الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من ذاكرة ماسبيرو.. أحمد شوقى.. كتب عن أمجاد مصر ليدفع شبابها للطموح

أحمد شوقى
أحمد شوقى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أيا وَطَنى لَقَيتُكَ بَعدَ يَأس، كَأَنّى قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا»، بتلك الكلمات بدأت الحلقة الإذاعية بثها ضمن برامج الإذاعة المصرية، التى كتبها المؤلف كامل أيوب، وأخرجها محمد على الشرقاوي، ضمن حلقات البرنامج الخاص.
وذكرت الحلقة جانبا من سيرة شوقي، حيث ولد بحى الحنفى بالقاهرة في ٢٠ من رجب ١٢٨٧ هـ، ١٦ من أكتوبر ١٨٧٠م، لأب شركسى وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديو إسماعيل في عهده، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجرى على لسانه، وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشر من عمره، التحق بمدرسة الحقوق سنة ١٣٠٣هـ = ١٨٨٥م، وانتسب إلى قسم الترجمة الذى أنشئ بها حديثًا، وفى هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ محمد البسيوني، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه، وكان الشيخ بسيونى يُدرّس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديو توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة «الوقائع المصرية»، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديو، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديو يدعوه لمقابلته.
وتابعت الحلقة، أن شوقى نظم قصائد عن النيل والأهرام وأبى الهول، فعندما اكتشف مقبرة توت عنخ آمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، ورأى في ذلك فرصة للتغنى بأمجاد مصر؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقى والطموح، فنظم قصيدة رائعة مطلعها: قفى يا أخت يوشع خبرينا... أحاديث القرون الغابرينا... وقصى من مصارعهم علينا... ومن دولاتهم ما تعلمينا.. ليدون بعدها تلك الأبيات: «وطنى الحبيب ولدت على ترابك وشربت من مائك، أحبُّك مصر من أعمـاق قلبي، وحبُّك في صميم القلب نامي، سيجمعُنى بـــك التاريخُ يومًا، إذا ظهر الكرامُ على اللئــام».
وتابعت الحلقة أنه في قصيدة «يا ساكنى مِصرَ»، قال: إنّا لا نَزالُ على يا ساكنى مِصرَ إنّا لا نَزالُ على عَهْدِ الوَفاءِ وإنْ غِبْنا مُقِيمِينَا، هَلاَّ بَعَثتُمْ لنا من ماءِ نَهرِكُمُ شيئًا نَبُلُّ به أَحْشاءَ صادِينَا، كلُّ المَناهِلِ بَعدَ النِّيلِ آسِنَة، ما أَبْعَدَ النِّيلَ إلاّ عَنْ أَمانِينَا.
وقد توفى أحمد شوقى فجأة بعد انتهائه من نظم قصيدة طويلة لإحياء مشروع القرش الذى شرع به شباب مصر، وذلك في الرابع عشر من أكتوبر من عام ١٩٣٢ ميلادية.