الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

نصر عبده يكتب: حكايات من دفاتر بطولات القوات المسلحة

 أبطال حرب أكتوبر
أبطال حرب أكتوبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى معركة النصر، التي رفعت رأس مصر عاليا وحققت إنجازات عسكرية ما زالت تدرس فى أكبر المعاهد العسكرية، وضرب فيها المقاتل المصرى أسمى آيات البطولة والتي أدهشت العالم أجمع خاصة شجاعة المقاتل المصرى فى مواجهة الآليات العسكرية وتحطيمها بسلاحه الشخصي.
التقت «البوابة نيوز»، 3 من أبطال حرب أكتوبر ليكشفوا 3 «حكايات» من دفتر النصر، حيث تحدث البطل إبراهيم السيد عبدالعال، صائد الدبابات، عن أسرار وتفاصيل تحطيم أول دبابة للعدو فى معركة النصر، فيما روى اللواء محمد شريف مسلم، قصص بطولات أبطال النصر خلال عبور قوات المشاة قناة السويس وخط بارليف المنيع، وكيف سحقوا جيش الاحتلال الإسرائيلى وجعلوه أضحوكة العالم، بينما يحكى بطل الصاعقة المصرية اللواء نبيل أبوالنجا أسرار المهمة المستحيلة.. «الطريق إلى جهنم».


1-كيف عبرت قوات المشاة قناة السويس وخط بارليف المنيع
أكد اللواء محمد شريف مسلم، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، أن ذكريات حرب أكتوبر لا تنسى ولا تمحى من العقول، لأنها اختلطت بدماء أبطال مصر الطاهرة، مستشهدًا بقول الله تعالى في كتابه المجيد «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)».
وقال «مسلم»، خلال حوار خاص لـ«البوابة نيوز»: «أكرمني وشرفني الله عز وجل بالقتال في حرب 1967 وكنت ضمن الوحدات القتالية التي كان لها دور بارز في تلك الحرب».
ولفت «مسلم»، إلى أن الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيدة تعرض للظلم بسبب مؤامرة سياسية، قبل أن تكون حربًا، إلا أننا قاتلنا وعبرنا وانتصرنا، مردفًا أن اللواء الحادي عشر مشاة والرابع عشر حمل على أكتافه حمل كبير في الحرب وحقق نجاحات سطرتها كتب التاريخ عبر العصور.


وأشار «مسلم»، إلى أن صدور الأوامر بإعداد الجيش خلال سبع سنوات وتحقيق ذلك بإمكانيات محدودة يعتبر حدثًا تاريخيًا، لم تشهده أي دولة في العالم حتى الآن، منوها إلى أن قوات الجيش تحركت في يوم 17/11/1967، إلى السويس استعدادًا للحرب والتدريب على مهام القتال الصعبة.

وكشف «مسلم»، عن مهمة قوات الجيش في يوم السادس من أكتوبر وقطاع المشاة والفرقة السابعة واللواء الحادي عشر في الجيش الثالث بالتحرك في ساعة الصفر، وهي الثانية ظهرًا ، قائلًا: «بفضل الله عبرت قوات المشاة في المرحلة الأولي وبعد فتح الطرق في الساتر الترابي بدأت القوات في التحرك بالمركبات مرددة الله أكبر.. الله أكبر، لتتحدى جميع العقبات ولتكسر حاجز الخوف الوهمي الذي صدرته إسرائيل وأنها جيش لا يهزم».

وتابع «مسلم»: «الوقت الذي صدر فيه الأمر بخوض حرب السادس من أكتوبر.. كان بالنسبة لنا فرحة عارمة، ولحظة انتظرناها طويلًا، فكل مقاتل في الجيش المصري كان ينتظر أمر الحرب ليستعيد العزة والكرامة، وليثأر لوطنه»، مؤكدًا أن الجميع كان يتمنى الشهادة في الحرب من أجل مصر، وثأرًا لشهداء الحرب، وحتى يرفع الجميع راية النصر بعد هزيمة 1967.


وأكد «مسلم»، أن مصر مستهدفة من أعدائها منذ زمن طويل، وأن الدولة المصرية هي الأساس، وأن صلاح من مصر من صلاح العالم بأسره، مشيدًا بالنجاح الذي تشهده الدولة المصرية في الوقت الحالي، والذي يجعلها في مرمى مؤامرات خارجية للنيل من هذه الدولة العريقة ومؤسساتها العريقة وجيشها الوطني.

وأشار «مسلم»، إلى أن الجيش المصري عبر في حرب أكتوبر المجيدة في وقت لا يصدقه العالم كله، مردفًا أن الجيش كان لديه معلومة أن نصف القوات من الممكن أن تستشهد في تلك الحرب، لكن الجميع كان يرفع شعار «النصر أو الشهادة».

ولفت «مسلم»، إلى أن دار الإفتاء المصرية، أفتت بجواز إفطار مقاتلي الجيش المصري في وقت الحرب، ولكن رفض الجميع وصمموا على صيام شهر رمضان الكريم، ليجمعوا بين أعلى الدرجات الصيام والقتال في سبيل الله.

