الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«CAIR».. ذراع «الإخوان» بالخارج تغزو مساجد أمريكا.. مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية عملاء للتنظيم الدولي.. وعلاقات متشابكة مع الدوحة و«داعش» و«القاعدة»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يشكل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، أو ما يعرف بمنظمة «كير»، إحدى أذرع التنظيم الدولى للإخوان في الداخل الأمريكى والدول العربية والإسلامية، وهى تعمل في خدمة أفكار الجماعة الإرهابية، وترتبط بعلاقات وثيقة بالتنظيم، سواء عبر تبنى مواقف الإخوان بالصدام مع الدول العربية، أو الدفاع عن الجماعة أمام مؤسسات الحكم الأمريكية، فارتباطها بالإخوان أدى إلى تورطها في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية، فكان نتاج ذلك أن صنفت كجماعة إرهابية من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتعد «كير»، إحدى المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، وتتخذ من العاصمة واشنطن مركزًا لها منذ تأسيسها عام 1994، على يد «نهاد عوض وعمر أحمد»، والكندى المسلم «إبراهيم هوبر»، حيث يرى المجلس نفسه، أنه منظمة حريات مدنية ذات طابع إرشادي، هدفها الحفاظ على الديمقراطية.

ورغم التعريفات والمبادئ التى وضعتها «كير» لنفسها، وتروج بها لوجودها، إلا أنها متهمة بدعم الإرهاب ومساندتها لجماعة الإخوان المسلمين الموضوعة على لائحة التنظيمات الإرهابية في أكثر من دولة، وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات، فضلًا عن تصنيف أمريكا نفسها لتنظيمات على علاقة بالإخوان، مثل «حسم ولواء الثورة»، كونها أذرع إرهابية تخريبية في الدول.

وتنقسم إدارة المؤسسة إلى فئتين: مجلس الإدارة المكون من رئيس ومدير تنفيذى وأمين صندوق وسكرتارية ومديرين آخرين، يلحظ اهتمام كل منهم بملفات مختلفة سواء جغرافية أو تنظيمية، فهناك من يهتم بملف الأفارقة، وهناك من يعنى بملف منطقة جورجيا، وهناك من يتولى مهمة التحدث إعلاميًا باسم المنظمة.

أما فيما يخص الهيكل الإدارى الداخلى فينقسم إلى مدير تنفيذي، ومدير للأفرع الوطنية، وقسم للاتصالات والتواصل، وقسم للقانون والتقاضى وتولى مهمة الدفاع في الحقوق المدنية، وقسم للموارد البشرية، وقسم للتطوير، وقسم للتعامل التكنولوجي، وقسم آخر للشئون الحكومية وهو مسئول عن إتمام التعاملات مع الجهات الحكومية والمؤسسة وعناصرها.

 

دعم الإرهاب داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها

أحمد سليم المدير بالمنظمة يمول «دعارة الأطفال».. و12 ألف وثيقة تكشف علاقة «CAIR» بـ«الإخوان»

يعد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، أو ما يعرف بمنظمة «كير»، واحدًا من الصناديق الرئيسية، التى تتبنى أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، بسيطرة أعضاء التنظيم عليها لإمداد فروعها ماليًا في العديد من دول العالم، خاصة التى تشهد صراعات سياسية يكون الإخوان طرفًا فيها، على غرار تلك الموجودة في الشرق الأوسط.

وتعد «كير» إحدى أبرز منظمات الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث تتخذ هذه المؤسسة الدفاع عن الحقوق المدنية وحريات المسلمين الأمريكيين أو الأجانب مظلة لها.

وتؤمن «كير» بأفكار جماعة الإخوان التى تنافى الوطنية، أو الانتماء، إلا للجماعة وخدمة مشروعها، ورافق هذا النهج المنظمة منذ تأسيسها داخل المطبخ السياسى الأمريكى «الكابيتول»، وجعل منها أذرعًا أخطبوطية تشارك في تأسيس فيدرالية وطنية، إن صح التعبير تقوم على استقطاب من اعتنقوا الإسلام للانخراط في الهيكلية التنظيمية، وبدأت المنظمة بغزو المساجد في الولايات المتحدة، للسيطرة على هذا القطاع الزاخر بالشباب من أبناء الجيلين الثانى والثالث من المهاجرين.

