الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من ذاكرة ماسبيرو.. عبدالوارث عسر: على الكاتب أن يجلس على المقاهي والمصاطب لكي يبدع

عبد الوارث عسر
عبد الوارث عسر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فنان أصيل أمتعنا بأعماله الفنية في السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون، حل ضيفا على برنامج حديث الذكريات للإذاعية أمينة صبري، قائلا: ولدت في حارة درب الطبلاوى بحى الجمالية، ونشأت فيه ودخلت الكتاب اللى على باب الحارة في مسجد سيدى مرزوق الأحمدى والأحياء الوطنية، في ذلك الوقت أعتقد أن الشعب المصرى فنان بطبعه، كان هناك الكثير من المظاهر الفنية، أنا فاكر منها مسألة دخول الكتاب.
كانت حاجة عجيبة شوية، لبسونى جلابية وفوق منها حرملة، وبصيت لقيت ولاد الكتاب كلهم جايين عند البيت وسيدنا اللى هو الشيخ بتاع الكتاب جاى وياهم في طابور طويل وقرأوا الفاتحة بصوت جماعي، وكان والدى واخدنى في إيديه وسلمنى لسيدنا ومسكنى في إيديه واستدار الطابور ورجعنا للكتاب على باب الحارة، وكل طالب جديد كانوا يعملوا كده معه، كان مظهر بيحبب الناس في العلم، وكان كل الستات يبصوا من الشبابيك ويتفرجوا على الولد الجديد اللى رايح الكتاب، وكل واحدة منهن تتمنى أن ابنها يوصل للمرحلة دي، كان عندى ٥ سنين وقضيت في الكتاب سنة، وكان التعليم في ذلك الوقت في الكتاتيب كويس جدا، يبدأ الواحد يحفظ ألف باء ويكتبها، وبعدين يعرف ازاى يشبك الحروف في بعضها، وأول ما يبدأ في الكتابة يكتب الفاتحة والمعوذتين، وهكذا إلى أن ينتهى من جزء «عم»، فأنا في خلال السنة كنت خلصت جزء «عم» و«تبارك»، كتابة وقراءة وحفظا، فكان التلميذ يخرج من الكتاب وهو قادر على الكتابة والقراءة والنطق السليم واللى يقرأ القرآن الكريم ويحفظه بالطريقة دى ما فيش أى كتابة تقف قدامه في الدنيا، ويجيد العربية إجادة تامة. 
وعن مظاهر حى الجمالية قال عبدالوارث عسر: كان في قهوة في الشارع كان فيها واحد يقعد يحكى قصص اسمه «المحدت» يعنى المحدث، يقرأ في كتاب قصص زى عنترة وأبوزيد الهلالي، فكان يقرأ هذه القصص والناس تنصت إليه حتى إنى كنت أذكر أن قصة عنترة دى لما بتنتهى بأنه يتزوج عبلة حبيبته يقوم أهل الحى يعلقوا الزينات ويجيبوا فوانيس ويسقوا شربات ويسموه فرح عبلة، كانوا عايشين في القصة.. شعب فنان.. كنت أسمع المحدث.. وكنت سعيد بكلامه. 
وعن غوايته في تقديم أدوار المسنين في السينما، قال عسر: هذه الأدوار أخذتها قبل السينما في المسرح، وكان السبب في هذا أستاذنا عمر وصفى، المدير الفنى لفرقة عبدالرحمن رشدي، فقد وجهنى لهذا الاتجاه، وكان يعطينى أدواره وأنا شاب عندى ٢٣ سنة أيامها، وقلت له: نفسى أمثل أدوار الشباب، فقال لي: يا عبيط أدوار الشباب بتمثل عاطفة الحب، أنا بعطيك كل الأدوار اللى بتمثل العواطف الإنسانية، ادخل خليك في المجال ده أحسن، وفعلا اقتنعت بهذا بعد تشجيع منه.
وعن عمله بمعهد السينما وتدريسه فن الإلقاء من خلال مراجع عربية، قال عسر: لاحظت من دراستى لتاريخ الأدب العربى وعلوم البلاغة والبيان أن هذه العلوم المقصود منها التعبير والفن التمثيلي، فالكلمة ثم الصورة ثم الحركة ثم التمثال هى أدوات الممثل يستعمل كل ده في الكادر السينمائي.