الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فيلم السهرة|| Leal.. باراجواي تنتفض في مواجهة المخدرات

Leal، solo hay una
Leal، solo hay una forma de vivir
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعيدًا عن منافسات كرة القدم، فإن باراجواي، تلك الدولة الصغيرة الواقعة في أمريكا الجنوبية، لا تشغل من الحيز الدولى مساحة ذات بال؛ لكنها بالنسبة لإدارات مكافحة المخدرات في العالم هي ثاني منتج عالمي للقنب الهندي، ودومًا تشهد نموًا مضطردًا في حركة تجارة المخدرات.
تعجز باراجواي عن وقف أطنان من الكوكايين تمر من جبال الإنديز عبر أراضيها، ومن ثم البرازيل وصولًا إلى أوروبا؛ حيث تحط طائرات آتية من بوليفيا أو كولومبيا في مدرجات تابعة لمزارع كبيرة في هذا البلد الذى لا يشهد رقابة جوية، لتنقل بعدها إلى البرازيل بواسطة الشاحنات أو السيارات أو حتى الدراجات الهوائية. ذلك العجز الذي تشهده البلاد صاحبة الطبيعة الخلابة دفع المؤلفان أندريه جوليوس ومارسيلو تولكيس إلى التعاون مع المخرجين رودريجو سولومون وبيترو سكابينى لصناعة فيلمهما «Leal، solo hay una forma de vivir»، أو «الولاء.. هناك طريقة واحدة للعيش»، من إنتاج عام 2018، ومن بطولة لويس أجيري، أندريه كواتراتشي، سيلفيو روداس؛ ليُلقى الضوء على الجهود التى تقوم بها الحكومة في احتواء تجارة وتهريب المخدرات عبر البلاد، حيث يؤدى تشارك دول أمريكا الجنوبية للطبيعة الجغرافية نفسها إلى اندماج البشر بعيدًا عن الحدود السياسية، فيما تُغرى الأرباح بالغة الضخامة الكثير من القائمين على تنفيذ القانون على تسهيل هذه المهام إما بالتغاضى أو المشاركة، حيث يأمل أغلبهم تكوين ثروات معقولة والفرار من الفقر المُهيمن على أغلب دول القارة إلى الولايات المتحدة.
يبدأ الفيلم، الذى تدور أحداثه في 107 دقائق، بعملية فاشلة جديدة لوحدة عمليات خاصة تابعة لوزارة مكافحة المخدرات، والتى يُرمز إليها اختصارًا بـ«SENAD»، ويروح ضحيتها العديد من الضباط بسبب الفساد وشراء أباطرة المخدرات للعديد منهم، ليتخذ الرئيس بنفسه قرارًا بإعادة تشكيل الوزارة بكاملةا منعًا لكارثة جديدة، فيدفع لرئاستها عقيد متقاعد -يقوم بدوره الممثل سيلفيو روداس- كان يقضى أيامه في صناعة مجسمات خشبية صغيرة للطائرات؛ لكنه قبل هذه المهمة من أجل إنقاذ أرواح زملائه والقضاء على واحد من أشرس تجار المخدرات في القارة.
يدور الفيلم في إيقاع سريع في كثير من الأحيان لكنه غير مُرهق للمشاهد في الوقت نفسه، حيث يستعرض اختيار الوزير الجديد لأفراد الوحدة الخاصة بنفسه، مُستعينًا بزميل قديم له يقوم على تدريب رجال العمليات الخاصة ويدفع به لقيادتهم، في الوقت الذى يزداد فيه تاجر المخدرات شراسة، فيقوم بالقضاء على شريكه الذى يمتلك مهابط طائرات مخفية عن أعين رجال الحكومة يتم نقل المخدرات عبرها، ويحتجز زوجته وابنته رغمًا عنهما لإدارة المهابط تحت عينيه، حيث يستعد لاستقبال شحنة ضخمة للغاية من الهيروين.
لذلك تقضى الضابطة بيتي -التى قامت بدورها الممثلة أندريا كوتريشو- ساعات طويلة ما بين منزلها ومقر الوزارة في محاولة لفك الشفرة المُتبادلة بين تجار المخدرات من أجل التوصل لموعد ومكان تسليم الشحنة، لإبلاغ الوحدة الخاصة التى ترابط في الغابات بالقرب من عدة مدرجات صالحة لا يعلمون أى منها سيتم استخدامه لتفريغ الشحنة في دقائق قليلة تحتم أن يكونوا في انتظارها من قبل؛ في هذا الوقت يستعرض الفيلم خلال الحوار البسيط المُتبادل بين أفراد الوحدة أمنيات بعضهم، وقصة الحب الناشئة بين أحد الضباط والضابطة بيتي، حيث يُبرز في ساعات الانتظار داخل الأحراش الجانب الإنسانى لهؤلاء الضباط الذين أصرّوا على ولائهم للوطن لا المال.
وبينما يتم اغتيال قائد الوحدة الجديد بالقرب من مقر الوزارة يأتى الحل إلى بيتى عبر جدها الذى تجاوز التسعين عامًا وتقوم على رعايته، عندما يتعرف إلى أحد الأسماء الكودية في المراسلات، ليكشف أمامها إن الخطط والأسماء ليست إلا للاعبين في الدورى البرازيلي، والتحركات تُماثل أوضاعهما في الملعب؛ كذلك يُهدى القدر الوزير الجديد هدية أخرى هى الزوجة المكلومة والمُغتصبة لمالك المهابط المغدور، حيث تكشف عن معلومات أخرى تؤدى لنجاح المهمة.