الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

تقرير: الأفارقة أكثر الجنسيات التي ترفض لندن دخولها أراضيها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أفاد تقرير صادر عن مجموعة برلمانية لعموم الأحزاب البريطانية ، يضم مشرعين من مجلس العموم البريطاني " البرلمان " بأن مسألة حصول جواز السفر الأفريقي على تأشيرة دخول لبلدان ما أسماه "العالم الأول" أشبه بلعبة "الروليت " أو المقامرة غير محسوبة العواقب ، مشيرا إلى أن الشواهد تؤكد أن هناك مصاعب جمة يواجهها أصحاب جوازات السفر الأفريقية، خاصة ما يتعلق بالحصول على تأشيرة في حد ذاتها ، نظراً لما وصفوه ب" المعاملة المجحفة " من جانب سفارات الدول "الكبرى" المانحة للتأشيرات.
وأوضح التقرير - في هذا الصدد - أن الشواهد تشير إلى أن مَن يسعى للحصول على تأشيرة من مواطني القارة السوداء سيجد كماً هائلاً من الإجراءات "المستندية " الواجب تلبيتها، إضافة إلى متطلبات "غامضة " تُطلب منهم أثناء المقابلات الشخصية في الإدارات القنصلية، علاوة على ارتفاع معدلات رفض منح التأشيرات للمواطنين الأفارقة.
ولفت إلى أن من بين الشواهد القوية والأدلة القاطعة على تعرض الأفارقة للإجحاف فيما يتعلق بالحصول على تأشيرات دخول - وفقا للتقرير - بأن المتقدمين من الدول الأفريقية الراغبين في الحصول على تأشيرات يواجهون تحديات أكبر من غيرهم المنتمين لقارات أخرى ، منوها إلى أن أعداد من ترفض طلباتهم من الأفارقة الذين يتقدمون بطلب تأشيرات دخول إلى بريطانيا تفوق ضعف "المرفوضين " المنتمين لأي بقعة أخرى في أنحاء العالم.
وقد استمعت المجموعة البرلمانية البريطانية لدى إعداد التقرير، إلى شهادات في جلسات استماع علنية عقدت في يناير الماضي ، ولقاءات أجريت مع منظمات عامة وخاصة مقرها بريطانيا، وقدمت دعوات لأفارقة لزيارة البلد للمشاركة في "أنشطة خيرية " أو لقاءات عمل" كما تلقت شهادات من مسؤولين في حكومات أفريقية.
وأشار التقرير إلى أن هناك ثلاث دول أفريقية فقط تحل في الترتيب "أقل من المتوسط" في قائمة أقوى جواز سفر على مستوى العالم في مؤشر عام 2019، والذي تصدرته دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول عالميا كأقوى جواز سفر، فيما حلت الولايات المتحدة في المركز الـ14، وبريطانيا في المركز الـ21.
ويصنف المؤشر العالمي قوة جواز سفر أي دولة استناداً إلى نقاط محتسبة لعدد البلدان المتاح دخولها بدون تأشيرة بالنسبة لمواطني هذه الدولة، أو الدخول بتأشيرة يحصلون عليها من المطارات، وهو ما يعكس مدى حرية حركة مواطن هذه الدولة بين بلدان العالم.
ووفقا للتقرير ، فإن البلدان الأفريقية الثلاثة التي احتلت الترتيب " أقل من المتوسط " في قائمة مؤشر أقوى جوازات السفر في العالم فهي : سيشل في المركز الـ57، تلتها جنوب أفريقيا في المركز الـ96، وبوتسوانا في المركز الـ116، ، بينما قبع معظم بلدان قارة أفريقيا في ذيل القائمة التي ضمت 199 دولة خضعت لقياسات المؤشر.
وخلص تقرير المجموعة البرلمانية البريطانية إلى ما يؤكد الهواجس والشكوك التي هيمنت لفترات طويلة على أذهان الأفارقة بأنهم يواجهون رفض القنصليات في منحهم تأشيرات لأسباب "تمييزية " تتعلق بالحساب الخاص بدخل المتقدم للحصول على تأشيرة ، حتى في الحالات التي يوجد فيها طرف ثالث ضامن ومسدد لتكاليف الرحلة، اضافة إلى عوائق "لوجيسيتية " أخرى مثل قيام المتقدم بطلب منح التأشيرة بزيارة بلد آخر قبل التقدم للحصول على التأشيرة البريطانية .
واستشهد التقرير البريطاني على عدد من الأدلة "المرصودة " ومنها ما لاحظته سفارة موريتانيا لدى بريطانيا ، بأن جميع طلبات التأشيرات لبريطانيا القادمة من بريطانيا تطلب ضرورة زيارة مركز إصدار التأشيرات في المغرب، وهذا يترجم في صورة رحلات طولها 4000 كيلومتر يتعين على طالب التأشيرة أن يقطعها، علاوة على عقبات مضافة إذ ينبغي الحصول على تأشيرة مغربية قبل أن يتمكن المواطن الموريتاني من التقدم للحصول على تأشيرة بريطانيا.
وينتقل التقرير إلى جزئية أخرى تتعلق برفض طلبات التأشيرات للأفارقة ، استناداً إلى قرارات غير محكمة و"افتقار في العدالة الإجرائية" التي تظهر اختلافاً في طبيعة القرارات المتخذة بالنسبة لـ"الطلبات المتطابقة" أو "الطلبات المعاد تقديمها"، وتكون النتيجة، حسبما يقول التقرير، أن تتراجع مستويات الثقة في عملية إصدار التأشيرات، وزيادة الارتباك بين المتقدمين للحصول على التأشيرات الذين لا يحق لهم أيضاً مناقشة ما اتخذ من قرارات.
وفي الختام قدم التقرير جملة من التوصيات لتقليص مسألة "الرفض غير المبرر" لطلبات التأشيرات المقدمة، داعياً الهيئات القنصلية في بريطانيا إلى تقديم معلومات أكثر وضوحاً للمتقدمين للحصول على تأشيرات الدخول بشأن الإجراءات والمتطلبات، إضافة إلى إنشاء مراكز جديدة لإصدار التأشيرات في البلدان التي تفتقر إليها.