الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القضاء على الدروس الخصوصية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إن ظاهرة الدروس الخصوصية بدأت بالفعل مع تفعيل نظام الثانوية العامة وربطها بتنسيق القبول في الجامعات، مع بداية السبعينات، حتى استفحلت في وقتنا الراهن، فزادت المراكز، التجارية التي تتفنن في مص دم الطالب وأسرته وكل من حوله مستسلمين لها رافعين أيديهم كأسرى حربها، وأنه شر لا بد منه، فترصد لها الميزانيات، والمرتبات وتقام الجمعيات، وتتأهب البيوت بكل ما فيها؛ تجندا لاستقبالها

لقد بدأت وزارة التربية والتعليم بتغيير القواعد الثابتة التي عفى عليها الزمن، من تلقين وحفظ، وبدأن منهج إعمال العقل والتفكير والمنطق في كل المناهج، وهنا حدثت ثورة من الاعتراضات والتخمينات والتكهنات الغير مبررة، لأن التغيير يصحبه بالطبع عدم استجابة فورية، ومن ثم بدأت الناس تدريجيا تتفهم الثورة المعلوماتية، عن طريق استخدام التابلت، فيستخدم الطالب السماء المفتوحة في تناول المعلومات، ولم يعد يقتصر فقط على كتاب المدرسة أو الأسئلة والإجابات الجاهزة من تجارة الكتب الخارجية، ولعل العام الماضي خير دليل، على كساد السلعة.

إن تغيير قواعد اللعبة يستلزم تغيير الخطة في الملعب، لا بتغيير اللاعبين، فاللاعب الذي يغير مهارته يتميز على أقرانه، أمام الذين يتقنون الدروس الخصوصية أقصد التجار، فقد أصبحت تجارتهم كاسدة، وبداية من العام القادم تنفي اللعبة، فلم يواكبوا ما حدث من تطور في الأسئلة والمنهج، ووضع، ومن ثم سيلعبون لعبة قديمة جدا.

أما التعليم الحالي، الذي سيقضى عليها تماما، فيواكب التلميذ العصري لا الحجري، يفكر ويسأل ويضع بنفسه أسئلة، لذا ستحارب هؤلاء التجار الفكر الجديد حتى آخر رمق ممكن، لقد فشلوا العام الماضي في فهم المنهج الذي اعتمد على (الأوبن بوك) وهو أول الطرق المخلّصة من الحفظ وإرهاق الذهن دون فائدة، الذي يخرج الطلاب حافظين، وليس بفاهمين دون أن يتذكروا شيئا بعد أداء الاختبار، 

إن التلميذ الذي يتعلم البحث والإدراك الفهم ويعلم نفسه بنفسه، هو إنسان المستقبل الذي تطلبه مصر، ومن ثم وفرت الوزارة الآليات اللازمة لذلك.

إن مصر في ثوبها الجديد، ستكون واعية ومدركة من خلال التعليم الجيد، الذي يسمح للعقل التفكير والتدبر، وإن الأمم التي نهضت كانت بفضل إعمال العقل، والفكر، وتربية الذوق العام والنشأة الأدبية، 

حقا إننا في صحوة تواكب عظمة مصر