الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نجوم الفن التشكيلي يكشفون كواليس مشاركتهم في معرض "كما أنا"

معرض «كما أنا»
معرض «كما أنا»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعتاد دائمًا في أغلب المعارض الجماعية على وجود فنان ذى ثقل وسط مجموعة من الفنانين المُبتدئين والشباب، حتى يكون بمثابة الدافع أو الحافز لهم نحو مزيد من الإبداع والتقدم الفني، حتى جاءت المفاجأة في معرض «كما أنا»، والذى ضم أعمال خمسة فنانين من كبار الفنانين التشكيليين المعروفين، سواء على المستوى المحلى أو الدولي، وهم محمد عبلة، وعادل السيوي، وإسلام زاهر، وإبراهيم الدسوقي، وعصام معروف، ليخرج بهم معرضًا من أروع معارض الفن التشكيلي، ويتسم بالضخامة والغنى الفنى لما يحتويه من أعمال ذات قيمة كبيرة من إبداع هؤلاء النجوم، وذلك بجاليرى مصر في الزمالك.
«كل واحد من الفنانين المُشاركين يُقدم أعماله دون الاتفاق على تيمة معينة للمعرض».. هكذا بدأ الفنان إبراهيم الدسوقى التعبير عن مشاركته بالمعرض، وواصل قائلًا: «نحن مجموعة من المصورين نرسم على السطح وكل فنان يُقدم الأعمال التى تُمثله، سواء بأعمال حديثة، أو أعمال من مراحل سابقة من سنوات ماضية». 
وعن الأعمال التى قدمها الدسوقي، أضاف: «هناك مجموعة من الأعمال المعروضة المواكبة للثورة، فكانت هناك رؤية عامة بأننا سنبنى البلد حتى ولو بإمكاناتنا البسيطة، فباستخدام بواقى الخشب نستطيع صنع الهياكل والأبنية ونستطيع أن نُعمر من أول وجديد بأبسط الإمكانات، فهذه هى الفكرة الأساسية، ولكن تصويريًا الرسالة تُنقل بصورة أوضح»، وواصل عن المدة التى استغرقها في إنجاز أعماله: «خامة الزيت بطيئة تستغرق الشهور في استخدامها، اللوحة في الغالب تستغرق الشهر».
وعن موقف الفن التشكيلى خلال الفترة الراهنة، قال الفنان التشكيلي: «الفن التشكيلى نُخبوى بالطبع بطبيعة الأدوات المُستخدمة ومكان العرض، ولكن الفن التشكيلى بصفة خاصة، والفنون كلها بصفة عامة في حالة انحسار، لأنها ليست بالشيء المهم ولا في البؤرة سواء المزيكا، أو الفن البصري، أو المسرح، أو السينما، فهى ليست فترة صعود للفنون».
ومن جانبه، قال الفنان إسلام زاهر: «يعرض المعرض تجارب خمسة مصورين تقريبًا من جيلين مُختلفين، ولا يوجد موضوع مُلزم للخمسة فنانين، فهو يعرض تجربة كل مُصور كما هي، فبالتالى جاء من هنا اسم المعرض، فأنا أعرض تجربتى كما أنا».
وعن الفكرة التى استخدمها لرسم أعماله، واصل الفنان: «لوحاتى مبنية على موضوع واحد مُستلهم من سلسلة «المُستحِمات» للمصور الفرنسى بول سيزان، فهو مصور فرنسى قديم عمل في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ويُعتبر أبوالفن الحديث أو الأب الروحى له، حيث نقل الفن للحركة والمدرسة التأثيرية، فهو من فتح الطريق إلى اتجاه الحداثة».
وأضاف: «سلسلة المستحمات هى إحدى السلاسل المهمة بالنسبة له، واختيارى لهذه السلسلة على وجه الخصوص يعود إلى رأيى الشخصى بارتباط الفن بالتاريخ ارتباطا وثيقا عكس بعض الكلام الذى يأتى في نظريات المُعاصرة المعتمدة على التفكيك الذى يدعو إلى الانقطاع مع التاريخ حتى نأتى بما هو حديث، فذلك من وجهة نظرى لا ينطبق على التصوير، لأن الرسم كخامة يعتبر تاريخا متراكما ولا يمنع فكرة الجديد».
وعن غربية فكره المُستخدم، قال زاهر: «الفن التشكيلى في الأساس فن غربى من وجهة نظري، فعند دراستنا في الأكاديمية كانت كل التجارب التى تُدرس ونمتحن بها في تاريخ الفن تعود إلى مصورين من الغرب، والمصورون المصريون كنوع من التفضيل الشخصي، لكن المؤثر حقيقة طوال فترة الدراسة التجارب الغربية، لأنها أكثر تماسكًا وأكثر نُضجًا وأكثر ترابطًا لظروف كثيرة».
وأشار إلى أنه يمكن حدوث تفضيلات لمصورين مصريين، وواصل قائلًا: «ولكن في وجهة نظرى، فكرة أننى مصرى أو عربى لا علاقة لها بما أنتجه من فن، لأنه لا يوجد أحد يسأل مصورا فرنسيا، على سبيل المثال، أين الهوية الفرنسية، أو الهولندية وغيرها؟ فهو فن كباقى الفنون الجميلة يعتبر نشاطا روحيا إنسانيا وكونيا، يمكن لأى شخص أن يشارك به بصرف النظر عن القيود والتعقيدات»، وعن الفترة التى استغرقها لرسم أعماله المعروضة، أشار إلى أنها استغرقت نحو عام لتنفيذها.
وعن آراء الخبراء بمعرض «كما أنا»، قال الفنان الدكتور أشرف رضا، رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق، «المعرض غنى بالفنانين المُشاركين به والأعمال الموجودة به وما يُميزه هو التنوع الكبير الموجود، سواء في أجيال الفنانين به كجيل محمد عبلة وعادل السيوي، وجيل وسط يُمثله الفنان إبراهيم الدسوقى وعصام معروف، وجيل الشباب الذى يُمثله الفنان إسلام زاهر، فكل فنان له أسلوبه ومدرسته الفنية وتقنياته الفنية التى يعمل بها، ومع ذلك يجتمعون كلهم بمستوى احترافى في العمل».
وأضاف رضا: «الفنانون الخمسة هم فنانون محققون ولهم تاريخهم ولهم أعمالهم ومشاركتهم الدولية، وهذا ما يعطى ثقلا للمعرض، على الرغم من الاختلاف والتنوع الموجود في كل اللوحات وكل الاتجاهات التى يعملون بها».