الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

إعلام الحرب «هنا المعركة».. عمر بطيشة: نحتاج الآن غرفة عمليات إعلامية يديرها متخصصون.. حمدي الكنيسي: الإعلام ساهم في خطة الخداع والتمويه خلال معركة أكتوبر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعتبر حرب أكتوبر من أعظم الحروب في تاريخ مصر، واعتمد فيها الرئيس الراحل محمد أنور السادات على عنصر المفاجأة والتخطيط المحكم، ولعب الإعلام دورا مهما وكبيرا خلالها، استطاع أن ينقل للشعب وقائع المعركة من ميدان وجبهة حرب ٧٣، لكنه لم يرصد جوانب أخرى أثناء الحرب منها شكل المجتمع المصرى يوم ٦ أكتوبر والحياة الثقافية والجبهة الداخلية وغيرها. 


وترصد «البوابة نيوز» دور الإعلام في نقل وقائع حرب أكتوبر، وأسباب النجاح في نقل الأحداث للاستفادة منها في تناول الإعلام الحرب التى تخوضها القوات المسلحة ضد الإرهاب.
عمر بطيشة رئيس الإذاعة الأسبق، قال، إن الإعلام أثناء حرب ٧٣ كان من الطبيعى أن يكون كل تركيزه منصبا على الحرب نفسها وعلى المعارك الحربية التى تحدث على أرض سيناء والبلاغات الحربية المتوالية والموقف العسكرى والانتصارات التى تحرزها قواتنا والتطور القتالى على مدى أيام الحرب.
وأشار، إلى أنه بعد الحرب جرى استضافة أبطال أكتوبر في كل عام يتحدثون عن ذكرياتهم عن الحرب. 
وتابع: «من وجهة نظرى أرى أن الإعلام لم ينقل الحياة الاجتماعية والثقافية والفنية أيام حرب ٧٣، ولم يوضح الخلفية لمصر في شكلها ودور العرض يوم حرب ٧٣ ماذا كانت تعرض والمسرحيات وماذا قدم التليفزيون والموضوعات الرئيسية بالصحف والمجلات يوم ٦ أكتوبر والندوات، وأهم الكتب التى صدرت في شهر أكتوبر والحياة الثقافية والندوات». 
وأضاف بطيشة: «تفاجأنا بنبأ الحرب، لكن لم يصب الإعلام بخلل أو ارتباك، بل أصابتهم بفرحة، وتم إنشاء غرفة عمليات إعلامية كانت مواكبة للحدث، وتنقل الأخبار من الغرف إلى استديوهات الهواء مباشرة، وكانت هناك خطوط عريضة ومادة أساسية تتمثل في وقائع المعركة ويومياتها وتطورات المعارك بداية من أكبر تمهيد نيرانى في التاريخ، الذى حدث يوم ٦ أكتوبر، ثم عبور خط بارليف ورفع العلم المصرى، وغيرها، كل هذا حدث خلال ٦ ساعات نتابعه بدقة ولحظة بلحظة، بالإضافة إلى التطورات السياسية، ومواقف الدول المختلفة التى تؤيد مصر وتصدر بيانات تأييد واجتماعات الأمم المتحدة وقرارات وقف إطلاق النار وغيرها من الجوانب الكثيرة». 
وأشار بطيشة إلى أن الحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب تعد أشرس وأقوى من حرب ١٩٧٣، كان العدو معروف وتمت مواجهته، قائلًا: «أما الآن فنحن في حرب خطيرة وصعبة جدا لأن العدو متغلغل داخل النسيج المصرى وغير واضح، ولا بد أن نحتشد جميعا لمواجهة هذا الإرهاب، والإعلام له دور مهم خلال هذه المرحلة، ونحن بحاجة لإنشاء غرفة عمليات إعلامية على غرار غرفة عمليات إعلام حرب ٧٣، يديرها إعلاميون متخصصون يتمتعون بالخبرة وحسن السير والسمعة الطيبة».

حمدى الكنيسى رئيس الإذاعة المصرية الأسبق ونقيب الإعلاميين سابقا وأشهر مراسلى مصر الحربيين للإذاعة أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣، قال، إن الإعلام لعب دورا مهما قبل الحرب بفتره حيث ساهم في توعية الشعب وكيفية إدارة الأزمات تمهيدا للحرب دون أن يعرف أحد شيئا، فمثلا أتذكر أزمة السلع والتموين بدأ يؤهل للشعب كيفية التعامل معها ويستعد لها كما ساهم الإعلام بشكل كبير في خطة الخداع والتمويه من خلال الأخبار التى كان ينشرها بطريقة تجعل إسرائيل تتأكد أننا لن نحارب أبدا. 
وأشار الكنيسى إلى أن الإعلام ركز على نقل أخبار الجبهة والقتال، مؤكدا أن قرار الحرب جاء مفاجئا للجميع، خاصة العاملين في المجال الإعلامى، وبالرغم من ذلك استطاع الإعلاميون والإذاعيون وقتها التعامل مع الحدث الكبير وهو «الحرب» بمهنية جعلتهم لا يفقدون توازنهم واستمرارهم في عملهم ليل نهار، فكنت أثناء حرب الاستنزاف وأثناء حرب أكتوبر أذهب إلى الجبهة وأنقل الأخبار من قلب ميدان المعركة، ولم يكن هناك نتيجة سلبية تشوه موقف الإعلام، مشيرا إلى أننا الآن في حرب على الإرهاب والمجال الإعلامى حاليا بحاجة إلى أن يستفيد ويدرس أسباب نجاح الإعلام في حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف، ويعرف الأخطاء ويتفاداها، وعليه أن يبحث عن أسباب تعثره حاليا، ويبتعد عنها ويعزز الإيجابيات وينفذها بالتنسيق مع عناصر المنظومة الإعلامية الجديدة، المتمثلة في المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة ونقابة الإعلاميين ونقابة الصحفيين إلى جانب عودة منصب وزير الإعلام.

