السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

جميل راتب.. شرير السينما الأنيق

الفنان الراحل جميل
الفنان الراحل جميل راتب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الخميس، الذكرى الأولى لوفاة الفنان الراحل جميل راتب، الذي توفي صباح الأربعاء 19 سبتمبر 2018، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 92 عاما.
"شرير السينما الأنيق".. اسمه بالكامل جميل أبو بكر راتب، ولد في 28 نوفمبر عام 1926 بالقاهرة، لأبٍ مصري، وأمه ابنة شقيق هدى شعراوي، أنهى التوجيهية في مصر، وكان عمره وقتها 19 عامًا، تخرّج في مدرسة الحقوق الفرنسية، وبعد عام من التحاقه بالمدرسة سافر لاستكمال دراسته الجامعية في فرنسا، بمنحة للدراسة في مدرسة السلك السياسي.
لم يلتحق بالمدرسة، وقرر دراسة التمثيل في السر بعيدًا عن عائلته التي كانت ترفض عمله بالفن، وبسبب ذلك تم إيقاف المنحة التي كانت تبلغ 300 جنيه، عندما علمت أسرته بالأمر قطعت علاقتها به، ولكي يستمر في دراسة التمثيل عمل في مهن كثيرة، منها «شيال» في سوق الخضار وكومبارس، ومترجم، ومساعد مخرج.
عمل الفنان الراحل جميل راتب مساعد مخرج في فيلم «زيارة السيدة العجوز»، لأنطوني كوين، والتي مثّلها على المسرح في مصر فيما بعد مع سناء جميل، من إخراج محمد صبحي، تزوج من فتاة فرنسية كانت تعمل بالتمثيل، واعتزلته بعد ذلك، وتفرغت للعمل مديرة إنتاج، ثم منتجة منفذة، ثم مديرة مسرح «الشانزليزيه»، وكان يزورها بين حين وآخر، ولا توجد معلومة موثقة حول انفصالهما.
أول عمل شارك فيه جميل راتب كان عام 1941، مع توجو مزراحي الذي شاهده في مسرحيات الجامعة فطلبه لتمثيل مشهد واحد مع ماري منيب في «الفرسان الثلاثة»، لكن عائلته أصرّت على حذف المشهد الخاص به، في بداية الأربعينات حصل على جائزة الممثل الأول، وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر.
كان أول ظهور سينمائي له عام 1946، من خلال فيلم «أنا الشرق»، من بطولة الممثلة الفرنسية كلود جودار، وجورج أبيض، وحسين رياض، وتوفيق الدقن، ثم عاد إلى فرنسا مرة أخرى، شاهده الكاتب الفرنسي أندريه جيد، في «أوديب ملكًا» فنصحه بدراسة فن المسرح في باريس، وهو ما قام به بالفعل.
ومع بداية الأربعينيات حصل جميل راتب على جائزة الممثل الأول، وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر ليبدأ بعدها مشواره مع السينما المصرية.
ويعتبر فيلم “الصعود إلى الهاوية” نقطة التحول الرئيسية في مشواره مع السينما المصرية عام 1946 في بطولة الفيلم المصري “أنا الشرق” الذي قامت ببطولته الممثلة الفرنسية، كلود جودار، مع نخبة من نجوم السينما المصرية في ذلك الوقت، منهم “جورج أبيض، حسين رياض، توفيق الدقن وسعد أردش”.
عام 1951 جاء إلى مصر ثانية مع الفرقة الفرنسية الكوميدية «فرانسيز»، التي كان عضوًا فيه، لتقديم عروض مسرحية متنوعة، شارك في عرض مسرحية «الوريث» مع تلك الفرقة الفرنسية عام 1952. 
شارك "راتب" في مسرحيات عالمية في باريس، منها 5 أعمال لـ”شيكسبير”، قائلًا عن ذلك: “أول مرة لما شفت اسمي على أفيش في فرنسا كان يوم كبير بالنسبالي”.
قدم العديد من أدوار الشر منهم دور “البهظ بيه” بفيلم “الكيف” مع الراحل محمود عبدالعزيز، وظهر بشكل غير اعتيادي، وعن هذا الدور قال في أحد حواراته: “كانت شخصية بعيدة عني وحتى ألفاظه كنت أقولها وأنا لا أفهمها، وعندما سألت المنتج والمخرج لماذا كان اختيارى لهذا الدور؟ فكان ردهما نبحث عن ممثل يفاجئ الجمهور.. وبالفعل نجح الفيلم وحصلت على جائزة عن هذا الدور”.
وعلى المستوى الشخصي، رفض الإنجاب من زوجته الفرنسية خوفًا على مستقبل أولاده، خصوصًا أن عمله في الفن ليس مستقرًا، وعن هذا الأمر قال في نفس الحوار: “تكوين أسرة يحتاج لتفرغ، عندما تحدثت مع زوجتي قلت لها ممكن أترك التمثيل، فقالت لن تقدر، قلت لها أنتِ تركتيه؟ قالت لكن أنت يجري في دمك، وأنا فعلا لم أكن أقدر لأعمل وعندي مشكلات عائلية، وندمت إلى حد ما على هذا القرار.. لكن في الشارع كنت أتعرض لمواقف الناس تعتبرني فيها كوالدهم.. جمهوري عوضني عن هذه المشاعر”.
وكان آخر ظهور له مسلسل “بالحجم العائلي” مع الفنان يحيى الفخراني خلال رمضان 2018.