الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

طلعت زكريا.. "طباخ الرئيس الكوميديان"

طلعت زكريا
طلعت زكريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"أنت فاكر نفسك بتلعب في مركز شباب ليفربول.. ده أنت في الحطابة يلا"... " "إيه اللي وداك غريبة إحنا في عجيبة"..."قول حاحا".."عيش يا باشا وسبني أعيش".."دول بقلشوني"..منذ الوهلة الأولى التي تتردد فيها على مسامعنا تلك الكلمات تنهض قلوبنا فرحًا وابتسامة بتلك الجمل التي أطلقها واحد من أهم الكوميديانات التي أنجبتهم الساحة الفنية المصرية والذي استطاع أن يوحد صفوف الجمهور حوله ويجعله حافظا لكلماته عن ظهر غيب ويجعل منها جمل دارجة في حياته اليومية، لما له من تأثير السحر في نفوس وعقول محبيه بصدق أداءه وموهبته القوية التي حفر بها لنفسه مكانة مهمة وسط أهم كوميديانات العالم العربي في وقت قصير، دون ان يبذل مجهود في الوصول اليهم.
ونظرًا لما تركه من اثر كبير في نفوس الجمهور ليس فقط على المستوى الفني وإنما على المستوى الإنساني لما كان له من مواقف إنسانية ووطنية كبيرة يشهد بها جميع من حولك الأمر الذي جعل خبر وفاته بعد صراع مع المرض يشكل صاعقة على جميع من يعرفه من جمهور وفنانين وعائلته الذين جعلوا من مواقع التواصل الاجتماعي موطن للتعبير عن حزنهم وتأثيرهم لفراقه، فمنهم من نشر العديد من الصور التي جمعته به وطلب من الجميع الدعاء بالرحمة له، ومنهم من ينشر العديد من المواقف الإيجابية التي جمعتهم سويًا وغيرها من الوسائل التي لجئوا اليها للتعبير عن حقيقة الفنان الذي لا يعوض.
انه الفنان الكبير طلعت زكريا الذي وافته المنية امس بعد صراع مع المرض، " البوابة نيوز" ترصد المسيرة الفنية القوية لهذا الفنان العظيم.


لم يكن يرغب "طلعت زكريا" حينما دلف إلى عالم الفن من بابه الشرعي بانضمامه إلى معهد الفنون المسرحية، سوى أن يقدم ما يُسعد الناس..يقول: "عمري ما فكرت أبقى نجم كبير، كان همي إني أمثل" حينما وقف أمام لجنة القبول في المعهد ارتجف قلبه لكن عيناه لم ترى سوى حلمه بالوقوف أمام الكاميرا "كانت لجنة قوية من الأساتذة جلال الشرقاوي وكرم مطاوع وسعد أردش وعبدالرحيم الزرقاني" لذلك سرعان ما اجتاز الاختبار وأصبح طالبًا في الصرح الفني الأهم بمصر، وظل يكافح لسنوات من أجل الحصول على فُرصة حتى جاءته مع المخرج حسن عبدالسلام.
ومنذ ظهوره إلى جانب الفنان سمير غانم بأعماله المسرحية وهو يصعد كالصاروخ دون ان يستوقفه احد فراهن عليه الكثيرون انه سيكون نجمًا في سماء الكوميديا، وهو ما حدث بالفعل، فكان لمشاركته مع الفنان محمد هنيدي بفيلم جاءنا البيان التالي علامة فارقة في تاريخه، من خلال تجسيده دور الموظف الفاسد المتردد على بيوت الدعارة، فمن منا يستطيع ان ينسى مشهده الذي جمعه بهنيدي الذي جسد دوره فتاة لعوب، ذلك المشهد الذي حمل العديد من الايفيهات التي مازالت عالقة في الأذهان حتى الآن.
ومن يومها تتابعت أعماله التي رغم انها ليست بطولة مطلقة إلا انها دائما ما تكون لها بصمة في قلوب وعقول متابعيها، الأمر الذي حدث خلال مشاركته بفيلم " أبو العربي" عندما جسد دور مدرب الكورة الواحات الذي يقف إلى جانب صديقه ويتورط معه لإثبات براءته ليترك صورة مبهرة عن الصداقة،وطالما كان زكريا واثق الخطى على طريق الفن ويسير فيها ببطء وثبات لا يفكر كثيرًا في مساحة الدور بقدر استخدام ظهوره في رسم البسمة على وجوه المشاهدين "المهم عندي إني أضحك الناس، اللي بتقضي يوم مشحون في حياتها" يظهر ذلك في مشاركته بمشهدين في فيلم "التجربة الدنماركية" للفنان العملاق عادل إمام، ولا أحد ينسى حواره الشهير مع الزعيم "قول حاحا" أو مساندته للنجم تامر حسني في بداياته السينمائية بفيلم "سيد العاطفي" قبل أن يتصدر أفيش أفلام عديدة بأدوار بطولة من بينها "حاحا وتفاحة" و"قصة الحي الشعبي" في عام 2006، ثم "طباخ الريس" في 2009.

وفي النهاية يظل طلعت زكريا علم للكوميديا لن نستطيع نسيانه بسهوله لما زرعه داخلنا من حب وولاء كأنه فرد من أفراد كل بيت مصري وعربي.. فتحية وفاء لرجل ادخل البسمة في قلوبنا في عز الأزمات.