الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

العالم يتوعد أردوغان بالعقاب الرادع.. ويتضامن مع سوريا.. الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمفوضية الأوروبية تطالب بوقف فوري لاعتداء تركيا.. وتحذر من استهداف المدنيين.. «جونسون»: العالم أمام كارثة إنسانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار الغزو التركي، لشمال شرق سوريا، حفيظة العالم أجمع، وسارعت الدول إلى الإدانة الفورية، مطالبة بوقف عملية الاحتلال التركى والتصدى لهمجية أردوغان.
وعلت أصوات العالم في حالة انتفاضة ضد العدوان التركى الغاشم وأطماع السلطان الحالم على رأس الدولة العثمانية المزعومة، وتعقد الجامعة العربية، غدًا السبت، اجتماعًا طارئًا بناء على طلب عاجل من مصر، فيما عقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا لبحث الوضع في سوريا بناء على طلب الدول الأوروبية الخمس الأعضاء «بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا» ضمن تحركات العالم ضد مغامرة الأتراك التى أسفرت عن عشرات الضحايا من قتلى ومصابين.


وأجمع العالم على أن العدوان الأردوغانى الذى بدأ الأربعاء الماضى، انتهاك لدولة ذات سيادة وتدمير لدولة تعانى من كوارث الحروب على مدى 9 سنوات من 2011، كما حذر العالم من تداعيات هذا العدوان خصوصا منح فرص واسعة لعودة الإرهاب وخصوصا تنظيم داعش، وبروز مختلف التنظيمات والجماعات المتطرفة والإرهابية، ليس في سوريا فقط، بل في مختلف دول المنطقة والعالم.
وعلت أصوات تطالب بفرض عقوبات على تركيا وأردوغان وحكومته، لوضع حد لأطماعه، والتصدير لمغامراته في الأراضى السورية، وتدمير دولة وإزهاق أرواح مدنيبن، وتشير المعلومات إلى أن حصيلة ضحايا اليوم الأول للعدوان التركى على شمال شرقى سوريا وصل لـ 15 قتيلا بينهم 8 مدنيين، و7 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وإصابة 28 آخرين.


من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس عن قلقه إزاء العدوان التركى على الأراضى السورية.
ودعا جوتيريس، في تصريحات صحفية، النظام التركى إلى احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنسانى الدولى وحماية المدنيين والمناطق السكنية بما يتوافق مع القانون الدولي.
وكان جيرى ماتيوس ماتجيلا، رئيس مجلس الأمن، دعا تركيا إلى «تجنب المدنيين» و«ممارسة أقصى درجات ضبط النفس» خلال عملياتها العسكرية في سوريا.


من جهته، طالب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، تركيا بوقف حملتها العسكرية ضد القوات الكردية بشمال سوريا، وقال يونكر في مبنى البرلمان الأوروبى: «أطالب تركيا وبقية المعنيين بالتحفظ في التعامل العسكرى ووقف الحملة المنطلقة فورا».
وتابع يونكر «إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة منطقة آمنة، فإن الاتحاد الأوروبى لن يشارك ماليا في ذلك».
ودعا الاتحاد الأوروبى تركيا إلى ضرورة وقف العمل العسكرى أحادى الجانب في سوريا، قائلا «إنه يرفض خطط أنقرة لإقامة منطقة آمنة للاجئين ولن يقدم أى مساعدات هناك».
ودعا بيان للممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيديركا موجيرينى صادر باسم جميع الدول الأعضاء، تركيا إلى وقف العمل العسكرى الأحادي.
وأكد البيان أن الأعمال القتالية المسلحة المتجددة في الشمال الشرقى لسوريا ستؤدى إلى تقويض استقرار المنطقة بأسرها وتفاقم معاناة المدنيين.
وأشار إلى أن العدوان التركى على سوريا سيؤدى إلى إثارة المزيد من عمليات النزوح، ما يصعب من احتمالات نجاح العملية السياسية التى تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام في البلد الذى مزقه الحرب. 
وأضاف أن «ما يسمى (المنطقة الآمنة) في شمال شرق سوريا لن يفى على الأرجح بالمعايير الدولية لعودة اللاجئين».
وتابع: «الاتحاد الأوروبى لن يمنح مساعدات لإقامة أو تنمية المناطق التى يتم فيها تجاهل حقوق السكان المحليين».


وتعهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الأربعاء، بتدمير الاقتصاد التركى بالكامل في حال إيذاء الأكراد بعد العدوان الأخير عليهم، مشيرا إلى موافقته على فرض الكونجرس عقوبات على تركيا.
وأكد ترامب، خلال مؤتمر صحفي، أن القرار الذى اتخذه بسحب القوات العسكرية من شمالى سوريا كان صحيحا، موضحا أن الدخول في مناطق النزاع بالشرق الأوسط كان خطأ فادحا.
وأوضح الرئيس الأمريكى أن بلاده أشرفت على نقل عناصر خطيرة من تنظيم داعش خارج سوريا، مطالبا أوروبا باستعادة رعاياها المقاتلين في صفوف داعش.
وكشف عضوا مجلس الشيوخ الأمريكى الجمهورى ليندسى جراهام، والديمقراطى كريس فان هولن، عن عقوبات مقترحة ضد تركيا؛ منها استهداف أصول الرئيس رجب طيب أردوغان في الولايات المتحدة وفرض قيود على تأشيرات الزيارة.
كما ستفرض الولايات المتحدة، بموجب تشريع مقترح، عقوبات على أى معاملات عسكرية مع أنقرة وأى شخص يدعم صناعة الطاقة المحلية التى تستفيد منها القوات المسلحة التركية.


وأبدى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، انزعاجه من الهجوم الذى تشنه تركيا حاليا على شمالى سوريا.
واتفق، خلال اتصال هاتفى مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، على أن العدوان التركى يهدد بكارثة إنسانية.
وقال وزير الخارجية البريطانى دومينيك راب، الأربعاء الماضى، إن لديه «مخاوف بالغة» بشأن الهجوم التركى على شمال شرقى سوريا.
وأضاف راب في بيان: «المخاطر (تتضمن) زعزعة استقرار المنطقة وتفاقم المعاناة الإنسانية وتقويض التقدم الذى أُحرز في مواجهة داعش، وهو ما يتعين أن نركز جميعا عليه».
فيما، قال رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى، إن العملية التركية في سوريا تهدد بزعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الضرر بالمدنيين.


كما أكد وزير الخارجية الإيطالى لويجى دى مايو، أن «التحركات أحادية الجانب» تؤدى إلى تقويض النتائج التى تحققت في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال: «نتابع عن كثب تطور الأوضاع بعد بدء الهجوم التركى في منطقة شمال شرق سوريا».
بدورها، أعربت نائبة وزير الخارجية الإيطالية مارينا سيريني، في تصريح، عن قلق بلادها إزاء العدوان التركى على الأراضى السورية.
وقالت: «يتعين على تركيا الامتناع عن الإقدام على عمل أحادى الجانب قد تكون له آثار مزعزعة للاستقرار في المنطقة».
وأضافت: «نحن مقتنعون بأن لا حل عسكريًا للأزمة في سوريا»، داعية النظام التركى لوقف عدوانه على الأراضى السورية.


من جانبه، أدان وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، بقوة العدوان التركي، مؤكدًا أنه يزيد من زعزعة استقرار المنطقة ويقوى تنظيم داعش الإرهابي.
وقال ماس، في بيان، إن «تركيا تخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وعودة نشاط تنظيم داعش، والهجوم التركى قد يؤدى إلى كارثة إنسانية جديدة وأيضا تدفقات جديدة للاجئين».
وأضاف: «ندعو تركيا لوقف عملياتها والسعى لتحقيق مصالحها الأمنية بطريقة سلمية».
وأعرب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، عن «قلقه الشديد» من العملية العسكرية التركية في شمال شرقى سوريا.
وقال بيان للرئاسة الفرنسية إن ماكرون التقى قياديين اثنين بقوات سوريا الديمقراطية ليؤكد تضامنه معها في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وفى سياق متصل، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلى إن «العدوان التركى على سوريا خطير جدا ويجب أن يتوقف».
وفى سياق متصل، نددت وزارة الخارجية الهولندية بالعدوان التركى على سوريا، واستدعت سفير النظام التركى في أمستردام احتجاجا على هذا العدوان.
وقال وزير الخارجية الهولندى ستيف بلوك، في بيان، إن «هولندا تندد بالهجوم التركى على شمال شرق سوريا وتدعو تركيا إلى عدم مواصلة السير في الطريق الذى تسلكه».
وأضاف أنه تم «استدعاء السفير التركى في أمستردام بعد بدء الهجوم».
بدورها، أكدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسون أن العدوان التركى على الأراضى السورية «مؤسف وله تداعيات خطيرة».
وقالت فريدريكسون في تغريدات عبر «تويتر»: «أشعر بقلق شديد إزاء الهجوم التركى على الأراضى السورية».
وأضافت: «هذا القرار مؤسف وخاطئ، وقد تكون له تداعيات خطيرة على المدنيين وجهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي»، داعية سلطات النظام التركى إلى «التحلى بضبط النفس».
وطالب زعيم الكتلة البرلمانية النمساوية عن الحزب الاشتراكى أندرياس شيدر الحكومة النمساوية بالعمل على اتخاذ إجراءات حاسمة جراء العدوان التركى على الأراضى السورية في إطار العمل مع الاتحاد الأوروبي.
ودعت الصين، أمس الخميس، إلى احترام سيادة سوريا، وذلك غداة شن تركيا عدوانا على شمالى البلاد، ما أثار موجة استياء واستنكار عربية ودولية واسعة.