وتولى قيادة المنظمة عدد من النشطاء السياسيين المعروفين بولائهم لجماعة الإخوان، أبرزهم الناشط الفلسطينى نهاد عوض، الذى يتولى منصب المدير التنفيذى للمنظمة، أما القائد الثانى الذى تم تداول اسمه بصورة كبيرة فهو أحمد سليم، المدير بالمنظمة، وذلك بعد أن تحدثت وسائل إعلام أمريكية منذ أشهر عن اعتقاله ضمن حملة ضد واحدة من أكبر الشبكات التى تدعم وتمول دعارة الأطفال في الولايات المتحدة.

وتمكن الكاتب الأمريكى كريس جوباتز، من الحصول على ١٢ ألف صفحة من وثائق خاصة بـ«كير»، كان من المفترض أن يتم إعدامها بمقر المجلس الرسمى في واشنطن، إلى جانب تسجيلات صوتية ومحادثات تدين مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية وتكشف علاقتها بجماعة الإخوان.

 

إستراتيجية العمل

تعتمد إستراتيجية «كير» في التسويق لها في الداخل الأمريكى وخارجه على عدة محاور، أولها انتماءات بعض العناصر الفعالة في قيادة «كير» لتنظيم الإخوان، فقد تم استخدام هذا الرصيد الداخلى لدى المجتمع المسلم في الولايات المتحدة لدعم تنظيم الإخوان في المشرق العربي، والدفاع عنه، ومحاولة ممارسة دور جماعة الضغط للتأثير على السياسة الخارجية في العالم العربى لمصلحة الإخوان.

كما تعتمد «كير» في تسويقها للعالمين الإسلامى العربى والداخل الأمريكى على الازدواجية، فقد أعطى لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية دورا مزدوجا وجعله منظمة ذات وجهين، وتحمل أجندتين، فهى في الداخل الأمريكى تدافع عن المسلمين، وتمثل حائط صد لهم أمام كل مظاهر «الإسلاموفوبيا»، وفى الخارج منظمة إخوانية تحمل أجندة الإخوان بكل قوة وصرامة، والحقيقة أن من هم في الداخل الأمريكى قد لا يعرفون الوجه الخارجى «CAIR»، ومن هم في الخارج لا يعلمون كثيرا عن الدور الحقيقى لهذه المنظمة.

وأدى افتقاد التنظيم لمصادر تمويله في العديد من الأقطار العربية والأفريقية غداة انحسار دوره، إلى حاجته الماسة لصناديق الدعم الخارجية التى تظل أمواله محصّنة وفق الأدبيات الإنسانية التى يتم تصديرها.

وتتمتع منظمة «كير» بحصانة - إن جاز التعبير - من المجتمعات الغربية التى تعطى مساحة للحريات والحقوق، والتى لا تبحث في الغالب وراء الأهداف الخفيَّة أو الأنشطة السريّة لتلك الجمعيات، باستثناء أنَّ نشاطها يبدو إنسانيًا وعبر نشرات لحجم مساعدات تقدمها لمناطق فقيرة في الدول النامية، ما يوفر لها الحماية غربيًا.

 

مهام «كير» الإخوانية

ومن مهام منظمة «كير» الدفاع عن المشروع الإخواني، ويظهر ذلك في عدة مواقف، ومنها لعب «كير» دورا مهما في مواجهة خصوم الإخوان، وهو ما حدث بعد سقوط حكم جماعة الإخوان في مصر بعد ٣٠ يونيو، فلم تبتعد مواقف المنظمة ضد مصر كثيرًا عن مواقف الجماعة، فـ«كير» كانت ضمن عدد من المنظمات الحقوقية التى طالبت بفتح تحقيق دولى شامل ومستقل، للوقوف على ملابسات فض اعتصامى رابعة والنهضة، زاعمة أن الكثير من الانتهاكات تمت أثناء تلك العملية، وأيضا أعلنت تبنيها للطالب «عبد الله عاصم» المعروف بـ«المخترع الصغير» في فرعها بمدينة لوس أنجلوس، وأنهت إجراء حصوله على حق اللجوء السياسى للولايات المتحدة الأمريكية.