وأكد «مسلم»، أن حرب أكتوبر أظهرت معدن المواطن المصري الأصيل، وقدرة المقاتل المصري البطل، لافتًا إلى أن العالم كله انبهر بنجاح الجيش المصري، وعبوره قناة السويس وتحطيمه لخط بارليف المنيع، رغم ما كان يقال عن قدرات إسرائيل وإنه لا يوجد جيش في العالم يستطيع عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، إلا أن أبطال مصر سحقوا جيش الاحتلال الإسرائيلي وجعلوه أضحوكة للعالم بأسره.


2- تحطيم أول دبابة للعدو في معركة النصر

هنأ البطل إبراهيم السيد عبد العال، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، والمعروف بـ«صائد الدبابات»، الشعب المصري بمناسبة ذكرى مرور 46 عاما على نصر العزة والكرامة.

وقال صائد الدبابات: إن أحداث حرب أكتوبر ستظل محفورة في أذهان الشعب المصري علي مدار التاريخ، لافتًا إلى أن الدولة المصرية تتعرض لحرب شرسة من دول خارجية، بقصد هدم مؤسسات الدولة العريقة مستنكرًا هجوم بعض المصريين الموجودين في الخارج على مؤسسات الدولة المصرية والقوات المسلحة من أجل حفنة من الأموال الزائلة.

وسرد «البطل»، قصة مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة قائلًا: «كنت شابًا صغيرًا أبلغ من العمر 20 عامًا، وكنا نتلقى تدريبات طوال اليوم من أجل الوصول لكفاءة قتالية جيدة للمشاركة في حرب أكتوبر المجيدة، وتحقيق النصر واسترداد أرض سيناء الغالية، موضحًا أن خلال حرب 1948، 1967 سقط آلاف الشهداء مضحين بأرواحهم من أجل الوطن»، مؤكدًا أن ما حدث في 1967 مؤامرة كبيرة، حيث تم تدمير ما يقارب 80% من إمكانيات الجيش المصري، وعقب النكسة تم إعداد وبناء الجيش المصري مرة أخرى على يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وأشار بطل حرب أكتوبر، إلى أن أبناء القوات المسلحة يضحون بأرواحهم من أجل مصر والمصريين عبر العصور، ويخوضون معركة شرسة ضد الإرهاب في سيناء من أجل الحفاظ على أرض الفيروز الغالية ومن أجل إعلاء راية مصر وسحق أهل الشر ومن خلفهم.

وسرد صائد الدبابات، تفاصيل استهداف أول دبابة للعدو على أرض سيناء، موضحًا أن الرئيس الراحل أنور السادات أعد للحظة الحاسمة في 1971، مستشهدا بقول الله تعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ»، مردفًا أن في ذلك الوقت كانت إسرائيل تمتلك أحدث الأسلحة المتطورة ولديها كميات كبيرة منها العدة والعتاد مقابل كميات أقل يملكها الجيش المصري في ذلك القوت.

وأضاف البطل المصري، أن الجيش المصري في تلك الفترة كان يتلقى تدريبات مكثفة، لخوض الحرب ضد العدو الصهيوني لاسترداد أرض سيناء الغالية، وحدثت مناورة كبيرة في سيناء، تعد من أكبر المناورات، حيث كان يتواجد فيها قيادات الجيش، وتم إصدار أوامر لكل فرد في الكتيبة باستهداف 3 دبابات للعدو، مؤكدًا أن هدف الجيش المصري في هذه الفترة، كان القضاء على جيش العدو وتحرير أرض سيناء الغالية ورفع العلم المصري فوق أرض الفيروز


ولفت صائد الدبابات، إلى أن هزيمة الجيش المصري في 1967 كان لها تأثير كبير في نفوس ضباط وجنود القوات المسلحة، وأنه خلال الاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة تم العمل على إزالة الأثر النفسي السيئ لكل أفراد الجيش المصري من خلال إدارة الشئون المعنوية والأزهر وقادة الجيش المصري للاستعداد لقتال العدو الصهيوني

وتابع صائد الدبابات: قوات الجيش المصري كان لديها خطة قوية لقهر العدو وهزيمته، مردفا أن الساتر الترابي كان محصن بمادة «النابالم»، والتي كانت تبلغ درجة حرارتها ما يعادل ألف درجة حرارة في الظهيرة، موضحًا إلى أن خط بارليف في تلك الفترة كان يتواجد خلفه ما يقارب 35 نقطة قوية ومحصنة، وتعد من أقوى النقاط الأمنية في العالم في تلك الوقت، وذلك لحماية وتحصين خط بارليف وصدرت الأوامر في الساعة الثانية ظهرًا بالعبور، وفاجأنا العدو في عز الظهيرة حتى فقد كل تماسكه وتوازنه.