وقال جينج شوانج، المتحدث باسم الخارجية الصينية، إن «الصين تعتقد دائما أنه يتعين احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها والحفاظ عليها»، مضيفا أنه على المجتمع الدولى «أن يتفادى دائما المزيد من عوامل تعقيد الوضع». 
في السياق ذاته، تتزايد المخاوف من عودة تنظيم «داعش» الإرهابى للظهور على الساحة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسئولين أمريكيين ومصدر عسكرى كردى قولهم، إن المقاتلين الأكراد المدعومين من واشنطن أوقفوا عملياتهم ضد تنظيم داعش في سوريا مع بدء تركيا هجومًا عسكريا في شمال شرقى البلاد.
وقال المصدر العسكرى الكردى لـ«رويترز»، إن «قوات سوريا الديمقراطية أوقفت العمليات ضد داعش، لأنه يستحيل تنفيذ أى عملية في الوقت الذى تتعرض فيه للتهديد من قبل جيش كبير على الحدود الشمالية».
وفى ضوء هذه التطورات المتسارعة، تبرز مسألة أسرى «داعش» الذين كانوا حتى الآن تحت سيطرة مقاتلى قوات سوريا الديمقراطية، ونقلت شبكة «إن بى سي» الإخبارية عن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوبانى قوله، إن أعدادا كبيرة من المقاتلين الأكراد الذين كانوا مكلفين بحراسة عناصر من «داعش» توجهوا لصد الهجوم التركى.
وبحسب كوبانى فإن ما يقارب 12 ألف إرهابى ممن كانوا تحت حراسة القوات الكردية، باتوا يمثلون الآن «أولوية ثانية» بالنسبة لهم، عقب الهجوم التركى.
ويرى مراقبون أن ما يجرى من توغل تركي وانسحاب أمريكى يعد بمثابة شريان حياة لعودة الجماعات الإرهابية، التى يزدهر نشاطها وتعود للظهور في حالات الفراغ، كتلك الموجودة حاليا في شمال سوريا.
وتعليقا على إمكانية استغلال «داعش» للمتغيرات الجارية في الشمال السورى، نقلت «إن بى سى» عن أستاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، فواز جرجس قوله: «المستفيد الأكبر من الانسحاب الأمريكى هو داعش، وسيرى الجميع ذلك، وأتمنى أن أكون مخطئا».
كما حذرت مديرة معهد الخدمات الملكية المتحدة كارين فون هيبل، من أن انسحاب الأكراد من شمال سوريا وتركهم لمعسكرات الاعتقال الخاصة بمقاتلى «داعش» سيجعل المنطقة نواة لظهور نسخ جديدة من التنظيم الإرهابى.
وحذر تقرير أمريكى في يونيو الماضي، من عودة أكثر خطورة لتنظيم «داعش»، مؤكدًا أنه «يحضر لاستعادة أراض في سوريا والعراق، وبشكل أسرع».
وأوضح التقرير الذى أعده مركز دراسات الحرب بواشنطن، أن «داعش» لا يزال يحتفظ بشبكة مالية عالمية تمول عودته، وتمكنه من إعادة هيكلة عملياته للعودة.
وبيّن أن زعيم «داعش»، أبوبكر البغدادي، كان «يعمل بشكل ممنهج على إعادة تشكيل التنظيم، للتحضير لموجة جديدة من العنف في المنطقة».
وأكد التقرير أن التباطؤ في مكافحة «داعش»، منحه فرصة للتخطيط للمرحلة الثانية من الحرب، مؤكدًا أن هذا التباطؤ قد يساعد على تمدد التنظيم في كل من سوريا والعراق مرة أخرى.
وحذر التقرير من أن «داعش» أعاد تشكيل قدراته الأساسية نهاية العام الماضى، مما قد يمكنه من شن هجمات أكبر في الأشهر المقبلة.
ولفت أيضا إلى إمكانية شن «داعش» سلسلة من الهجمات في أوروبا، معتبرا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أخطأ بالإعلان عن القضاء على التنظيم، ومغادرة القوات الأمريكية لسوريا.
ودعا التقرير الولايات المتحدة لاتخاذ تدابير عاجلة لتقويض إعادة ظهور «داعش» في العراق وسوريا، ولتوسيع عمليات المساعدات الإنسانية للتخفيف من جاذبية التنظيم الإرهابى الذى يستغل هذه النقطة.