الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مسرحيون يرفضون تنحي سامح مهران من رئاسة المهرجان التجريبي.. أكاديمي عراقي: قرار غير موفق.. "أبو القاسم": الإدارة تتميز بالحرفية.. و"الضعيف": الاستقالة تؤدي إلى "اللغط"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار إعلان الدكتور سامح مهران عن أن الدورة السادسة والعشرين من مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى والمعاصر هى آخر الدورات التى يرأس فيها المهرجان هو وباقي أعضاء اللجنة العليا، حالة من الجدل الكبير لاسيما المسرحيين العرب، الذين يدركون قيمة اللجنة العليا للمهرجان، وما عانوه لعودة المهرجان بعد انقطاعه إثر قيام 25 يناير عام 2011، فكانت عودة المهرجان التجريبى بعدما أضيفت له المعاصرة بمثابة إعادة النبض للمسرح العربى من جديد، وذلك لما كان للمهرجان التجريبى من أثر كبير في إثراء الحركة المسرحية العربية منذ نشأته في عام 1988.


وكان الدكتور سامح مهران، قد أعلن خلال المؤتمر الصحفي، أن هذه الدورة هى آخر الدورات، ما جعل عددا كبيرا من المسرحيين والأكاديميين العرب يعبرون عن رفضهم تلك الاستقالة، ورصدت «البوابة» هذه الحالة من الجدل بين ضيوف المهرجان والذين عبروا عن استيائهم من خبر الاستقالة وهذا الإعلان، ومن بين هؤلاء الدكتور محسن العلى من العراق، والدكتورة ميسون على من سوريا، والمخرج والكاتب المغربى بوسلهام الضعيف، والدكتور يوسف الحمدان، والفنان الأردنى على العليان، والكاتب السودانى عصام أبوالقاسم، والمترجم الدكتور محمد سيف.


قال الدكتور محمد سيف الأكاديمى العراقى إنه غير موافق على قرار الدكتور سامح مهران بالاستقالة، موضحًا ذلك لعدة أسباب قائلا: «لا أوافق على استقالة الدكتور سامح مهران وفريق العمل معه، وهذا لعدة أسباب أولًا: أن هذه هى الدورة الرابعة للمهرجان بعد العودة، وأن الإدارة بدأت تؤسس للمهرجان بطريقة جديدة جدًا، وأعتقد أنهم يحتاجون أكثر لعدد من السنوات حتى يطوروا ميكانيكية هذه التجربة، والتى ليست بالشيء السهل».
وتابع سيف قائلًا: «إن عملية تسليم الراية بهذه السهولة، ربما من وجهة نظر البعض عملية دخول دماء جديدة، ولكن قيادة أى مهرجان تحتاج إلى معرفة وحبكة وحنكة، ولا يمكن بين ليلة وضحاها نغير مدير مهرجان، فعلى سبيل المثال مهرجان أفينو بفرنسا نجد أن مدير المهرجان ظل لمدة من ١٠ إلى ١٢ عامًا، وهنا التساؤل لماذا بعد أربع سنوات نقوم بالتغيير أو يلزم علينا التغيير».
كما تساءل سيف: «هل في صالح المهرجان أن يتم التغيير في قيادته بعد أربع سنوات؟ لا سيما أن شخصية الدكتور مهران والمخرج عصام السيد والدكتور دينا أمين وباقى فريق العمل فجميعهم لديهم تجربة ووعى ومعرفة في الوسط الفنى العربي، وحتى العالمي، وأنا أرى أنه من المفترض أن يقوم الدكتور سامح مهران بتغيير رأيه والعزوف عن الاستقالة، وأن يلزموا من جديد أمام هذه المسئولية، ولأن تلك المسئولية هى أيضًا كبيرة جدًا وتحتاج إلى أشخاص على معرفة حقيقية بها، وليس التغيير من أجل التغيير، لاسيما أن هناك ظروفا تحكم العديد من المهرجانات العربية في الوقت الحالى ومنها الجانب الاقتصادي، ورغم هذا الجانب الاقتصادى إلا أننا نجد أن فريق العمل قد استطاع أن يُحدث نوعا من الموازنة، والتى تمثلت في استقدام الفرق الأجنبية، كما أنهم استطاعوا أن يحققوا للمهرجان غاياته وتصوراته الفنية».
وأشار «سيف» إلى أن دورة المهرجان على الرغم من ذلك التحدى الاقتصادى قد استطاع في إعادة مطبوعات المهرجان، حيث أصدر ٧ كتب في شتى مجالات المسرح، بالإضافة إلى الندوات والمحاور الفكرية والورشة الفنية التى صاحبت المهرجان، كل تلك الأشياء استطاعت أن تُحدث تظاهرة مسرحية نتمنى لها أن تستمر، ولكن إزاء هذا التغيير المفاجئ ربما سيحدث تعثرًا، وربما تحدث إشكالية أكبر، لا سيما أن المهرجان التجريبى هو مهرجان عريق، وأنا لست مع تغيير الإدارة في الوقت الحالى على الأقل وذلك لاستمرار التجربة».


