول على العامل النفسي، فكيف أستطيع أن أحول الشائعات التى أروجها من أكذوبة إلى أن أجعل من يسمعها سواء كان مثقفًا أو غير مثقف يصدق هذه الشائعة، ودائمًا عندما نكون أمام حرب لا بد كى نجابه هذه الحرب أن نُلِّم بالأسلحة ونكون على استعداد بأسلحة أقوى أو على الأقل مقابلة لها.
وأضاف: «أن هذه الشائعات تؤثر في الداخل والخارج، ولا يصح أن يكون الإعلام عندنا مقتصرًا على الرد على الشائعات ويقول إنه لا يوجد مظاهرات في ميدان التحرير ويرد برد محلي، فلا بد للمحاربة أولًا بالإلمام بالأسلحة، وثانيًا أن نكون أمام حرب استباقية وأن نكون أمام تغطية شاملة لكل المناطق التى من الممكن أن تُطلق فيها شائعة، أو إذا أطلقت كيف نستطيع أن نواجهها، كما أنه لا بد أن نكون أمام الأكذوبة التى تقول «كذا»، ثم بعد ذلك نكون أمام الحقائق مع الأخذ في الاعتبار أن السوشيال ميديا سريعة جدًا في نشر الأخبار، فالخبر لا يأخذ خمس دقائق ويكون قد وصل للعالم كله، مشيرًا إلى أنه لا بد أن نعرف كيف نستطيع أن نغطى الأكذوبة بالحقائق الصحيحة في جميع الأماكن التى يمكن أن تصل إليها، فإذا كانت البلاد تتحدث الإنجليزية أغطيها بالإنجليزي أى بلغتها وهكذا إذا كانت تتحدث الفرنسية أغطيها بالفرنسية، ولا يجب سماع الشائعات خارجيًا ثم نقوم بالرد عليها ردًا محليًا».
وأردف: «من يحاربنى سواء دولة أو حاكم أو مسئول في أى مكان لا بد أن نواجهه بذات الحرب وبذات الأسلحة التى هى الحرب النفسية وعلى نفس المنصة من خلال السوشيال ميديا، ويجب أن نكون أمام جهة تضم كبار الخبراء والفنيين والتقنيين المتخصصين في السوشيال ميديا، وفنون الإعلام لكى نقوم بالرد على كل شائعة، ونصدِّر نفس الحرب التى نُحارَب بها داخل البلاد التى تحاربنا، ونواجه هذه البلدان التى تنقل مثل هذه الشائعات والأكاذيب».


حروب حديثة
وفى السياق ذاته يقول اللواء مجدى البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الشائعات سلاح من أخطر ما يكون، والسبب هو أن الحروب التقليدية بالسلاح والذخيرة والمتفجرات محدودة المواضع محدودة الهدف مكلفة، بمعنى أن لو كان الاغتيال بالرصاص محدد الهدف شخصية معينة أو كمين أو أيا كان، فالخسائر محدودة هنا، ومحدود الأماكن لأنه عندما توضع المتفجرات في مكان ما، فهو مقتصر على هذا المكان.
وأضاف: «أن الحروب التقليدية مكلفة فيما تتطلبه من إنفاق وتجهيز وتصنيع، كما أنها وسيلة تعرض للخطر لمن يقوم بها فقد يُقتل أو يصاب، لذلك فالاتجاه أصبح إلى الحروب الحديثة من خلال سلاح التكنولوجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فعند إطلاق الشائعة تصيب ملايين العقول التى تصدق الشائعة وترددها وتزيد عليها، وتخريب العقول يؤدى إلى كراهية الدولة وكراهية الدولة تؤدى إلى فشل الحكم وسقوط الدولة».
وتابع: «أن الحروب الحديثة تنتشر من خلال الشائعات وتعمم في الداخل وفى الخارج أيضا، فنفس التأثير يصيب الجميع بنفس القدر، كما أنها غير مكلفة، لذلك وجدوا في هذا السلوك الإجرامي، سرعة الانتشار وعدم التكلفة واتساع الهدف، والشائعات تهدم بيوتًا، لذلك أمرنا الله بالتبين لعدم إصابة قوم بجهالة، مشيرًٍا إلى أن الشائعات سهلة من خلال تركيب صورة على صورة أو صوت، ما يسمى بالفبركة، كما حدث من أيام قليلة عندما نشرت وسائل الإعلام المعادية، صورًا من أكثر من مكان على أنها مظاهرات حالية في مصر، وهذا كذب كله هدفه إقناع متلقى الشائعة بإمارات مُفبركة، الخطورة أن هذه الشائعات إذا أصابت العقول واقتنعت بها حققت هدفها بإفشال أى نجاحات حتى أنها ممكن تؤثر على صفوف الجيش والمؤسسات». وأشار « إلى أن العلاج يكون من خلال مؤسسات الدولة، فأى شائعة تتعلق بنشاط معين بمؤسسة معينة، مثل الصحة والتعليم والبترول والأمن والجيش، فلا بد للجهة المعنية بالشائعة بسرعة الرد عليها بسلاح أقوى، أى ببراهين وأدلة قوية تقنع وتزيل الشائعة بقوة أكبر وبدليل أقوى بالصوت والصورة، فإن كانت تتعلق الإشاعة بالصحة، فتبادر الصحة بالرد عليها ليس بالقول فقط، ولكن بالانتقال إلى الواقع والتسجيل بالصوت والصورة والنشر على جميع الوسائل وتوضيح الحقائق».
