الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

حكايات النصر.. المقدم مهاب كمال الدين يروي قصة الملحمة البطولية في كبريت.. النكسة كانت دافعا للثأر من إسرائيل.. برغم القصف الغاشم لم يتمكن العدو من دخول المنطقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حكايات النصر في أكتوبر 1973 لا تنضب، ولكل فرد شارك في صناعة هذا الإنجاز حكاية تستحق أن تُروى، وكل من شارك في حرب رمضان يمتلك أسرارا لا حصر لها، مخبأة في خزائن ذكريات الأبطال، ستة وأربعون عاما مرت على الانتصار الوحيد للعرب على إسرائيل إلا أن بطولات الجيش المصري لا نهاية لها، ومن بين تلك البطولات «معركة كبريت»، وهي المنطقة القريبة من السويس وموقعها بين الجيشين الثاني والثالث، والتي شارك فيها المقدم مهاب محمد كامل وتمكن مع زملائه من منع العدو من السيطرة عليها، وكانت للبوابة ذلك الحوار مع بطل من أبطال حرب أكتوبر، وهو الشهر الذي جرت فيه أهم أحداث في حياة «كمال الدين» حيث ولد في الثاني من أكتوبر من عام 1950، وتخرج في الكلية الحربية بنفس الشهر بالإضافة إلى الحدث الأكبر في تاريخ مصر الحديث، وهو المشاركة في تحرير الأرض المحتلة.



يقول اللواء مهاب محمد كمال الدين، إنه بعد نكسة الخامس من يونيو 1967 التي منيت بها مصر وسوريا وفلسطين ازدادت كراهية جموع الشعب المصري للكيان الغاصب، ونمت بداخلنا رغبة واحدة فقط وهي الثأر من الاحتلال وطرده من أراضينا، وكان ذلك سببا رئيسيا في رغبتي بدخول الكلية الحربية والتحقت بها في التاسع من أكتوبر من عام 1968 بعد عام واحد من النكسة، مضيفا أن الدفعة التي تخرج فيها كانت استثنائية نظرا لظروف الحرب التي كانت تعيشها البلاد فتخرج بعد 15 شهرا فقط من الكلية الحربية، وكان من بين زملائه في تلك الدفعة اللواء مراد موافي رئيس المخابرات الأسبق، واللواء هاني متولي، وألحقت بعد تخرجي بالجيش الثاني الميداني، وعاصرت حرب الاستنزاف التي عرف فيها الجيش الإسرائيلي أننا لن نستسلم ولن نترك أرضنا بسبب الضربات القوية الموجعة التي تلقاها من أفراد الجيش المصري.

وعن دوره في حرب العاشر من رمضان، يقول بطل أكتوبر: «قبل أسبوع من اندلاع حرب أكتوبر صدرت تعليمات بنقلي إلى الجيش الثالث الميداني، وأصبحت قائدا للسرية الثانية مشاة ميكانيكا من اللواء 25 مدرع المستقل، في منطقة عجرود القريبة لمحافظة السويس، وتحت قيادتي 187 جندي، وبحوزتنا سبعة دبابات برمائية، وعبرنا قناة السويس للسيطرة على منطقة كبريت».



ويروي المقدم مهاب محمد كمال الدين، قصة الملحمة البطولية في نقطة كبريت، التي حاول الإسرائيليين استردادها مجددا إلا أن التصميم والقدرة والإرادة تصدوا لكل الأسلحة الحديثة التي كان يمتلكها العدو، خلال المعركة، مؤكدا «كان تحت قيادتي داخل نقطة كبريت نحو 170 فردا مقاتلا وسبعة دبابات، بالإضافة إلى وجود كتيبة 603 بقيادة العقيد إبراهيم عبدالتواب داخل كبريت، وكانت مسئوليتي الدفاع عن القطاع الشمالي والغربي، فيما تولت الكتيبة 603 الدفاع عن القطاع الجنوبي الشرقي، وكان هناك إصرار كبير لدى العدو على استردادها لذا كانت كبرىت هي أطول نقطة تعرضت للحصار في حرب أكتوبر».

ويشير إلى أن القصف الجوي الإسرائيلي كان يبدأ من الفجر، ولا يتوقف إلا عند آخر ضوء للنهار، وكان كل فرد من القوات المصرية داخل كبريت يظن أنه الناجي الوحيد من القصف، الذي ما أن ينتهي تبدأ محاولات المدرعات والدبابات الإسرائيلية والمظلات في محاولة اقتحام كبريت ويصاحبهم نداءات للقوات المصرية المرابطة بتسليم أنفسهم مع وعد بمعاملة حسنة للأسرى وفق اتفاقية جنيف ولكننا كنا نعلم أن كل ذلك أكاذيب.
ويؤكد المقدم مهاب كمال الدين أن أي جندي للعدو دخل نقطة كبريت لم يخرج منها أبدا فكان مصيره الأسر الأو القتل.
وتابع «بسبب قلة المعدات الطبية وكثرة الشهداء والمصابين في صفوف الجنود المصريين فقد تعفنت الجروح وتلوثت ودخلت في أجسادهم الديدان بسبب طول فترة المعركة».
ويتابع: «برغم قرار وقف إطلاق النار الذي التزمت به مصر إلا أن الجيش الإسرائيلي واصل عملياته ووصلت تعليمات في الثاني والعشرين من أكتوبر بالعودة للضفة الغربية للقناة لاستعادة السيطرة على مطار كبرىت التي استولى عليها العدو، وتمكنا من استعادة المطار مجددا». 
وفيما يتصل بنقطة كبريت فقد استمر الحصار نحو 114 يوما حتى العشرين من فبراير من عام 1974 بعد انسحاب العدو إلى خط المضايق تنفيذا لاتفاقية فك الاشتباك.