الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خريطة الحزب الديمقراطي 2020 في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. جون بايدن يعتمد على أصوات الطبقة الوسطى والعمال.. وبيرني ساندرز يحظى بدعم التقدميين والأقليات.. إليزابيث وارين تنتقد مبدأ عدم المساواة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أنه لا يزال أمامنا عام على موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، إلا أن الحملات الانتخابية قد بدأت مبكرًا داخل أروقة الحزب الديمقراطى للاستعداد لمواجهة الرئيس الجمهورى الحالى «دونالد ترامب»، الذى وصل إلى المكتب البيضاوى بواشنطن عام ٢٠١٦. واشتدت حملة الديمقراطيين بعد تحريك مجلس النواب إجراءات عزل ترامب على خلفية التسريب الصوتى الذى أجراه بالرئيس الأوكرانى لتشويه سمعة أبرز منافسيه «جون بايدن».
ونرصد خريطة أبرز مرشحى أعضاء الحزب الديمقراطى الطامحين لمواجهة ترامب في انتخابات ٢٠٢٠، من خلال برامجهم ومواقفهم في العديد من القضايا كالهجرة والتأمين الصحى وغيرها من القضايا.


جون بايدن
تشير التقارير إلى حظوظ «جون بايدن» كجاذب لأصوات الطبقة الوسطى من الأمريكيين، إضافة إلى الطبقة البيضاء من العاملين، ويرى الكثيرون أن ذلك كان أحد أهم أسباب اختيار الرئيس «باراك أوباما» له كنائب في انتخابات ٢٠٠٨. ويُعزز قُرب «بايدن» من الناخبين من الطبقة الوسطى فرصة الحزب الديمقراطى للفوز على الرئيس دونالد ترامب ذي الخطاب الشعبوي. وحاول بايدن الترشح في انتخابات ١٩٨٨، و٢٠٠٨، ورفض الترشح في انتخابات ٢٠١٦ بعد وفاة ابنه بسرطان في الدماغ. يؤخذ على بايدن دعمه للحرب على العراق عام ٢٠٠٢. وينتقد بايدن «ترامب» بشدة ويتهمه بإهدار القيم الأمريكية، ولكن في الوقت نفسه يرى الجمهوريون أنه ليبرالي، ومن أكثر المرشحين الذين يُمكن أن يعملوا معه من بين الديمقراطيين. ويرى المراقبون أنه الأوفر حظًا بسبب استفادته من فترة عمله في إدارة أوباما التى جعلت منه شخصية معروفة على مستوى الولايات وليس واشنطن العاصمة وحدها، إضافة إلى قدرته على جمع أموال التبرعات لحملته من خلال شبكات المانحين الديمقراطيين، وهو ما يُمثل صعوبة لبقية منافسيه. ويرى المراقبون أن حظوظه أوفر من هيلارى كلينتون التى كانت تمثل صورة سلبية للحزب الديمقراطى في انتخابات ٢٠١٦ باعتبارها جزءًا مهمًا من إدارة أوباما.

بيرنى ساندرز
يحظى ساندرز بدعم التقدميين الأمريكيين إضافة إلى دعم الأقليات لا سيما المسلمين، بسبب دعمه لقضاياهم وتبنيه لها. واختار ساندرز الناشط «فايز شاكر» ذو الأصول الباكستانية لإدارة حملته الانتخابية، وهو ما يتسق مع دعواته الرافضة للعنصرية التى يتم ممارستها ضد المسلمين والعرب في الولايات المتحدة. إضافة لذلك، يدعم ساندرز المقاومة الفلسطينية ضد دول إسرائيل رغم انتمائه للديانة اليهودية، وهو ما يدعم ضرورة التفريق بين اليهودية كديانة سماوية والصهيونية كحركة شعبوية.
ونجا «ساندرز» وعائلته من جرائم النازيين في بولندا؛ حيث هرب مع عائلته، وهو في سن السابعة عشرة. في السياق ذاته، دعا ساندرز في انتخاباته المحلية بولاية فيرمونت عام ١٩٧١ إلى قطع الأسلحة عن إسرائيل. ورغم هذا الخطاب المتصالح، تعتبر حظوظ ساندرز ضعيفة في الظفر ببطاقة الحزب الديمقراطي؛ حيث فشل في هذا الأمر في انتخابات ٢٠١٦ أمام «كلينتون».


إليزابيث وارين
كانت وارين من أبرز اليساريين التقدميين شعبوية لمواقفها من القطاع المالى إثر الأزمة المالية التى ضربت العالم عام ٢٠٠٨، وأثناء عضويتها في مجلس الشيوخ قامت باستجواب المديرين التنفيذيين في وول ستريت جورنال. وتنتقد صراحة مبدأ عدم المساواة في توزيع الدخل. ومن المتوقع أن تنتزع بعض المؤيدين لساندرز. ويكمن التحدى أمام التقدميين وعلى رأسهم «وارين» إثبات جاذبية برامجهم للإصلاح الاقتصادى لمنافسة ساندرز ذي الحماسة الثورية.


بيتو أوروك
يعتبر نجم أوروك صاعدًا في سماء السياسة الأمريكية، حيث تمكن من الإطاحة بعضو مجلس الشيوخ «تيد كروز» الجمهورى عن ولاية تكساس في انتخابات التجديد النصفى ٢٠١٨. ويرى التقدميون أنه واحد من قلائل اليسار الذين أظهروا قدرتهم على تنشيط حشود كبيرة من المؤيدين.
ويرغب التيار اليسارى التقدمى في الحصول على مرشح يتناسب مع نوع الخطاب الشعبوى الذى يوجهه ترامب لليمينيين. ويعبر أوروك بوضوح كامل في القضايا المهمة الخاصة بحظر تداول الأسلحة خاصة بعد حادثة تكساس. ويرى مؤيدوه أن موقفه من تداول الأسلحة قد يفتح الطريق أمام خطابه السياسى للحصول على الدعم الشعبي.

