الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

العميد محمد المقدم يروي ذكرياته مع حرب أكتوبر: العدو قصف معبر القنطرة 4 مرات لمنعنا من العبور.. ولواء المدرعات أسر 30 جنديًا في اليوم الأول.. السيسي أعاد لمصر سيادتها السياسية والاقتصادية

العميد محمد المقدم
العميد محمد المقدم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم مرور 46 عاما على انتصار أكتوبر، مازال أبطال الحرب يحملون ذكريات مضيئة وعطره، منهم العميد محمد المقدم بطل سلاح المدرعات، الذي يقول: "تخرجت في الكلية الحربية عام 1970 بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر بيومين والتحقت مباشره باللواء 15 مدرع، وكان مقر الكتيبة في مدينة أبو صوير، وواصلنا التدريب في انتظار إعلان قرار الحرب لاستعادة أرضنا".

وأضاف في حواره مع "البوابة نيوز": "من خلال هذه التحضيرات أجرينا مشروعات عملية على ممرات مائية شبيهة بقناة السويس مثل ترعة الإسماعيلية، والتدريب الأهم كان في منطقة الخطاطبة، وكان العبور يتم بين ضفتي النيل وكان ينظم دوريات للاستطلاع أسبوعيا طبقا للخطة لكشف خطوط العدو وطرق التحرك حتى أعلنت ساعة الصفر وتم التحرك من أبو صوير إلى الصالحية، وتم التمركز شرق الصالحية وكانت مهمتنا تحرير القنطرة شرق وتم التحرك قبل بداية الحرب بأسبوع، لكن لم نكن على علم بقرار الحرب وكانت التكليفات محددة في خطابات مغلقة يتم فتحها في موعد معين لبدء تنفيذ المهمات".

وتابع: "خلال تلك الفترة حرصت القيادات على دعم الروح المعنوية لكل فرد في الكتيبة وكانت هذه الفترة بها تلاحم كبير جدا بين القائد والضابط وصف الضابط والجندي، الجميع يعمل بتنسيق كامل على قلب رجل واحد لتحرير سيناء".

وواصل: "الرئيس البطل أنور السادات كان محنكا بمعنى أنه قارئ جيدا للصورة داخليا وخارجيا، لذلك كان توقيت حرب أكتوبر هو الأفضل على الإطلاق، وتم وضع خطة الخداع الاستراتيجي لاقتناص الفرصة التي جعلت العالم كله يندهش من عبقرية التخطيط".

وأشار، إلى أن المهمة الرئيسية بعد نكسة 1967، كانت إعادة بناء الجيش قبل اتخاذ قرار الحرب وكانت حكمة الرئيس هي بناء الجيش على كافة الأصعدة، بداية من المجند حتى القائد والجميع خضع لتدريبات خاصة جدا لتؤهلهم إلى النصر، كما تم تحديث جميع الأسلحة في ظل إمكانيات ضعيفة بالإضافة إلى وضع خطة العبور وتحطيم خط بارليف وكان السلاح الأهم في هذه المعركة هو سلاح الإيمان بالله وعقيدة النصر وهتافات الله أكبر.

وأكد، أن المصري أثبت قدرته على تخطي الصعاب وتحقيق المستحيل بنصر مجيد يشهده التاريخ حتى اليوم.

وتابع، أنه في يوم السادس من أكتوبر جاء موعد الانتصار تم فتح الخطابات وعلم كل فرد موعد تحركه وقبلته التي سيتجه إليها وكان موعد تحرك المجموعة الخاصة بي في تمام الساعة الرابعة عصرا.

وعن ذكرياته في يوم العبور، قال، كنا نستمع للإذاعة ونتابع تحرك القوات والخسائر التي يحققها في جيش العدو وانطلق الطيران الإسرائيلي لضرب جميع المعابر على ضفتي قناة السويس، وكان موقع لواء المدرعات في القنطرة مستعدا للعبور وتم قصف المعبر 4 مرات لإفشالنا في العبور وبعد محاولات عدة تم إصلاح المعبر وتمكنا من العبور وبسبب تكرار عمليات الاستطلاع التي سبقت الحرب استطعنا السيطرة على الموقع ووصلنا إلى القنطرة شرق وتعاملنا مباشرة مع العدو وكانت نتيجة الاشتباكات التي حققناها في اليوم الأول أسر 30 جنديا إسرائيليا وإسقاط طائرة وقتل العشرات من جنود العدو.

