السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عمرو دوارة: نقل البالون والسيرك جريمة لا تغتفر

دكتور عمرو دوارة
دكتور عمرو دوارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في محاولة للدفاع عن مسرح البالون والسيرك القومى تصدى المسرحيون خلال الأيام الماضية لما أثارته نشوى الديب، عضو مجلس النواب، عندما نشرت عبر حسابها الشخصى بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صورة مستندين معلقة عليهما، قائلة: نقل مسرح البالون والسيرك القومى من العجوزة إلى أرض مطار إمبابة، من خلال المقترح الموجه منها لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة تحت رقم 42460، وكذا اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء قصور ثقافة بجوار المسرح والسيرك، وإنشاء قصر ثقافة للطفل أيضًا بذات المكان، ذلك الأمر الذى أثار جدلا كبيرا في الأوساط الثقافية، لا سيما العاملين بمسرح البالون والسيرك القومي.
الأمر الذى تصدت له الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، بكل جسارة، ولم يغمض لها جفن حتى تنتصر لصروحها الثقافية والتراثية وفنانيها ومثقفيها، ردًا على هذه الشائعات التى روجت لها النائبة، وأثارته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نفت «عبدالدايم» بحسم كل ما يتردد بشأن عدم نقل أحد الصروح الثقافية، وأشار بيان الثقافة إلى أن الوزارة لن تسمح لأى شخص تسول له نفسه العبث والمساس بمؤسسات وزارة الثقافة نهائيًا، وأشارت إلى أن السيرك القومى ومسرح البالون يمثلان جزءًا مهمًا من تاريخ الإبداع في مصر، حيث شهدا أعمالًا فنية أثرت الفكر والوجدان ويحملان صفة المعالم والرموز القومية.
حاولت «البوابة نيوز» التواصل مع النائبة نشوى الديب للوقوف على حقيقة هذا المقترح المقدم ومستجداته وما توصلت إليه، ولكن لم يتم الرد نهائيًا. 
قال المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، إن الصراع بين أنصار الثقافة والفكر والمحافظة على التراث من جهة، وبين مجموعة الانتهازيين أنصار الرأسمالية الجشعة والباحثين عن المصالح الخاصة من جهة أخرى، صراع قديم ولكنه للأسف يتجدد على الدوام، وهو ذلك الصراع الذى جسدته كثيرا الدراما المصرية، ولعل مسلسل «الراية البيضا» للمبدعين: أسامة أنور عكاشة، ومحمد فاضل، من أهم وأرقى الأعمال التى جسدت ذلك الصراع، الذى ما زال دائرا بين المثقف د. أبو الغار وفضة المعداوى التى تظهر لنا كل فترة في عدة صور جديدة، فهى مرة صاحبة شركات للاستثمار أو محامية لها وأحيانا في صور أخرى كعضوة بمجلس الشعب أو صاحبة قلم بالصحافة.
وأضاف «دوارة» أن الحديث عن محاولات إخلاء أرض مسرح البالون والسيرك بالعجوزة من وجهة نظرى جريمة لا تغتفر، لقد ارتبطت تلك الأماكن بوجداننا منذ النصف الأول من ستينيات القرن الماضى، أى أكثر من خمسين عاما، وأصبحت من المعالم السياحية المهمة، كما ارتبط اسم السيرك القومي، وهو أول سيرك بالوطن العربي، بمنطقة العجوزة، فلماذا يستكثرون على أفراد الشعب رؤية النيل، ألا يكفيهم ما تم من حجب وتشويه لشواطئه وبخاصة بكورنيش «العجوزة» بسيطرة البواخر السياحية والنوادى.
وواصل: لقد نجح أنصار رأس المال في السيطرة على مربع ماسبيرو بحجة التطوير والقضاء على العشوائيات والمنازل القابلة للانهيار والسعى لبناء منطقة سياحية حضارية، ولكن هل هناك ما هو حضارى وسياحى أهم وأقيم من مجمع مسارح يجمع بين مسارح البالون والغد، والسامر، وقاعتى صلاح جاهين، ومنف، والسيرك القومي، إذا كان الهدف خدمة أهالى إمبابة فليتم بناء مسارح جديدة هناك بمنطقة أرض المطار القديم، ولكن اتركوا الفرصة لأولادنا لمشاهدة النيل وهم في طريقهم للمسرح والسيرك، لا تحملوهم مشقة الوصول إلى أماكن أبعد من المكان الحالى الذى يتميز بموقعه الفريد بين محافظتى القاهرة والجيزة.
وطالب «دوارة» جميع نواب الشعب الشرفاء بالتصدى لهذا المشروع وناشد جميع المثقفين وأصحاب الأقلام والمسئولين بالهيئات والمؤسسات الثقافية بالقيام بدورهم التاريخى المنشود والدفاع عن حقوق الأغلبية، مؤكدا بأننا لن نستسلم لإغراءات ولا ضغوط «فضة المعداوي» وسندافع بكل قوة عن مسارحنا التى تمثل الرئة الثقافية الوحيدة لأبناء هذا الشعب.