من جانبه أشار الكاتب عصام أبوالقاسم إلى أن الدورات الماضية والتى جاءت بعد توقف المهرجان التجريبى وعودته مرة أخرة، أثبتت إلى أن الفريق الذى تولى قيادة المهرجان، وعلى رأسه الدكتور سامح مهران بأنه فريق على قدر عالٍ جدًا من الحرفية، والاقتدار الإداري، وقال: «لعل الميزة الرئيسية في الدكتور سامح مهران- دون مقارنته بأى جوانب أخرى- هى قدرته على التشبيك مع الآخر».
وتابع أبوالقاسم «أن هذا التشبيك على أصعدة مختلفة، ومنها أولًا الانفتاح على التجارب الفنية، ومختلف الأساليب والأشكال، والشيء الآخر على مستوى عقد البروتوكولات والاتفاقيات مع المؤسسات ذات الصلة بالنشاط الثقافى الدولي، وحتى بالنشاط الثقافى المحلي، حيث إنه متواصل مع العديد من الإدارية الثقافية في القاهرة، مثلما نجح في أن يخلق أفقا دوليا للمهرجان في هذا السياق».
مؤكدًا أن هناك «دينامكية» العمل بين باقى الفريق، وأن مؤشر الفاعلية بين الدكتور سامح وفريقه، وأنهم استطاعوا استعادة المهرجان، سواء على مستوى إقامة وإعادة المهرجان كتظاهرة فنية وثقافية، أو على مستوى استعادة الإشعاع الذى كان يميز المهرجان قبل توقفه».
مستكملًا: «أعتقد أن السنوات الماضية لعودة المهرجان قد رافقتها تحديات كثيرة، سواء كانت تحديات مادية أو فنية، أو التى لها علاقة بالتحولات الحاصلة بالمشهد السياسى في العالم، ولكن مع ذلك قد لمسنا استجابة وانتباها من الإدارة الحالية في كيفية التحكم في الأمور وضبطها».
واختتم أبوالقاسم قائلًا: «آمل أن يحاول مهران تقديم المزيد من العطاء، طالما ذلك متاح وممكن بالنسبة له، وهذا الشيء سيكون له الكثير من الأثر، لا سيما وأن طريقة إدارة المهرجانات تحتاج إلى مزيد من الوقت حتى تتكرس التجربة وترسخ وتعزز مكانتها».


كما أكد المخرج والكاتب المغربى بوسلهام الضعيف، رئيس مهرجان «مكناس»،أن المهرجان التجريبى منذ نشأته حتى الآن شهد العديد من التحولات والتغيرات والتحديات، وكان أبرز تلك التحديات توقف المهرجان لمدة خمس سنوات، والذى خلق نوعا من «البلبلة» واللغط.
وتابع «الضعيف» أن عودة المهرجان كانت جديدة وبتصور جديد، من حيث إلغاء المنافسة، والتركيز على الورش المسرحية، مع استمرار في النشرات والمحاور الفكرية، وإضافة «المعاصرة» على المهرجان، حيث أصبحت للمهرجان عوامل جذب أخرى، وأصبحت للمهرجان هوية أكثر تفتحًا.
وأكد «الضعيف» على أنه من خلال عودة المهرجان استطعنا في الوطن العربى استرجاع منصات مهمة، وأن إعلان استقالة طاقم تنظيم المهرجان سيؤدى إلى وجود حالة من اللغط، وأن المهرجان الآن في حالة لوجود مثل هذا الطاقم المُحنك المخضرم، وأن الأساس هو أن يحافظ هذا الطاقم على استقرار المهرجان، حتى يقوموا بتسليم الراية لمجموعة من الشباب الذين يكون لديهم القدرة على الاستمرار فيه.
