اختتمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، اليوم الخميس ورشة العمل التدريبية الأولى حول منهجية الاستثمار الريفي وهي "مجموعة أدوات" الغرض منها المساعدة في إعداد وتقييم مشروعات الاستثمار الريفي.
وتعد منهجية الاستثمار الريفي أحد الأدوات الرئيسية لمنظمة الفاو لتطوير القدرات، حيث تساهم في تحقيق الهدف الاستراتيجي الرابع للمنظمة "تمكين نظم زراعية وغذائية شاملة وفعالة".
وقالت "الفاو" في بيان، يهدف هذا التدريب الأول لمنهجية الاستثمار الريفي في مصر الذي اختتم اليوم، إلى بناء مجموعة كبيرة من مستخدمي هذه الأداة، وتحديد المدربين الوطنيين المحتملين. حيث تناول كيفية إعداد المشروع (وهي خطوة سريعة لتحليل جدوى الأفكار الاستثمارية)، وصياغة تفصيلية للمشروع وتحليل خطط العمل متعددة السنوات، بالإضافة إلى التعرف على وظائف قاعدة البيانات المدمجة في البرنامج.
ويتم تمويل هذا التدريب من قبل مشروع التعاون الفني" منتدى الاستثمار وبناء القدرات لتعزيز الاستثمار الزراعي في مصر".
ويشارك ما يقرب من 30 متدربًا في هذا التدريب، من مختلف الجهات والهيئات، بينهم ممثلين من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، قطاع الإرشاد الزراعي، قطاع الاقتصاد الزراعي، وممثلين من المشاريع المرتبط تنفيذها بوزارة الزراعة والتي تمولها المؤسسات المالية الدولية، خاصة مشروع تشجيع الدخول في المناطق الريفية من خلال تعزيز دخول الأسواق، وبرنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية
كما يشارك اساتذة من الجامعات الحكومية وممثلي مركز البحوث الزراعية الذين شاركوا سابقا في ورشة العمل التمهيدية التي عقدت في سبتمبر 2018، وممثلون من المؤسسات المالية الوطنية، مثل جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر والبنك المركزي المصري والبنك الزراعي المصري والبنك الأهلي المصري وبنك مصر، وممثلون من الاتحاد التعاوني الزراعي.
وقال نصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة الفاو في مصر، في كلمته الافتتاحية إن الاستثمارات هي مفتاح التنمية الريفية وتعزيز الأمن الغذائي والحد من الفقر، ومن المتعارف عليه أن طبيعة معظم الاستثمارات في القطاع الزراعي والمناطق الريفية تكون استثمارات خاصة ومحلية، حيث يقوم بها المنتجون والجهات الفاعلة في سلاسل القيمة، إلا أن هؤلاء الأشخاص غالبا ما يفتقرون إلى أدوات عملية وبسيطة تساعدهم على القيام بدراسة الجدوى وتحديد المخاطر المرتبطة بخيارات الاستثمار المختلفة، كما تساعدهم على تحديد أفضل استخدام لمدخراتهم والتقدم بطلب للحصول على قروض ومنح من مصادر مختلفة.
وأضاف أن الفاو قد قامت بتطوير مجموعة أدوات منهجية الاستثمار الريفي وتنفيذها لهذا الغرض، ومن أجل نشرها تتبنى منظمة الأغذية والزراعة نهج تدريب المدربين، الذي يشمل اعتماد مُدربين في مجال الاستثمار الريفي، بحيث يكونوا مسؤولين عن نشر مجموعة الأدوات هذه بصورة تدريجية. ويهدف أيضًا هذا النهج إلى إنشاء وحدات مسئولة عن تخطيط وإدارة برامج التدريب على منهجية الاستثمار الريفي ومراقبة الجودة وإدارة النظام. وإنه لمن دواعي سرورنا أن يحضر العديد من ممثلي الجامعات والمؤسسات المالية هذا التدريب، حيث أظهرت لنا التجارب في بلاد آخرى أن مشاركة الأكاديميين والمؤسسات المالية هي المفتاح لتبني الاستخدام المستدام لمجموعة أدوات الاستثمار الريفي.
وقال مارك فاتينيه، كبير موظفي دعم الاستثمار، قسم مركز الاستثمار بالفاو، أنه بنهاية هذا التدريب، سيكون المشاركون قادرين على استيعاب المفاهيم الأساسية حول إعداد وتحليل ملامح المشروع وخطط العمل الكاملة، وفهم كيفية تطبيق منهجية الاستثمار الريفي، وما إذا كانت مؤسستهم قد تتبنى مجموعة الأدوات هذه وتكون على استعداد لتنظيم برنامج للتدريب على هذه المنهجية ونشرها. كما سيكون المشاركون قادرين على تقديم معلومات للإدارة العليا لمؤسساتهم عن فوائد استخدام منهجية الاستثمار الريفي، بالإضافة إلى تشجيعهم لزملائهم لاستخدام هذه المنهجية؛ كما يعطيهم التدريب الفرصة ليصبحوا مدربين محتملين لمنهجية الاستثمار الريفي على الصعيد الوطني.
الخطوات المقبلة
واستمرت الورشة التدريبة على مدى خمسة أيام، وسوف يتم انعقاد جلسة لتبادل المعلومات قبل نهاية عام 2019، بحيث يكون قد مرّ بضعة أشهر لاستخدام المشاركين لمنهجية الاستثمار الريفي، وذلك من أجل اختيار المُدربين الوطنيين المحتملين، ثم يقوم هؤلاء الأشخاص، بالتعاون مع المسئولين بالفاو، بتدريب آخرين على استخدام مجموعة أدوات منهجية الاستثمار الريفي ليصبحوا مدربين معتمدين قادرين على تنفيذ برنامج نشر منهجية الاستثمار الريفي دون مساعدة.
