الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

السلاموني في حواره لـ«البوابة نيوز»: تكريمي من المهرجان التجريبي شرف عظيم.. المسرح يمرض ولا يموت.. الأمل الوحيد في «الثقافة الجماهيرية».. والظروف الحالية لا تشجع على تواجد النص المسرحي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كرمت إدارة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى هذا العام، الكاتب المسرحى محمد أبوالعلا السلاموني، من بين 5 رموز للمسرح العالمى والعربي، الذى يعد المصرى الوحيد بين هؤلاء المكرمين، وأكثر كتاب الجيل الثالث من مؤلفين المسرح المصرى تميزا وإنتاجا ووعيا يخاطب قراءه ومتفرجيه بلغة قريبة لهم.
ألف السلامونى ما يقرب من 40 نصا مسرحيا، كان آخرها «هكذا تكلم داعش»؛ ما زالت تشغله قضية الإرهاب والتطرف، ما جعله يكتب عنها ما يقرب من 10 مؤلفات، متمنيا مشاهدتها على خشبة المسرح.
لا يزال السلامونى ينادى بعودة النص المسرحي، الذى يعد أساس العملية المسرحية حتى ينهض المسرح من جديد، بفضل إنتاجه الغزير جعله يحصل على العديد من الجوائز كان آخرها جائزة الدولة التقديرية لعام 2019. التقت «البوابة نيوز» به ليفتح قلبه ويتحدث عن هذا التكريم وشئون عدة في المسرح المصرى إلى نص الحوار...

■ ماذا يمثل لك تكريم المهرجان هذا العام؟
الحقيقة هذا التكريم من إدارة المهرجان التجريبى هذا العام يعد شرف عظيم بصفة شخصية، خاصة أنه يكرم كاتبا مسرحيا، الذى يعد أساس العملية المسرحية، لأن تاريخ المسرح بأجمعه هو تاريخ النص المسرحى منذ عصر الإغريق حتى الوقت الراهن، عندما تبحث عن هذا الفن طوال العصور فأنت تبحث عن النص، حينما بدأ الاهتمام بالعرض باعتباره عمل يجمع تقنيات وتكنولوجيا حديثة، فكل ذلك أدى إلى غياب النص المسرحي، حتى أصبح الاعتماد على الحركة والإضاءة والسينوجرافيا وكل الأدوات المسرحية، وبالتالى أصبح النص وكأنه ضيف غير مرغوب فيه بالمسرح، وخاصة حينما جاءت فكرة المهرجان التجريبى جعل الناس تأخذ فكرة الاهتمام الكامل بالعرض المسرحى وليس بالنص، وهذا خطأ وقع فيه الكثيرون، ولكن يبدو أنهم تداركوا فيما بعد، فالدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، أشار في كلمته مؤخرا إلى أنه بدأ الاهتمام بعودة المسرح الشعبي، لأنه يعتمد على نص شعبى في الأساس، فهناك عودة الاهتمام بالنص المسرحي، وهذا مكسب كبير للحركة المسرحية.
■ ماذا عن إضافة كلمة «المعاصر» للمهرجان التجريبي؟
- حينما عاد المهرجان بعد توقفه الذى دام ٤ أعوام، تم إضافة كلمة «المعاصر» للمهرجان، هذه الإضافة تؤكد على إعادة المسرح إلى مكانه الطبيعي، الذى يقدم كل التيارات المسرحية وليس التيار التجريبى فقط، حتى لا تصبح العملية أجمعها قائمة على التجريب فقط، ولكن تتم من خلال التيارات المتعددة مثل الكلاسيكية، التجريبية القديمة، الشعبية، والملحمية وغيرها التى تبنى على الديمقراطية وتدعو لها، وبالتالى وجود مثل هذه التيارات تعتبر مكسبا كبيرا للمهرجان في صورته الحديثة وهى المعاصر والتجريبي. 