من جانبه يقول المنتج والفنان العراقى محسن العلي، الذى تم تكريمه بالدورة السادسة والعشرين من المهرجان التجريبى والمعاصر، أسجل هنا أن مهرجان المسرح التجريبى والمعاصر، كان في السابق يعتمد على القيادة الفردية، والآن وبعد عودة المهرجان من جديد أصبح يعتمد في إدارته على القيادة الجماعية والمؤسساتية، واستطاع الدكتور سامح مهران في خلق منظومة مؤسساتية تقود المهرجان، وإننى أطالبه في هذا الوقت بألا يتخلى عن رئاسة المهرجان، حتى يُعمق التجربة الحقيقة للمنظومة المؤسسية التى أوجدها، وحاول جاهدًا أن يجعل هذا المهرجان لا يتبع فردا بقدر ما هو يتبع مؤسسة». وتابع العلي: أن هذا الاتجاه الذى عمل عليه مهران، يجب أن يضع جذورا حقيقية في تجربته المقبلة، لأنه استطاع أن يوحدنا نحن كمسرحيين عرب بأن نتماثل مع المسرحيين العالميين، فقد شاهدنا عروضًا من مختلف الدول سواء العربية أو الأجنبية، في وقت سياسى صعب يتسم بتشظى الدول، والأفراد، فقد استطاع أن يجمع كل هذا التشظى رغم الميزانيات الضعيفة، ليس في هذا المهرجان ولكن في معظم المهرجانات العربية، والتى تعانى من حالة عدم الاهتمام الحقيقى بالمهرجانات المسرحية، لا سيما أن المهرجان التجريبى له تأثيره المهم على مختلف المهرجانات العربية، والتى تسعى بأن تنشط حركتها المسرحية حتى تكون جزءً من هذا المهرجان العريق، كما أن هناك العديد من الفرق قد جاءت على حسابها الخاص لمجرد المشاركة في هذه التظاهرة المسرحية العريقة، والتى تمتد لعشرات السنوات». وتساءل العلي: «هل من المعقول بعد كل هذا الجهد يأتى «مهران» ويُعلن انسحابه أو استقالته؟ في ظل وجود صمت من المؤسسات الفنية المختلفة، وأنا من هذا المكان ومعى مجموعة كبيرة من المسرحيين العرب، نطالب مهران بألا ينسحب من قيادة المهرجان وأن يظل حتى ولو لدورتين مقبلتين حتى يقوم بترسيخ التجربة، خاصة أنه استطاع أن يوحد كل المسرحيين العرب، وعمل على إعادة تنشيط الساحة المسرحية العربية». وناشد «العلى» الدكتور سامح مهران بضرورة العدول عن هذا الإعلان، كما ناشد المسئولين بالعمل على وقف هذا القرار، لمصلحتنا نحن كمسرحيين عرب».
قالت الدكتورة والأكاديمية السورية ميسون على: «إن الدكتور سامح مهران قيمة علمية وأكاديمية وإدارية قل نظيرها، وكان له الفضل الأكبر في عودة المهرجان بعد انقطاع خمس سنوات، في وقت تعالت فيه الأصوات المتطرفة لإيقافه.
وتابعت «ميسون» وأكثر من ذلك استطاع مهران مع فريق العمل المخرج الكبير عصام السيد، والدكتورة دينا آمين، والمخرج ناصر عبد المنعم، والدكتورة أسماء يحيى الطاهر»، وهم من خيرة المسرحيين في مصر، أن يضعوا- كل في موقعه- برنامجًا مميزًا للمهرجان، حافلًا بكل ما هو جديد على الساحة العربية والعالمية، سواء من العروض المسرحية المتنوعة والمتعددة التيارات والأساليب، إلى دورات العمل التى واكبت العملية المسرحية بكل عناصرها، والمؤتمرات والمحاور الفكرية التى أثارت مواضيع على جانب كبير من الأهمية- ناهيك- عن عودة الإصدارات لأهم الكتب المؤلفة والمترجمة.
مستكملًا: «ولا ننسى الجهد الكبير للقائمين على نشرة المهرجان، حيث استطاعت النشرة مواكبة جميع الفعاليات دون إغفال أى تفصيل، لعرض أو فنان مشارك، أو الندوات... إلخ.
واختتمت ميسون قائلة: «أؤكد من خلال متابعتى للمهرجان في دوراته الأربع، أنه شهد تطورًا ملحوظًا على كل الأصعدة، لذلك أجد من الأهمية بمكان استمرار الدكتور سامح مهران وفريق العمل في الإدارة، من أجل محاكمة الجهد والتجربة التى كانت تنضج باستمرار، ووصلت إلى مرحلة مهمة، ما سينعكس إيجابًا على المهرجان كواجهة فنية وثقافية وحضارية لمصر وللعالم، وكى لا يكون تاريخنا المسرحى سلسلة من الانقطاعات.
أكد الكاتب يوسف الحمدان أنه يرفض استقالة إدارة المهرجان التجريبى قائلا: «إن المجموعة الموجودة الآن هى التى تقود مشروعًا ثقافيًا وفنيًا كبيرًا، وقامت باستلامه وعملوا على تطويره لاسيما أن الدكتور سامح مهران هو فاعل حقيقى على الصعيد المسرحى العربى سواء على مستوى النقد، كما أنه يدرك العديد من خبايا المهرجانات المسرحية، سواء العربية أو العالمية منها، وبالتالى أصبح وجوده ضرورة قصوى لإنعاش روح المهرجان، وفى نفس الوقت استمرار تلك الروح الحميمة بين جميع المسرحيين العرب، خاصة أننا نشأنا وأسسنا هذا المهرجان منذ بداياته في العام ١٩٨٨».
مستكملًا: «وبالتالى أن أرفض تمامًا بأن يتخلى الدكتور سامح مهران وأن يترك دفة المهرجان في هذا الوقت، وأنا أدعو القيادة الرسمية في مصر بأن تعضد من جهوده ومجموعة العمل وألا تتخلى عنه، وبالتالى أصبح تواجده مهمًّا».