السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

انضباط "خارطة الدهنيات" والوقاية من الكوليسترول خير من قنطار علاج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعيدًا عن العوامل الوراثية، تؤثر ممارسة عدة أمور في الحياة اليومية على مستوى الكوليسترول في جسم الإنسان، ورغم أن الجسم يحتاج إلى الكوليسترول النافع في الكثير من عملياته الحيوية، إلا أن ارتفاعه يمكن أن يحوّله إلى كوليسترول ضار يسبب انسدادًا في الشرايين الدموية، وبالتالي الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، إضافة إلى التعرُّض لباقة أخرى من الأمراض الخطيرة، حيث أظهرت الأبحاث الطبية التي أُجرِيت في المعامل العالمية منذ فترة طويلة أن مستويات الكوليسترول في الدم تتحدد بنسبة 85% من العوامل الوراثية و15% فقط من خلال التغذية وممارسة الرياضة.
و"الكوليسترول" هو مركب مهم يدخل في العديد من العمليات البيوكيميائية في جسم الإنسان، مثل إنتاج الهرمونات وبعض الفيتامينات (فيتامين D، وفيتامين E)، والكوليسترول نوعان: "جيد أو نافع "، و"سيء أو ضار"، ورغم ارتباط مصطلح "الكوليسترول" بالأطعمة الدهنية، إلا أنه في واقع الأمر مركب موجود في كل خلية من خلايا الجسم، إذ ينتج الكبد 75% من الكولسترول الذي يدور في الدم، فيما تأتي نسبة الـ25% الأخرى من الغذاء، وفي المستويات الطبيعية (النطاق الصحي)، يلعب الكوليسترول دورًا مهمًا في مساعدة الخلايا على القيام بوظائفها.
ولا يشعر الإنسان بأعراض عند ارتفاع مستويات الكوليسترول في الجسم، لذا فمن المهم إجراء فحوص دورية، وفي حال وجد الطبيب أن هناك مشكلة ما في الفحوصات، فإنه يمكن إصلاحها تبعًا لدرجتها من خلال نظام غذائي أو تغيير في نمط الحياة أو من خلال الأدوية.
وارتفاع الكوليسترول في الدم عامل خطر كبير ورئيسي لحدوث أمراض خطيرة في الجهاز الدوري، ويجب معالجته في أقرب وقت ممكن، لأن ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم يؤدي إلى تكوُّن ترسبات دهنية على الجدار الداخلي للأوعية الدموية، الأمر الذي يترتب عليه إعاقة تدفق الدم في الشرايين، وتلك الحالة الطبية هي المعروفة باسم "تصلب الشرايين"، والمؤدية فيما بعد إلى الإصابة بأمراض القلب.
وهناك معتقدات خاطئة بشأن الإصابة بارتفاع الكوليسترول الضار في الجسم، حيث يُعتقد أن كبار السن هم وحدهم من يعانون من ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، والأطفال الصغار غير معرضين للخطر، إلا أن واقع الأمر يشير إلى أن حوالي 30% من السكان البالغين يعانون من ارتفاع الكوليسترول في الدم، ورغم حقيقة أن معظم الأمراض الناتجة عن ارتفاع الكوليسترول في الدم، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، تحدث بالفعل في جيل متقدم في العمر، إلا أن الضرر يبدأ بالتراكم في سن مبكرة (تشبيه الوضع بالصدأ الذي يتكون على أنابيب المياه، حيث يتراكم الصدأ ببطء حتى الوصول إلى حالة التي تكون فيها الأنابيب صدئة لدرجة أنها تصبح غير صالحة للاستعمال).
وقد وجدت الدراسات التي أُجرِيت على المراهقين والشباب الذين ماتوا بشكل غير طبيعي (حوادث السير، وما إلى ذلك) في أجيال تراوحت أعمارها بين 20 و25 عامًا، أن لدى 40% من هؤلاء الشباب دلائل تشير إلى بداية عملية تراكم الكوليسترول في الشرايين.
ويساهم تفادي نمط الحياة الخاطئ في البدء في عمليات الوقاية من الإصابة بالكوليسترول منذ سن مبكرة حتى لا يتم الوصول إلى مستوى مرتفع منه في سن متأخرة، حيث يؤثر النمط الصحيح والجيد في خفض مستويات الدهون الثلاثية المكونة للكوليسترول الضار في الجسم.
وممارسة الرياضة بانتظام هي واحدة من أفضل الطرق للتحكم في مستويات هذا النوع من الكوليسترول، إذ إن 40 دقيقة من المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات كافية للتحكم في مستوى الكوليسترول في الجسم، وإذا كانت 40 دقيقة وقتًا كثيرًا بالنسبة للفرد، يمكنه تقسيمها إلى 10 دقائق على مدار اليوم.
وكذلك يُعد الإقلاع عن التدخين والبعد عن المدخنين والتدخين السلبي من أفضل وسائل الوقاية، إذ يساعد في حماية الشرايين من ترسيبات الدهون، ويعزو ذلك لتأثير التدخين على خفض مستويات الكوليسترول "النافع" بالدم، وبالتالي ارتفاع الكوليسترول "الضار"، وتآكل الكثير من الدهون المشبعة المفيدة للجسم، كما يؤدي الإسراف في تناول اللحوم بأنواعها المختلفة، ومنتجات الألبان كاملة الدسم مثل الزبدة والقشطة والحليب والجبن، وكذلك الزيوت الاستوائية مثل النخيل وجوز الهند، إلى ذات المشكلة.
ويمثل تحديد الحصة اليومية من مكونات الوجبة الغذائية، وفحص الملصقات الغذائية الخاصة بالأغذية المقلية والمعجنات والبيتزا والبسكويت والعديد من الأطعمة المعبأة مسبقًا قبل شرائها، أمرين مهمين للابتعاد عن تناول الدهون غير المشبعة التي قد ترفع مستويات الكوليسترول الضار في جسم الإنسان.
وقد وجد العلماء أن زيادة مستوى الكوليسترول النافع -ولو زيادة خفيفة- لها تأثير فعال في إنقاص تواتر حدوث النوب القلبية، الأمر الذي يوضح مدى أهمية الحفاظ عليه لوقاية الشرايين من التصلب الشرياني، حيث تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على التحكم في زن الجسم، ويمكن إنقاص كوليسترول الدم من خلال إنقاص الوزن الزائد، والإقلاع عن التدخين، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واستخدام المعالجة الدوائية تحت إشراف طبي في حال فشل الإجراءات السابقة.