وتابع: "استمرت العمليات حتى وصلنا إلى 13 أكتوبر وفي هذا اليوم تواردت معلومات تفيد أن إسرائيل ستضغط على سوريا وتصل إلى دمشق وكان مطلوب عمل استطلاع للتحرك الفوري في اتجاه سيناء والسيطرة على جزء آخر من سيناء وتحريره من العدو، وتم التحرك في اتجاه الطريق الساحلي القنطرة ـ العريش وفي هذه الأثناء أمدت أمريكا إسرائيل بأسلحة حديثة لم نسمع عنها من قبل، وكانت أهمها أسلحة مضادة للدبابات بالإضافة إلى دبابات حديثة لم تستخدم ووصلت الإمدادات عبر ميناء العريش ودخلت سيناء واستخدم العدو صواريخ موجهة لضرب جميع الدبابات المصرية على طول خط القتال، وللأسف هذه المعركة أصابت قواتنا بخسائر في هذا اليوم انقطعت الاتصالات وكان لواء المدرعات وصل إلى بالوظة في قلب سيناء وحاولت الرجوع وبعد محاولات من التواصل مع القيادة جاءت التعليمات بالتحرك إلى منطقة تسمى السلخانة في القنطره شرق، ثم طلبت من قائد الكتيبة العودة مرة أخرى لإحضار الدبابات التي فقدناها في شرق سيناء، وبعد إلحاح مني وافق واصطحبت 3 آخرين من زملائي واستطعنا إصلاح العطل الذي أصاب الدبابة ووجدنا سائقها استشهد فدفناه وعدنا بالدبابة مرة أخرى ومرة أخرى طلبت من القائد الذهاب لإحضار دبابة أخرى، وبالفعل تم إصلاحها والعودة بها وكان ذلك بهدف عدم وصول العدو إليها فكان حصول العدو على أسلحتنا يشعرنا بشئ من الهزيمة، خاصة أن نقطة العدو كانت قريبة جدا.

وواصل حديثه: "في يوم 22 أكتوبر نزلت إلى مستودع الدبابات في وادي حوف لاختيار دبابات جديدة وصلت إلينا من روسيا تعويضا عن الدبابات التي دمرت خلال المعركة ووقع الاختيار على 22 دبابة وتم نقلها إلى موقع القتال وكنت مكلفا بهذه المهمة وأثناء تواجدي في القاهرة صدر قرار بوقف إطلاق النار وبعد عودتي إلى الكتيبة في شرق سيناء حدثت الثغرة وانسحبت الكتيبة من الشرق إلى الغرب في منطقة أبوعطوة في الإسماعيلية وسيطرنا على المنطقة وتم القضاء على الثغرة".

وأشار إلى أنه خلال اتفاقية الفصل الأولى حمل على عاتقه مهمة إنسانية تمثلت في الوصول إلى جثامين 2 من الشهداء الذين تم دفنهم في قلب سيناء وحمل رفاتهم لدفنها في مقابر الشهداء، وعدت مرة أخرى برفقة أحد أصدقائي إلى سيناء في البداية وصلت إلى الشهيد جلال بهنسي الذي استشهد أثناء محاولته السيطرة على حريق في الدبابة الخاصة به، وبعد الكشف عنه وجدته كما هو على الحالة التي دفن بها قبل عام كأنه نائما يرتدي زيه العسكري كاملا ووصلت به إلى الكتيبة وتم دفنه في مقابر الشهداء في الإسماعيلية، ثم وصلت إلى الشهيد النقيب همام الذي دفنته وبسبب عوامل التعرية بحثت عنه كثيرا حتى وصلت إليه وتم دفنه أيضا بمقابر الشهداء، وكان النقيب همام استشهد نتيجة إصابته بطلقات خارقة حارقة."

واستكمل العميد محمد المقدم ذكرياته عن حرب أكتوبر قائلا: إن الحرب ساهمت كثيرا في إعادة تشكيل شخصيته ليس هو فقط بل شكلت جيلا كاملا عاصر وشاهد.

واعتبر العميد محمد المقدم، أن أصعب ما عاشه بعد الحرب، كان خلال الفترة التي حكم فيها الإخوان، عندما ظهر قتلة السادات في احتفالات أكتوبر واختفى تماما أبطال أكتوبر والقوات المسلحة.

وأضاف: "كانت هذه الصورة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، شعرت وقتها أن جماعة الإخوان لم تسرق ثورة الشباب فقط بل جاءت لتسرق الوطن وانتصاراته، جاءت لتضحي بأبطاله لكن الله أراد أن ينقذ الشعب المصري من هذه الغمة ليهب لنا الرئيس السيسي الذي حمل روحه على كفه لنستعيد مقدرات الوطن بسلسلة من الإصلاحات وإقامة مشروعات قومية عملاقة لعودة مصر لسيادتها السياسية والاقتصادية أمام العالم أجمع".