وسمى مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية من قبل وزارة العدل الأمريكية ككيان معاد للولايات المتحدة وتابع للإخوان المسلمين (على وجه التحديد جزءا من هيكل الدعم في حماس) ويواجه الاتهام بالتآمر في أكبر محاكمة لتمويل الإرهاب في تاريخ الولايات المتحدة، ويقول مسئولى مكتب التحقيقات الفيدرالى وأعضاء النيابة العامة الاتحادية إن «كير» يستخدم الخداع لإخفاء تورطه مع الإرهابيين.

وخضعت المنظمة لسيطرة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وذلك لتأمين التحويلات المالية وتقديم الدعم لفروع التنظيم تحت غطاء المساعدات الإنسانية، ساعدها في ذلك تركيزها على أكثر المناطق فقرًا، والتى تعتبر الأرض الخصبة لضمان عملية التحشيد والتجنيد، وهو ما بدا من خلال أهدافها المعلنة التى تنص على حصر مساعداتها في العالم النامي.

رابعا: تشكل «كير» واجهة من التنظيم الدولى للإخوان لدعم الحلفاء كقطر وتركيا وإيران، وقد اجتمع رئيس «كير» نهاد عوض، مع الرئيس الإيرانى حسن روحاني، على هامش تواجد الأخير بنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان عوض، قد أعلن في وقت سابق، عبر تغريدة في «تويتر»، أنه سيلتقى بعض الرؤساء على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة من بينهم الرئيس التركى أردوغان والرئيس الإيرانى روحاني.

تمثل «كير» جسرا عابرا لدعم الإرهاب، حيث دعمت مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» الجماعات الإرهابية في سوريا، وذكر جون روسوماندو في «مشروع الاستقصاء عن الإرهاب» أنّ مدير الأبحاث في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» عباس بارزيجار دعم هيئة الإغاثة الإنسانية التركية «آى أتش أتش»، على الرغم من أنّ الأخيرة أمنت الدعم السياسى والمالى واللوجستى للإرهابيين مثل «داعش والقاعدة والنصرة».

كذلك تشير وثائق التحقيق الفرنسى في مكافحة الإرهاب إلى وجود علاقة وثيقة بين «كير» وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية وحزب العدالة والتنمية برئاسة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وتورط هيئة الإغاثة في التخطيط لمؤامرة استهداف مطار لوس أنجلوس الدولى في ٣١ ديسمبر١٩٩٩.

 

أزمة مستقبلية

يبدو أن «كير» تعيش أزمة بسبب تورطها مع الإخوان، وهو ما أدى إلى تصنيف دولة الإمارات العربية المتحدة منظمة «كير» كيانًا إرهابيًا، في نوفمبر ٢٠١٤، الأمر الذى وجه ضربة قاصمة لتنظيم الإخوان الإرهابي، الذى تعمد نشر حبائله عالميًا من خلالها وعبر هيئات ومنظمات أخرى عديدة تتبنى النهج الإسلامى شكلًا وتخفى الأطماع السياسية من وراء ذلك مضمونًا.

ويتوقف مستقبل «كير» على الأجيال المنتمية للمنظمة من المسلمين الأمريكيين من الجيلين الثانى والثالث، من أجل التخلص من سيطرة الإخوان عليها، بالحفاظ على النجاحات في الداخل الأمريكى والتخلص من التصادم مع الدول العربية وخلق عداءات غير مبررة معها.

ونستخلص مما سبق، أن العلاقة بين مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير»، المعروف اختصارًا باسم «كير» وجماعة الإخوان، ممتدة ووثيقة الصلة، إذ يعمل المجلس على الدفاع عن الجماعة وتوفير التمويلات لها، فضلًا عن انخراط قياداتها في العمل السياسى بخلاف أهداف المنظمة التى بنوها على خدمة العمل الدينى والخيري، كما وسبق أن زاروا إيران، وكانت لهم لقاءات عدة بقيادات الإخوان.