جوليان كاسترو
تولى كاسترو موقع وزير في إدارة أوباما. وقد شغل موقع عمدة سان أنطونيو. ويرى المحللون أن سيرته الذاتية قوية وتراثه من أصل إسبانى قد يكون مفيدًا له. ويتوقع البعض احتمالية اختياره لموقع نائب الرئيس في حال فشله في الحصول على ثقة أعضاء الحزب الديمقراطي.


كورى بوكر
يرفع كورى بوكر شعارات العدالة، وتأكيد المطالب الاجتماعية. ويعتبر البعض أنه يتبنى خطابًا تفاؤليًا يدعو إلى رفع الروح كحملة أوباما في ٢٠٠٨. كان أحد قادة مجلس الشيوخ الذين دعموا قوانين إصلاح العدالة الجنائية، واقترح برنامج ادخار تديره الحكومة يسمى «روابط الأطفال» للحد من عدم المساواة.


وين ميسام
تعود جذور وين ميسام إلى جامايكا. وتقوم حملته على فكرة الحلم الأمريكي. وقد أصبح أول عمدة أسود لمدينة ميرامار بجنوب فلوريدا في عام ٢٠١٥. وقال في أحد تصريحاته: «أمريكا ملك لنا جميعًا، أعدكم أن أمريكا لنا جميعًا لهذا السبب سوف أترشح للرئاسة». أن تكون بطلك. اتخذ ميسام مواقف تقدمية بشأن البنادق والهجرة والقضايا البيئية. واقترح إلغاء أكثر من ١.٥ تريليون دولار من ديون الطلاب المستحقة على ٤٤ مليون أمريكي، وهو ما يجعل فئة الطلاب تكون أكثر قربًا لخطابه.


معضلة عزل ترامب
اتجهت الأغلبية الديمقراطية داخل مجلس النواب إلى بدء إجراءات عزل ترامب، بعد تسريب مكالمة بين الرئيس ترامب، ونظيره الأوكراني؛ حيث يتهم الديمقراطيون ترامب بتوظيف المساعدات العسكرية التى تقدمها بلاده للحكومة الأوكرانية كورقة ضغط للتأثير على مجريات انتخابات ٢٠٢٠ عن طريق تحريك دعوى فساد ضد نجل المرشح الديمقراطى «بايدن» وشريكه الأوكراني، وذلك لإشغال حملة بايدن «لمتوقع خوضه الانتخابات في مواجهة ترامب» بتهم الفساد المتعلقة بنجله مما قد يساعد ترامب من حسم المعركة الانتخابية لصالحه مبكرًا.
واتخذ مجلس النواب ذو الأغلبية الديمقراطية خطوة العزل ليس كرد متسرع على تسريبات مكالمة ترامب مع الرئيس الأوكراني، ولكن تأتى هذه الخطوة كامتداد لخطوات سابقة بدأت بمنح قاضى التحقيقات «روبرت مولر» صلاحيات واسعة للكشف عن حجم التدخل الروسى في انتخابات الرئاسة عام ٢٠١٦. وفى هذا السياق، لم تنجح سياسة «ترامب» للضغط على مسئولى التحقيق لتوقيف الإجراءات القانونية التى يتبعها القضاء تجاه كبار مساعديه المتورطين في القضية، بل تم توثيق هذه التدخلات في شهادات مساعديه سواءً في التحقيقات القضائية أو جلسات الاستماع بمجلس الشيوخ.
وتمر عملية عزل ترامب على غرفتى الكونجرس كل على حدة، وقد تتمكن الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب إنجاح عملية العزل في مرحلتها الأولى والتى تتطلب أغلبية بسيطة (٥٠٪+١) ثم يليها تصويت مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية الذى يتطلب موافقته على أمر العزل بأغلبية الثلثين.
ومن المتوقع ألا تخرج عملية عزل ترامب عن أحد ٣ سيناريوهات محتملة وهي؛ عدم جدوى تحركات الأغلبية الديمقراطية داخل مجلس النواب ونجاح الخطاب الشعبوى لترامب ومن ثم استمراره في السلطة حتى ٢٠٢٤، والثانى هو أن يستطيع ترامب استكمال مدته الرئاسية مع عدم تمكن خطابه الشعبوى من اكتساب ثقة الناخب الأمريكي، ويدور السيناريو الثالث حول نجاح المرحلة الأولى من عملية العزل وتمكن الجمهوريين من إفشالها داخل أروقة مجلس الشيوخ.
ختامًا؛ مثَّلت مناظرات الديمقراطيين حتى الآن بروفة مبدئية للحلبة السياسية ولكنها لا تسمح بترجيح أكثر من بايدن، ووارن، وساندرز. إضافة لذلك، ما زال بايدن يتصدر مؤشرات استطلاع الرأى بين الديمقراطيين، ويبقى التحدى الكبير أمامه هو الحفاظ على تصدره ثقة الديمقراطيين من خلال تجنب الهفوات. وتجدر الإشارة إلى أن خطط ترامب لتحريك قضايا فساد ضد نجل بايدن تؤكد حظوظ الرجل الكبيرة لمنافسة ترامب في انتخابات ٢٠٢٠.