تحولت «بالوعات» الصرف الصحي في العديد من المحافظات، من مرفق خدمي للحفاظ على الشكل الجمالي للشوارع إلى «مقبرة مفتوحة»، تبتلع ضحاياها واحدًا تلو الآخر في مشاهد مأساوية أحزنت القلوب وأدمعت العيون، حيث وصل عدد الضحايا خلال الأيام القليلة الماضية لنحو 6 أشخاص كان أبرزهم حادث الطفل «ياسين»، بمحافظة الجيزة، ويرى خبراء أمنيون، أن الحل الرئيسى لوقف تلك الحوادث هو استبدال أغطية البالوعات بمواد أخرى غير "الزهر"، تكون ليست مطمعًا للعصابات، خاصة أن الوسائل التكنولوجية الحديثة أسفرت عن وجود بدائل تستطيع أن تتعامل مع الأحمال والاستخدامات المختلفة للبالوعات.
«البوابة نيوز» ترصد بعض وقائع غرق عدد من الأشخاص داخل بالوعات الصرف الصحي في مناطق مختلفة بمحافظات الجمهورية، من واقع سجلات ومحاضر الشرطة.
«أثناء عودته من الدرس».. مصرع طفل سقط في بالوعة بالسلام
في منطقة السلام بالقاهرة لقي طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، مساء أمس الثلاثاء، مصرعه إثر سقوطه داخل بالوعة صرف صحي، أثناء عودته من الدرس، وتكثف الأجهزة ممثلة في قوات الحماية المدنية، وفرق الإنقاذ، جهودها لانتشال جثمان الطفل الغريق، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وتباشر النيابة التحقيقات.
"براءة ياسين" ابتلعتها بيارة الصرف الصحي بالطالبية
في نهاية شهر أغسطس من العام الجاري، خيم الحزن على سكان محافظة الجيزة، على فراق طفل يدعى "ياسين" بعدما أودى به الإهمال وتسبب في وفاته، حيث ابتلعته بالوعة صرف صحي أثناء عودته بصحبة شقيقة الأكبر ووالدته من نادى الطالبية نحو منزلهم، لكن لسوء حظه ترك "ياسين" يد والدته واستبقها بخطوات ليسقط إحدى البالوعات الموجودة بمنتصف الطريق المتروكة دون غطاء.
مصرع 4 داخل بيارة صرف صحي في أسيوط
في مدينة صدفا بمحافظة أسيوط، لقي 4 مواطنين مصرعهم، إثر سقوطهم تباعا في بالوعة صرف صحي، أثناء قيام سيارة كسح صرف صحى بتفريغ حمولتها بإحدى البالوعات، وتواجد أحد الشباب سقط منه شىء في البالوعة، وتبعه صديق ثم جاره ثم سائق السيارة وتم الدفع بسيارة الإنقاذ المركزى والحماية المدنية والإسعاف، وتم استخراجهم ونقلهم إلى مستشفى صدفا المركزى لإجراء الإسعافات اللازمة ولكنهم توفوا تباعًا.
خبير أمني: استبدال الغطاء الحالي بـ غطاء بلاستيك هو الحل
حول هذه الوقائع يقول الدكتور اللواء علاء الدين عبد المجيد، الخبير الأمني، ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إن حوادث السقوط في بالوعات الصرف الصحي أمر يحتاج إلى وقفة حقيقية من الحكومة، مشيرًا إلى أن السبب وراء وقوع تلك الحوادث هو سرقة أغطية البالوعات الحالية، نظًرًا لانها مصنوعة " من الزهر"، مما يجعلها مطمًعا سهلا لبعض اللصوص معدومي الضمير، في ظل غياب الرقابة من مسئولي الوحدات المحلية بالتفتيش والمرور الدائم على الشوارع في المناطق الشعبية.
وأوضح الخبير الأمني، في تصريحات خاصة لـ " البوابة نيوز"، أن الوسائل التكنولوجية الحديثة أسفرت عن جود بدائل تستطيع أن تتعامل مع الأحمال والاستخدامات المختلفة للبالوعات، مشيرًا إلى أن وزارة التنمية المحلية عليها استبدال الغطاء الحالي المصنوع من مادة الزهر إلى غطاء آخر مصنوع من مادة بلاستيكية لا تمثل قيمة مالية عند بيعها بعد سرقتها، كما شدد على ضرورة وجود خط ساخن في كل وحدة محلية فعال لهذه المسألة، يقوم من خلاله المواطنين الإبلاغ عن البالوعات إلتي لا غطاء لها بالشوارع.