يقول عبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة الاسبق وعضو الهيئة الوطنية للإعلام، إن الإعلام أثناء حرب ٧٣ لم يركز على المجتمع المصرى الداخلى وشكل الناس بالإضافة إلى الجبهة الداخلية من تموين وصحة وحالة المستشفيات. 
وتابع: «لم يرصد أيضا كيف استطاع المجتمع المصرى أن يخرج خلا ١٦ يوما دون حدوث جريمة قتل وسرقة واحدة، فكانت الجبهة الداخلية مثالية، وعلى قلب رجل واحد ومهمة ودور المرأة المصرية البسيطة وتعاملها خلال الحرب والخطاب الدينى وقتها والوحدة الوطنية المستشفيات وأسعار الأسواق. 
وأكد رشاد أن العمل الإعلامى يعتمد على التخطيط لكى يحترم المستمع والمشاهد القائمين عليه فلا يأتى بالمصادفة أو الفهلوة والارتجال. 
وأشار رشاد إلى أن إعلام حرب أكتوبر اعتمد على إعلاميين مدربين جيدا على ظروف الحرب وكان لديهم استعداد فكرى وثبات انفعالى، وكانوا ممزوجين بهموم الوطن يمتلكون تخطيطا للمعركة الإعلامية تعتمد على المهنية والانتماء والمصداقية النابعة من تحقيق الإنجازات في الحرب، والمهنية كانت تتمثل في إعلاميين على مستوى عال من الكفاءة، يقودهم الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام، الذى أصدر تعليماته بعدم المبالغة أو التهويل والاعتماد على البيانات الرسمية الصادرة من القوات المسلحة، ومن هنا اكتسب الإعلام المصرى الموضوعية، بالإضافة إلى قوة الجبهة الداخلية التى كانت مؤهلة لدخول الحرب.
وأضاف: «لم يكن هناك سوشيال ميديا كما هو واضح الآن، بينما واجه الإعلام التقليدى والإذاعة والتليفزيون والصحف حربا كبيرة، ولكن للأسف لدينا الآن إمكانيات وتكنولوجيا أكثر والعامل البشرى غير مدرب مثلما كان العامل البشرى مدرب وقت حرب ٧٣ كان لدينا مقاتلون إعلاميون شديدى الكفاءة، واستعانت بهم الدول العربية في تأسيس إذاعاتها وتليفزيوناتها». 
وقال رشاد: «نحن الآن في حرب إعلامية تحتاج إلى تخطيط واعتماد الوسائل العلمية والمصداقية وتحتاج إلى قائمة عمل لإعلاميين مهنيين، وقادرين على مواجهة هذه الحرب التى يشنها علينا أعداء الوطن، ويخططون لها في تنسيق تام فيما بينهم، فهناك تنسيق بين الفضائيات المعادية والإذاعات والسوشيال ميديا المعادية، وعلينا أن نواجه ذلك بالتنسيق بين كل وسائلنا الإعلامية سواء إذاعة وتليفزيون وسوشيال ميديا، ونتحول من مرحلة رد الفعل إلى مرحلة الفعل فدولة بحجم وتاريخ وقيمة مصر تمتلك إعلاميين مقاتلين». 

وقال المخرج محمد فاضل، إن الإعلام أثناء حرب ٧٣ اعتمد على البيانات العسكرية، ولم يكن هناك مصور عسكرى، مشيرا إلى وجود مصورين سينمائيين مجندين، لافتا إلى أنه كثيرا كان يتساءل: لماذا لم تستعن القوات المسلحة بهؤلاء المصورين وتضعهم في مقدمة الصفوف لتسجيل لحظات العبور، لافتا إلى أن ما نشاهده من لقطات العبور تم إعادة تصويرها، وهذا كان أهم شيء يجب تسجيله. 
وأضاف فاضل: «أعتقد الجانب الاجتماعي قام الإعلام بتغطيته بشكل مناسب من حيث نقل ردود أفعال الناس التى كانت منضبطة، ولم يكن هناك خوف ولا تكالب على تخزين السلع، أما إعلام ما بعد أكتوبر على مدى ٤٦ سنة، مروا على احتفالنا بالنصر لم يتم تقديم ما يظهر قيمه ما حدث ليس فقط على المستوى العسكرى والسياسى، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن تكون الأفلام التى تقدم أفلاما حربية، بل على العكس فبعد مرور ذلك الوقت الأفلام الحربية لن تكون دقيقة لعدم توافر نماذج الأسلحة لكن ما أقصده هو رصد الجانب الاجتماعي في مرحلة ١٩٧٣». 
وأشار فاضل إلى أن إعلام حرب أكتوبر، كان يعتمد على الإدارة والتخطيط، بينما المشهد الإعلامى منذ ٢٠١١ وحتى الآن في محاربته للإرهاب لا يمتلك خطة وإستراتيجية إعلامية، وما يقدمه مجرد اجتهادات فردية.