الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

من الاستنزاف إلى النصر.. نساء مصريات يعزفن سيمفونيات البطولة خلال الحرب.. الست فاطوم ذبحت جميع ما لديها من دجاج لإطعام المصابين بالسويس.. والسيناوية فرحانة سلامة كشفت للجيش المصري عن أدق أسرار العدو

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تتوقف إنجازات حرب أكتوبر على دور الرجال فحسب وإنما كان هناك دور حاضر للمرأة المصرية التي استطاعت أن تقوم بالعديد من الأعمال التي أدت إلى تكبيد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة ومع حلول ذكرى نصر أكتوبر كان من الضروري الخوض في دور المرأة 
وقد وثقت المصادر المختلفة العديد من مظاهر البطولة التي قامت بها المرأة المصرية خلال حرب أكتوبر وهو ما قامت البوابة باستعراضه في التقرير التالي 
نجد على سبيل المثال لا الحصر "فلاحة فايد" وهي امرأة طلب منها أحد ضباط الجيش المصري أن تذهب إلى مكان آليات العدو لرصد مواقعه والقيام بالاستطلاع بمنطقة فايد وسرابيوم فما كان منها إلا أن توجهت إلى هناك آخذه معها طفلها الصغير الذي توجهت به للتمويه بل وأرادت أن تأخذ أسحلة لضرب العدو في مواقعه 
ونجد كذلك بمحافظة السويس وخلال عام 1967 ووالتي ضربت فيها المرأة مثال في العمل على إسعاف الجنود داخل مستشفى السويس الأميري حيث بقوا يزودون عن مدينتهم ويقاومون محاولات العدو الإسرائيلي لاقتحام المدينة حتى إن تقول الحكيمة إصلاح محمد، قالت "لم نكن نخشى شيئا وفي بعض الظروف حين تقل إمدادات الدم كنا نتبرع بدمائنا للجرحى"
ورغم وجود نحو 200 سرير في المستشفى يخدمها طاقم من 20 طبيبا و78 ممرضة فقط ظلوا يعملون 24 ساعة يوميا أثناء المعارك وما بعدها.

الست فاطوم وهي امرأة مصرية كانت تعمل على خدمة رجال المقاومة المصرية، وتنقل الذخيرة وتعمل على تضميد جراح رجال المقاومة خلال الهجمات التي كانوا ينفذونها على العدو الإسرائيلي، وتجلت مظاهر الوطنية في قيامها بذبح جميع ما لديها من دجاج، والذي يقدر بـ10 دجاجات كاملة من أجل إطعام الأبطال، وهذا في ظل ظروف القصف المتواصل والخطر المتصاعد.
وتمحور دور المرأة في حرب أكتوبر في العديد من الأدوار من بينها التبرع بالدم في المستشفيات المختلفة، وكذلك العمل على جمع التبرعات وتوزيعها على الأسر المختلفة، والعمل على التخفيف عن المصابين والمرضى، وقد وصل عدد الفتيات الذين تم إعدادهن وتأهيلهن للقيام بأعمال التمريض إلى 30 ألف فتاة من طالبات الجامعة والمعاهد العليا والمدارس الثانوية، للقيام بأعمال التمريض والإسعاف خلال الحرب، وقد وصل عدد السيدات المشاركات في أحد التنظيمات النسائية إلى 13 ألف سيدة، تم تدريبهن على أعمال الإسعاف والتمريض للمساعدة في المستشفيات، بينما كانت تضم جمعيات الهلال الأحمر ألف عضوة أساسية مدربة.

ونجد كذلك فرحانة سلامة وهي السيدة التي تعيش في الشيخ زويد إذ كانت تقوم بالاستطلاع والإعلام عن أماكن قوات الاحتلال الإسرائيلى في سيناء وكان ذلك سببا في ترك فرحانة منزلها والسفر إلى القاهرة 

وأبت فرحانه إلا أن يكون لها دور المعركة ضد العدوان الإسرائيلي كحال الكثير من النساء السيناويات وقررت أن تحول الغضب إلى ثأر من العدو 
وكانت تنقل الرسائل والأوامر من قيادات الأمن في القاهرة إلى الضباط وقيادات سيناء في ذلك الوقت ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التى كان يقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلى من تفتيش إلا أن هذا لم يجعلها تتراجع عن هذا الدور العظيم والمشاركة في نصر أكتوبر.
وضرب الدكتور صابر عبدالباقي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنيا، المثل لتضحية المرأة ومشاركتها في خدمة الجيش المصري، بـ"فلاحة فايد"، والتي كلفها أحد الضباط بالجيش باستطلاع أماكن تمركز آليات العدو الإسرائيلي في منطقة فايد وسرابيوم؛ فلم تتردد عن أداء المهمة بل وذهبت إلى هناك حاملة ابنتها الصغيرة على كتفها لكي لا يشك فيها العدو الإسرائيلي، وهي هناك لتنجح في نقل أماكن آليات العدو الإسرائيلي ومجنزراته.
وأضاف أن هناك الكثير من التضحيات التي ينبغي الإشارة إليها، حيث إن المرأة شاركت خلال حرب النكسة، وكان لها أثر بالغ، وكان دورها في حرب الاستنزاف وفترة ما بعد النكسة، حيث لا يغفل في هذا الصدد دور المرأة البدوية، التي كانت تعمل بمهام شديدة الخطورة مثل تهريب الفدائيين وعلاجهم وإرشادهم من خلال الطرق التي لا يعرفها العدو الإسرائيلي بدافع الانتماء وحب الوطن على حد قوله.
وأكد عبدالباقي، أن المرأة شاركت في حرب أكتوبر من خلال خدمة أسر الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى التطوع في التمريض والتبرع بالدم، وقبل هذا في دعم التبرعات لإعادة بناء الجيش المصري، من خلال الحملات التي كانت قد انطلقت لإعادة بناء الجيش المصري بعد النكسة والعدوان الثلاثي، مشيرًا إلى أن المرأة قامت بدعم القضية المصرية على الصعيد الدولي من خلال نقل جميع ما يجري خلال الحرب وإرساله إلى الاتحادات والمنظمات النسائية في العالم، وفي هذا الصدد تشكلت "لجنة صديقات القلم".