ضمن برامج الإذاعة المصرية حل كل من محمد عبدالوهاب وإيمان بحر درويش ونجيب الريحانى متحدثين عن سيد درويش، ووصفوا «درويش» بأنه أب للموسيقى المصرية والعربية وأحد أعظم الموسيقيين في مصر، لحن وغنى العديد من الأغانى التى أصبحت جزءًا من التراث المصري، وهو أحد أعمدة نجاح ثورة ١٩١٩ التى يظل اسمه مقترنًا اقترانًا وثيقًا بها، بل ويبقى الأيقونة الفنية لهذه الثورة الشعبية العظيمة.
يقول نجيب الريحانى: كان سيد درويش مشاركًا فعليًا في الثورة، يخرج ويتصدر المشهد في المظاهرات، ويعمل على استنهاض الحس الوطني، كما كان أيضًا ثائرًا حقيقيًا بأعماله الفنية، فقد غيّر مفهوم الغناء وتطرق لموضوعات لم يجرؤ أحد على تناولها مثل الأغانى التى عددت مشكلات الطوائف العمالية التى اختلط بها في بداية حياته عندما كان يشتغل بأعمال بسيطة، حتى لقبه النقاد «بفنان الشعب»، إضافة إلى إسهاماته في تطوير الموسيقى العربية.
كما أطلقت عليه ألقاب أخرى منها: «خالد الذكر»، «خادم الموسيقى»، «مؤسس الموسيقى المصرية»، عاش فقط ٣١ عامًا، تاركًا خلفه إرثًا موسيقيًا وغنائيًا كبيرًا يشمل عشرات الأغانى والموشحات والمسرحيات الغنائية التى أصبحت جزءًا من التراث المصري، لكن يظل عمله الأكثر رسوخًا في الوجدان هو نشيد «بلادى بلادي»، الذى أصبح لاحقًا النشيد الوطنى المصري، و«يخطئ من يتصور أنه أغنية ولحن، لأنه فكر، تطور، ثورة»، هكذا وصفه «روح هائمة على وجه الأرض»، روح غير مستقرة، روح تعجلت رحيلها في الحياة.
كان «درويش» ضيف على الدنيا غريب، الموت كان لا يغيب عن باله ويتذكره في المرح والسرور.
أدخل سيد درويش الأسلوب التعبيرى في ألحانه حتى في الأدوار التقليدية الكلاسيكية التى لحنها.
قال إيمان البحر درويش إن جده ظلم إعلاميا، لأنه أشعل الحماس في الشعب المصري، في ثورة ١٩١٩. وأضاف أنه سعيد بتقدم شخصية جده في مسلسل «أهل الهوى» الذى يلقى الضوء على حياة درويش، وهو الذى وضع ألحانا للأوبريتات التى بلغ عددها العشرين منها تلك التى لحنها لفرقة نجيب الريحانى وهى ولو وإش ورن وقولوا له وفشر ولحن لفرقة على الكسار راحت عليك ولسه وأم أربعة وأربعين والبربرى في الجيش والهلال وجزء من أوبريت الانتخابات ولحن لفرقة منيرة المهدية كلها يومين والفصل الأول من أوبريت كليوباترا وأنطونيو ولحن لأولاد عكاشة الدرة اليتيمة وهدى وعبدالرحمن الناصر وإذا اعتبرنا أن في كل أوبريت عشرة ألحان فيكون مجموع ألحان الشيخ سيد في أوبريتاته العشرين مائتى لحن، بالإضافة إلى الأدوار والموشحات والأناشيد الوطنية والمونولوجات وغيرها من الألحان والأهازيج التى قدمها الشيخ سيد للموسيقى العربية.