وأوضح «أن الإعلام عليه دور كبير في مواجهة الشائعات من خلال دعم مؤسسات الدولة باستضافة الخبراء لشرح الحقائق، والخبراء هنا أعنى بهم من ليسوا في المناصب أو السلطة ولكن المتحدث ينبغى أن يكون بعيدًا عن الكرسى وعن السلطة، ولكنه ذو خبرة علمية ولديه معلومات مستمدة من الجهات المعنية، على سبيل المثال، عندما أطلقوا شائعة أن صيدليات ١٩٠١١ مملوكة لمحمود عبدالفتاح السيسي، وعندما جاء عمرو أديب وأظهر الصيدلى محمود عبدالفتاح السيسي، وأزال اللبس أظهر الإعلام دورًا قويًا في الرد على الشائعة بالصوت والصورة والدليل القوي، وليس بمجرد رؤية الإشاعة والحقيقة، ولكن من خلال الإعلان عبر الشاشات والمواقع بالأدلة القوية وليس بقول مرسل، موضحا أن التعليم لا بد أن يساهم في توعية الطلبة في جميع المراحل التعليمية بمدى خطورة الشائعة وحقيقتها من خلال الندوات والمحاضرات، وكذلك الاهتمام بالتوعية المجتمعية من خلال البرلمان والمؤسسات المعنية، وأيضا الخطاب الدينى له دور كبير في مواجهة الشائعات التى تواجه الدولة مثل ما يتعلق بالسجون والسجن القسرى والتعذيب، تدخل وسائل الإعلام إلى السجون وتنقل الحقائق بما لا يدع مجالا للشك أو الشبهات، ويوضح الحقائق في الداخل والخارج».


مبادرات
يقول المخرج التليفزيونى الشاب، تامر الخشاب: أولًا يجب أن نرفع من درجة الوعى بشكل عام وباستمرار، وليس في شكل حملات متقطعة لأن العدو لا ينقطع في حملاته المضادة بشكل دائم، فحملات التشكيك والتخوين والتهويل والاحباط لا تنقطع بل يتمادون فيها ويغيرون من أشكالها.
ويلفت إلى أنه لا بد ألا نكون رد فعل ولكن نكون نحن الفعل ولدينا زمام المبادرة، وكما يحاصرون المواطن بالأفكار السلبية، نحاصره نحن بالأفكار الإيجابية ونتمكن من رفع وعى المواطن بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، يكون هناك تحرك في الواقع، لأن الخبر السلبى دائما يأخذ جزءًا من السلبية ويضخمها، أو أحيانا يصنع سلبية من بدايتها كذب، أما الواقع الإيجابى يواجه هذا تلقائيًا، ونحن بالفعل لدينا الواقع الإيجابي، ولكننا لا نسوقه بالشكل المطلوب الملح، مثل شركات الدعاية عندما تبيع خدمة تظل تحاصر المستهلك حتى يشتريها.
ويوضح دور الوزارات في تشكيل الوعى بأنه لا بد أن تحول الخدمات الوزارية إلى خدمات إلكترونية من خلال المواقع الإلكترونية ورسائل sms تحاصر المواطن بالأخبار الإيجابية، بالإضافة إلى تغذية المواطن بالمفاهيم الصحيحة وأحدث التقنيات والخدع وكيف يتم الاحتيال بالفكرة حتى تسهم في تشكيل الوعى بكل الطرق، حتى تخلق الوعى الإيجابى الصحيح لدى المواطن، حتى تتشكل المناعة الذاتية لدى المواطن تحميه ذاتيًا.
وأكد أن الإعلام الحديث والإعلام التقليدى يجب أن يحاصر المواطن بالإيجابية من كل الجهات، ويجب استغلال الإعلام الإلكتروني، مع زيادة درجة الوعى وتوعية المواطن بكل أساليب الاحتيال التى يتعرض لها المواطن من المنابر المعادية.