ولفت البطل المصري، إلى أن الجيش المصري كان ينظر لتحرير سيناء من العدو الصهيوني على أنه مفتاح العبور للجنة لمن ينال الشهادة، موضحًا أنه في تمام الساعة الثانية والنصف كان هناك 2000 مدفع يدكون العدو في سيناء وتم عبور القوارب وعمل الساتر اللازم للعبور وكان الجنود يحملون ما يقارب من 50 كيلو على ظهورهم خلال العبور، لكنهم كانوا على استعداد لتحمل أية صعاب من أجل مصر وعزتها وكرامتها.

وأكمل البطل المصري، قائلًا: «في اليوم الثاني كانت هناك معركة كبيرة وظهر ما يقارب 30 دبابة في أرض سيناء، وعلى الفور تم التعامل مع هذه الدبابات للقضاء عليها في أسرع وقت».

وأكد بطل حرب أكتوبر، أنه خلال المشاركة في حرب أكتوبر المجيدة استهدف أكبر الدبابات المتواجدة لدى جيش العدو على أرض سيناء المجيدة لافتًا إلى أنه في يوم 9 أكتوبر نجح في تدمير 6 دبابات من أحدث الأنواع المتواجدة لدى جيش العدو وأنه وبفضل الله دمر أحدث دبابة موجودة لدى جيش العدو في ذلك الوقت.


3- المهمة المستحيلة.. «الطريق إلى جهنم»
سرد اللواء نبيل أبو النجا، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة وأحد أبطال الصاعقة المصرية أسرار «المهمة المستحيلة» التي أطلق عليها الخبراء العسكريين «رحلة إلى جهنم».
وقال «أبوالنجا»: إن تفاصيل المهمة المستحيلة والتي أطلق عليها الخبراء «رحلة جهنم»، هي عملية من أكبر وأهم العمليات في حرب أكتوبر المجيدة، لافتا إلى أن الله عز وجل أكرم الجيش المصري بجنود لم يرها العدو، شاركت في مهمة القتال مع خير أجناد الأرض في استرداد أرض الفيروز. 
ولفت بطل حرب أكتوبر، إلى أن العمليات التي كانت تصدر تكليفات بتنفيذها لأفراد المهمة المستحيلة، كان ينفذها 5 أفراد، كانوا عبارة عن ثلاث رجال من النوبيين وأحد أفراد البدو من سيناء، مردفًا إلى أن المهمة بدأت بــ5 رجال بالإضافة إلى 50 جملا، المشهورة بـ«الحملى»، والتي تستطيع حمل كميات ثقيلة على ظهورها.
ولفت البطل المصري، إلى أن المهمة بدأت باختراق أفراد المهمة لمسافة في عمق العدو وصلت إلى 80 كيلو متر، وصولًا للمنطقة المحرمة بين الجيش المصري وجيش العدو، ثم الدخول إلى منطقة الساتر الترابي، لافتًا إلى أنه عقب نجاح العملية وتنفيذ أهدافها بالكامل وصف حلف الناتو وحلف وارسو، على تلك العملية بأنها أخطر وأغرب عملية حدثت في ذلك الوقت.

وتابع بطل الصاعقة المصرية: «في تمام الساعة الثانية ظهرًا في يوم العاشر من رمضان عبرنا القناة ونحن صائمون ونردد الله أكبر.. الله أكبر، وذلك خلال عبور المشاة بقوارب في مياه سيناء مع سلاح خفيف، وذلك حتى الوصول إلى الضفة الشرقية تمهيدًا للصعود لخط بارليف واقتحام نقاط القوة فيه وتدميرها بالكامل». 
وتابع «أبوالنجا»: «تم التعامل مع عناصر العدو لتعطيل تقدمهم حتى يتم إنشاء الكوبري لعبور المشاة في الحرب»، مؤكدًا أن عملية نجاح إغلاق المضيق بالنسبة لقوات العدو كانت الهدف الأول لنجاح تدمير خط بارليف بالكامل وذلك لمنع تزايد أعداد العدو والقضاء علينا في أسرع وقت، وعدم قدوم قوات العدو المتواجدة في هذه المنطقة بأي شكل من الأشكال، وتم إنشاء عدة أكمنة ثابتة ومتحركة لقوات الجيش المصري علي طول الجبل في تلك المنطقة حتى نتمكن من الوقت الكافي لإنشاء الكوبري والذي استغرق حوالي 8 ساعات متواصلة.
ولفت البطل المصري، إلى أن هناك مجموعة طائرات كانت تنقل بعض الجنود لهذه المنطقة استعدادًا لتنفيذ عمليات ضد جيش العدو، وتحت غطاء ضربات جوية أخرى، كانت تشنها الطائرات المقاتلة المصرية في منطقة رأس سدر، وعيون موسى، لافتًا إلى أن الضرب الجوية الأولي حققت أهداف كبيرة للغاية، فتم إلغاء الضرب الجوية الثانية عقب تحقيق معظم الأهداف المطلوبة في الضربة الجوية الأولى.