السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"يوميات أكتوبر".. الحرب بقلم المراسل الحربي جمال الغيطاني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر حديثًا عن سلسلة "كتاب اليوم" كتاب جديد بعنوان "على خط النار يوميات حرب أكتوبر" بقلم الكاتب والأديب الراحل جمال الغيطانى، وتمثل جانبا من رسائله الصحفية التى أمد بها جريدة الأخبار عندما عمل كمراسل عسكرى على الجبهة خلال حرب الاستنزاف، ثم حرب ونصر أكتوبر العظيم، خلال الفترة ما بين عامى 1969 - 1974، والتى رصد فيها الأحداث والتطورات العسكرية على الجبهة.
ونجح الغيطانى في إبراز بطولات الرجال ممن جاءوا من مختلف ربوع مصر، وكيف تحول الفلاح، العامل، الطبيب، والمهندس، من مجرد إنسان عادى إلى مقاتل يبذل روحه عن طيب خاطر وإصرار لا يلين فداءا لهذا الوطن.
وقد نجح الغيطانى في رصد الجوانب الإنسانية لمقاتلى الجبهة بدرجة مبهرة، إلى الحد الذى تحتار فيها أنه كان يكتب بروح الأديب أم بروح المراسل العسكرى الذى يتعرض لنفس المخاطر التى يتعرض لها مقاتلى الجبهة، ونجح الغيطانى في رسائله بدرجة كبيرة لدرجة استرعت انتباه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذى أشاد بأول تحقيقات الغيطانى عن "الجندى المصرى على خط النار"، وأصبحت شهادة الرئيس عبد الناصر، شهادة ثبتت أقدام الغيطانى في موقعه الجديد كمراسل عسكرى في مقتبل حياته آنذاك.
وقد توحد الغيطانى مع عمله كمراسل عسكرى إلى مرحلة التعايش الكامل عندما أصرعلى الالتحاق بتدريبات المجموعة 39 قتال بقيادة إبراهيم الرفاعى، واجتاز التدريبات التى تؤهله لعبور للقناة في حرب الاستنزاف، وظل على تواصل مع أبطال هذه المجموعة بعد الحرب وحتى رحيله، وعندما سئل عن المشهد الأخير الذى سيظل ماثلًا أمام عينيه فأجاب: "إنه مشهد العلم المصرى مرفوعًا على الضفة الشرقية للقناة على حطام خط بارليف، فهو علم رفع في القتال وليس في احتفال".
يشتمل الكتاب على ثلاثة فصول: فصل لرسائل فترة حرب الاستنزاف، ثم فصل عن المصرى على خط النار، سواء لأحوال الجنود والضباط أو لسكان محافظات القناة، ويتناول الفصل الأخير بعض رسائل الأعمال العسكرية على الجبهة مع العدو الإسرائيلى أثناء حرب أكتوبر.
في الفصل الأول رسالة صحفية مهمة للغيطاني يتحدث فيها في ذلك الوقت عن سر حربى يذاع لأول مرة ويقول: 
أخيرًا وبعد صمت استمر عامين كاملين، يزاح الستار عن عملية بحرية من أجرأ العمليات العسكرية التى تمت بعد حرب يونيو 1967 لقد أثار اختفاء الغواصة الإسرائيلية داكار كثيرًا من التساؤلات في مختلف أنحاء العالم وترك حيرة عميقة في عقول المعلقين، الخبراء العسكريين لماذا؟
لأن الغواصة اختفت تمامًا ولم يظهر لها أى أثر في مياه البحر المتوسط وكأن أحد الاحتمالات القوية وقتئذ هو إحتمال تعرض الغواصة الإسرائيلية لقذيفة من إحدى السفن الحربية وفعلًا داكار أغرقتها البحرية المصرية في مياهنا الإقليمية.. ويكشف التفاصيل الكاملة للعملية الرائعة التى لا تقل أهمية عن تدمير المدمرة " إيلات " درة البحرية الإسرائيلية. 
ويشير علاء عبد الهادى رئيس تحرير كتاب اليوم في مقدمة الكتاب إلى أن الأديب الكبير الراحل جمال الغيطانى قضى النصف الأول من حياته الصحفية محررا عسكريا على خط النار، على جبهة القتال مع العدو الصهيونى، يسجل بالكلمة، عايش الغيطانى الجنود والقادة في الدشم، وفى الخنادق، أكل من أكلهم، وتعرض للخطر مثله مثل أى جندى من الجنود المقاتلين، رصد بقلمه ولغته الأدبية الراقية، هموم وأحلام العسكرى المصرى الأصيل، ورسم بكلماته، روح الصمود والتحدى التى زرعت فيهم، وكيف تحولنا من النكسة إلى التهيئة للمواجهة من جديد ثم النصر، رصد معاناة وصمود أهلنا في مدن ومحافظات القناة، وكيف كان دورهم لا يقل أهمية وعظمة عن دور المقاتلين، كشف وعايش الدور العظيم الذى قامت به كل الأسلحة في حرب الاستنزاف حتى لا يهنأ العدو بما صنع.