السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

خبراء: "الخلاص من الهيمنة الإيرانية" شعار المتظاهرين العراقيين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوم بعد يوم تزيد حادة التظاهرات في العراق، وقد اعتبر المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي، أن «الأعداء» حسب وصفه يحاولون دق إسفين بين البلدين، وذلك في تغريدة له نشرها أمس بعد الاحتجاجات الدامية في العراق.
وقال خامنئي عبر تويتر: "إن إيران والعراق شعبان ترتبط قلوبهما وأرواحهما، وسوف يزداد هذا الارتباط قوةً يومًا بعد يوم، وأن الأعداء يسعون للتفرقة بينهما، لكنهم عجزوا ولن يكون لمؤامرتهم أثر".
من جانبه قال محمد عبادي، باحث في الشأن الإيراني، إن إيران تمتلك نفوذا كبيرا في العراق، لذا ترى أن أي احتجاج شعبي واسع، قد يغير قواعد اللعبة، وموازنات السلطة في العراق، سيُقلص مساحات النفوذ الواسعة في العراق.
وأضاف عبادي في تصريحات لـ" البوابة نيوز"، أن الشعار الرئيسي للمتظاهرين، هو الخلاص من الهيمنة الإيرانية، والمطالبة باستقالة الحكومة الموالية لطهران، وحلّ الميليشيات التي تأتمر بأمر قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذراع الخارجي للحرس الثوري، لذا جاءت التصريحات الإيرانية الرسمية سريعا باتهام المتظاهرين بالعمالة لإسرائيل، ثمّ جاءت تصريجات خامنئي في سياق أن التظاهرات مؤامرة تهدف لإفساد العلاقة بين البلدين.
وأشار عبادي، إلى أن أهداف المتظاهرون واضحة، وغالبيتهم ينتمي للطائفة الشيعية، وهي التحرر من حكم المرجعية العراقية، والهيمنة الإيرانية، يتضح هذا من مشاهد حرق صور المرشد الإيراني، بمدينة كالنجف العراقية، ذات الرمزية الشيعية، وحرق مقرات الأحزاب، ومقار الميليشيات، والهتافات المدويّة "إيران بره بره".
واكد"عبادي"، أن إيران لن تتخلى عن نفوذها في العراق بسهولة، أمام التظاهرات الغاضبة، وقد احتوت طهران التظاهرات الغاضبة التي انطلق من البصرة، ثمّ عمّت محافظات الجنوب كافة، صيف العام الفائت، عبر إعمال آلة القتل الشرسة، وإدارة الحرس الثوري للمشهد، وكذلك الوعود الزائفة التي قدمها السياسيون العراقيون.
وتابع: "أن هدوء التظاهرات لنحو عام كامل، ومنحهم الفرصة كامة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، فلم يتغير شيء على أرض الواقع، فكانت الموجة الثانية من الانتفاضة الشعبية العراقية، بشكل أعنف وأوسع، احتجاجا على البطالة والفقر والفساد المستشري، والتبعية لإيران". 
وأوضح عبادي، إلى أن التظاهرات التي واجهتها السلطات والقوات الأمنيّة والميليشيات بشراسة، ما خلّف أكثر من مائة قتيل، ونحو 4000 آلاف جريح، يدل على أنّ إيران، صاحبة النفوذ المتجذّر في العراق، منذ الثورة الخمينية في عام 1979، والتي شكلّت وهندست الحكم الطائفي بيديها، بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، تواجه أعنف أزمة على مدى 16 عاما من الحكم المُطلق للوكلاء.
لكنّ الانتفاضة الشعبية، مرهونة بقدرة الشارع العراقي، على الاستمرار في التظاهرات، وتحمل شراسة الأجهزة الأمنيّة وعناصر المليشيشيات، حتى تحقيق المطالب التي نادى بها الشعب مرارا، والنهاية ستكون في صالح صاحب النفس الأطول.
بينما قال أحمد قبال، بأحث في الشأن الايراني، أن النفوذ الإيراني في العراق بعد انهيار نظام البعث عام 2003م، ارتكز على تشكيل حاضنة شعبية في أوساط الشيعة العراقيين وفق رؤية مذهبية وتأثير من جانب المرجعيات القريبة من إيران، ومن ثم كان دعم وتشكيل الحشد الشعبي في العراق بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الإيرانية والحرس الثوري الإيراني كان نواة لقوات خارج منظومة الجيش العراقي على غرار الباسيج والحرس الثوري الإيراني وكلاهما يخضع لقيادة المرشد، والتصريحات الأخيرة للمرشد الإيراني خامنئي يبدو أنها للتأثير على الرأي العام العراقي واستعطافه وفق رؤية مذهبية وركيزة المظلومية التي اعتمد عليها النظام الإيراني لعقود لتوحيد صفوفه الداخلية، لكن تلك الرؤية لن تؤثر بشكل كبير على الحراك والانتفاضة الشعبية إذا أخذنا في الاعتبار مستوى الوعي الذي وصل إليه الشعب العراقي وبوادر انتفاضته التي لا تخضع لأي أيدلوجيا أو تيار مذهبي.
وأضاف قبال، أن الحرس الثوري الإيراني يحظى بنفوذ على صعيد المؤسسات الحكومية والتيارات السياسية العراقية إلا أن قطاع ليس بالضئيل من شعب العراق ذو الأغلبية الشيعية يتأثر بالمرجعية العراقية في النجف، ولا يؤمن بنظرية ولاية الفقيه التي تسعى إيران لنشرها في أوساط الشيعة العراقيين، ومن ثم قد يتحول الحشد الشعبي بفعل ضغوط تيارات عراقية حريصة على مصلحة العراق والشعب العراقي إلى أيقونة لدعم ثورة شعبية لا تبقي ولا تذر، تعيد العراق إلى مكانته العربية والإقليمية.