الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد فارس "الشدياق".. معرفة الدواء

أحمد فارس الشدياق
أحمد فارس الشدياق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الأديب أحمد فارس الشدياق، الذي تمر اليوم الجمعة ذكرى وفاته، واحدا من العلامات البارزة في التنوير العربي خلال القرن التاسع عشر، فقد استطاع أن يصوغ العديد من الأفكار الغربية التي خدمت قيام النهضة العربية، ولعل من أهمها سياسيا إدخاله مصطلح "الاشتراكية" إلى اللغة العربية. 
كما أكد أن الحكم المطلق هو سبب شقاء الشرق، لذا نادى بضرورة استطلاع رأي الشعب في القوانين التي تصدر من خلال مجلس نواب منتخب أو "مجلس الشورى"، كما دعا إلى فكرة الجامعة الإسلامية، وعارض بشدة ثورة "أحمد عرابي". 
واقتصاديا دعا إلى ضرورة التغيير والتطوير الاقتصادي، ووعى تماما أضرار الاحتلال الغربي وعلاقته بترويج التجارة. واجتماعيا نادى بضرورة تحرير المرأة الشرقية.
كان الشدياق أديبا وشاعرا ولغويا ومؤرخا، وأشهر ألقابه "الشدياق" وهو رتبة كهنوتية أقل من الكاهن، وكان يطلق على المتبحر في العلم ذي المكانة الرفيعة.
ولد في الفترة ما بين (1801م–1805م) بقرية "عشقوت" في لبنان. وكان يعمل والده جابيا للضرائب، وكان أديبا محبا للمطالعة واقتناء الكتب، مما ساهم في تثقيف أولاده، وكانت حياة الشدياق رحلة طويلة من الأسفار لم تنته حتى بعد وفاته، فقد خرج من بيروت إلى دمشق ومنها إلى مصر، حيث درس في الأزهر وتزوج، ثم رحل إلى "مالطة"، وقضى فيها أربعة عشر عاما، وتحول من المذهب الماروني إلى الإنجيليكية. وسافر إلى إنجلترا وفرنسا فقضى فيهما عشرة أعوام، وانتقل بعدهما إلى تونس، وفيها أعلن إسلامه، وسمى نفسه "أحمد فارس"، واستقر في "إسطنبول" حيث أصدر جريدته "الجوائب" عام 1881م، والتي تعد من أشهر الصحف العربية آنذاك. وله العديد من المؤلفات، منها: "الساق على الساق في معرفة الفارياق" و"الواسطة في معرفة أحوال أهل مالطة" و"كنز اللغات" و"منتهى العجب في خصائص لغة العرب".
وقد ذكرته الكاتبة العربية "رضوى عاشور" في بحث لها عن الرواية العربية واستطاعت في هذا البحث أن تجيب عن السؤال الشهير، ما هي الرواية العربية الأولى في الأدب العربي؟ وقد ساقت الكثير من الأدلة التي ترجح كفة رواية الشدياق "الساق على الساق" بأنها الرواية العربية الأولى على الإطلاق. 
كذلك يطرح كتاب رضوى تساؤلا مهما، هو "لماذا أُسقط إنجاز الشدياق وقد أنتج النص الأدبي الأغنى والأقوى في الأدب العربي في القرن التاسع عشر؟" ثم تجتهد في الإجابة عبر قراءة نقدية مستفيضة تستكشف النص وعلاقته بزمانه، توفي الشدياق بإسطنبول عام 1887م، غير أنه أبى أن يدفن إلا في وطنه لبنان وأوصى بذلك.