السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يستقبل مدراء وموظفي دائرة الاتصالات الفاتيكانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل فرنسيس بابا الفاتيكان، صباح اليوم الإثنين - في القصر الرسولي بالفاتيكان - مدراء وموظفي دائرة الاتصالات الفاتيكانية.
وقال في كلمة ارتجالية: إن الاتصال هو موقف يعبّر عن رغبة الله في التواصل مع الذات والآخرين. كما لا يمكن أن يبقى الإنسان وحيدًا بل يتعين عليه أن يتواصل مع الآخرين وينقل إليهم كل ما هو صحيح وطيب وجميل. وهذا التواصل يتم بواسطة النفس والجسد، العقل واليد، وأكبر شكل من أشكال الاتصال هو التعبير عن المحبة.
وشجع البابا ضيوفه على ممارسة مهنتهم بعيدًا عن الإعلان والترويج والاقتناص، موضحًا أن هذا النشاط ينبغي أن يكون مسيحيًا، والاقتناص ليس مسيحيًا.
وأضاف أن الكنيسة تنمو من خلال جذب الآخرين والشهادة التي هي بُعد من أبعاد الاستشهاد. بعدها حذّر البابا من مغبة الاستسلام الذي يمكن أن يدخل إلى قلب المسيحيين وهو لا يأتي من عند الله. وذكّر بأن العالم وثني، وهو ليس أمرًا حديثا، وهذا البعد الوثني يتجلى اليوم من خلال الأمور الدنيوية.
وأشار إلى النداءات التي تدعو الكنيسة إلى الانغلاق والتقوقع على ذاتها. ودعا إلى عدم الخجل من كون الكنيسة قليلة العدد، لأنها كخميرة وملح في الأرض. وأشار في هذا السياق إلى كلمات القديس فرنسيس الأسيزي إلى تلاميذه عندما قال لهم: اكرزوا بالإنجيل وإذا اقتضت الضرورة افعلوا ذلك بالكلام! ختامًا ذكّر البابا الحاضرين بأن الشهداء يعطون حياة للكنيسة داعيًا ضيوفه إلى نقل هذا الغنى الكبير. وشكر دائرة الاتصالات، مشيرا إلى أنها أول دائرة فاتيكانية يرأسها شخص علماني.
وسلّم البابا فرنسيس ضيوفه خطابا مكتوبًا استهله معربا عن ترحيبه بالحاضرين، وشكر عميد الدائرة الدكتور باولو روفيني على الكلمات التي وجّهها له نيابة عن الجميع.
وأكد أن روفيني يرأس للمرة الأولى أعمال الجمعية العامة لهذه الدائرة الفاتيكانية. ولفت فرنسيس إلى أن جزءا من الأشخاص الحاضرين سبق أن التقى بهم خلال زياراته الرسولية.
وأوضح أن موظفي الدائرة يعملون خلف الكواليس، واضعين عملهم في خدمة الكنيسة ويقومون بذلك بكل مهنية وإبداع وشغف وتكتّم. هذا ثم لفت البابا إلى سروره بلقاء الموظفين كي يعبر لهم عن امتنانه على ما يفعلونه، وشكرهم على التشجيع الذي يقدموه للعديد من الأشخاص في مسيرة إيمانهم وفي بحثهم عن اللقاء مع الرب.
وقال: إنه بفضل جهود هؤلاء الموظفين يتكلم البابا بأكثر من أربعين لغة مختلفة وتُقرأ كلماته على الورق وتُسمع على أثير الإذاعة وتُشاهد على شاشات التلفزة والمواقع الإلكترونية، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.
وذكّر أنها المرة الأولى التي يلتقي فيها بجميع مدراء وموظفي دائرة الاتصالات الفاتيكانية مذ أن بدأت لأربع سنوات خلت عملية دمج كل المؤسسات الإعلامية الفاتيكانية ضمن هذه الدائرة، في السابع والعشرين من حزيران يونيو من العام 2015.
وأضاف أن عمليات الإصلاح غالبا ما تكون شاقة، وهذا يصحّ فيما يتعلق بإصلاح وسائل الاتصالات الفاتيكانية. ولم تخلُ هذه المسيرة من العراقيل وسوء الفهم أحيانًا، مضى البابا إلى القول، لكني مسرور لأن العملية تسير إلى الأمام بتبصّر وحذر، موضحا أنه يدرك الجهود الحثيثة التي بذلها الحاضرون كي يستخدموا الموارد المتاحة لديهم بأفضل طريقة.
وقال: إن الكنيسة ترى في الاتصالات رسالةً، موضحًا ضرورة الاستثمار في نشر كلمة الله، كما لا بُد أن تُستغل المواهب كي تُعطي الثمار المرجو، وهنا تُقاس أيضا مصداقية ما نقول. وكي نبقى أمناء للهبة المعطاة علينا أن نتسلح بشجاعة التغيير، وعدم الشعور بالوصول والإحباط.
وتابع: يتعين علينا الخروج من انطباعات الأمان الزائفة ومعانقة تحديات المستقبل، مدركين أن السير قدمًا على دروب الأزمنة لا يعني إطفاء ذكريات الماضي، بل الحفاظ على الشعلة حية.