■ أين يذهب بنا النص المسرحى الآن؟
- ظروف المسرح الحالية لا تشجع على تواجد النص المسرحي، والدليل على ذلك أن الكثير من كتاب المسرح توقفوا عن الكتابة وبعضهم لجأ إلى كتابة الرواية يأسا وشعورا بالإحباط من بينهم «السيد حافظ»، «بهيج إسماعيل» وغيرهم، إلى جانب من اهتم أيضا بالدراما التليفزيونية أكثر من المسرحية من بينهم «يسرى الجندي»، «كرم النجار» وغيرهم، إضافة إلى من توقفوا عن الكتابة المسرحية أيضا من بينهم «محمد سلماوي»، «د. فوزى فهمي»، «د. محمد عناني» وغيرهم، وأصبحت الوحيد من جيلى الذى يواصل على الكتابة وأتمنى الاستمرارية.
■ لماذا يلجأ بعض المخرجين إلى النصوص الأجنبية هروبا من النصوص العربية؟
- ليست هناك رؤية إستراتيجية من مسئولى المسرح، مشيرا إلى فترة الستينيات كان مدير المسرح في ذلك الوقت يتواصل مع كبار الكتاب من بينهم سعد الدين وهبه، عبدالرحمن الشرقاوي، يوسف إدريس، توفيق الحكيم، ميخائيل رومان وغيرهم طالبا منهم نصوصا على الدوام، على عكس ما يحدث في الفترة الحالية، مما يضطر المؤلف للمرور على مديرى المسارح وكأنه مندوب مبيعات ليقدم نصه، وهذا يعد شيئا مهينا للكرامة، مما يضطر المؤلف إلى الإهمال في الكتابة أو الاعتزال الناتج عن المسئولين بالمسرح الذين لا يهتمون بالكاتب المسرحي، وأصبح الاهتمام بالمخرج أكثر منه، مشيرا إلى عندما يسأل مدير المسرح يقول لك لدى المخرج فلان وآخر، ولا يقول لك لدى المؤلف كذا، وهذا ما أدى إلى لجوء المخرجين لنصوص أجنبية.

■ لماذا تحجب جائزة التأليف المسرحى في العديد المهرجانات؟
- لأنه لا يوجد اهتمام بالكاتب المسرحى والنص.
■ هل تتكرر فترة الستينيات التى كانت من أزهى فترات المسرح المصرى الآن؟
- ترجع نهضة فترة الستينيات إلى المسئولين عنها، وهم ثروت عكاشة، على الراعي، آمال مرصفي، أحمد حمروش، سعد الدين وهبة وغيرهم، كانوا من المهتمين بالنص المسرحى باعتباره الأساس، مشيرا إلى «على الراعي» عندما أراد تأصيل النص المسرحى عاد لترات المسرح قائلا: نحن لدينا تراث مسرحى شعبى أصيل، ولكن عندما نريد عودة هذه الفترة مرة أخرى في الوقت الحالى لا بد أن نذكر النصوص المسرحية، مؤكدا أن الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة يوليو ليسوا ضباطا فقط، بل كانوا في الأساس مثقفين واعين من بينهم الزعيم جمال عبدالناصر، ثروت عكاشة، سعد الدين وهبة، أحمد حمروش كانوا مؤلفين، بينما كان آمال مرصفى مدير مسرح، والمفكر العظيم خالد محيى الدين وغيرهم، كل هؤلاء تجدهم أصحاب رؤى وأفكار، حتى الصف الثانى والثالث منهم من بينهم أنور السادات كان مؤلفا ويريد التمثيل، إذن الثقافة هنا هى الأساس، وأصبح اهتمام مسئولى المسرح بالشكليات ويعتمد على مشاريع المخرجين فقط، دون خطة ورؤية إستراتيجية، على عكس مسرح الأوبرا الذى لديه خطة سنوية ثابتة.

■ لماذا يقبل الجمهور على أعمال المهرجانات على عكس عروض الموسم المسرحي؟
- لأن المهرجانات تركز على العروض الجيدة، وهذا ما يبحث عنه الجمهور ويجعلها مزدحمة جدا، تلك الأعمال التى تأتى من جميع بلدان العالم لتنافس بعضها البعض، منها على جوائز المهرجان والآخر بالمشاركة فقط، هذا ما يضمن للجمهور جودة العمل، ولكن في الأيام العادية يهجر الجمهور المسرح لعدم ضمان جودة ما يشاهده، ولكن يجب علينا البحث وتقديم عروض للمشاهد تناقش قضاياه وهمومه ومشكلاته اليومية، مع مراعاة الدعاية الكافية لها وهذا ما نفتقده الآن في المسرح.
■ هل المسرح المدرسي عامل أساسى في حياة الكتاب والفنانين؟
- بالفعل المسرح المدرسي يلعب دورا مهما في حياة الكتاب والفنانين، لأنه يعمل على اكتشاف مواهبهم وتنميتها، من خلال الأنشطة المسرحية والتمثيل ونشاط الخطابة وغيرها، فلا بد من عودة المسرح المدرسي من جديد لأنه عامل أساسى في حياة الفنانين والمبدعين.

■ كيف ترى الحركة المسرحية الآن؟
- أتمنى أن تتعافى وتعود من جديد، لأن المسرح يمرض ولا يموت، ولكن الأمل الوحيد في بعض مسارح الثقافة الجماهيرية لبعض الفرق وأيضا الهواة، الذى نتمنى منها الانتشار والاهتمام بالنص حتى تصبح هناك حركة ودفعة للأمام.
■ ما هى القضية التى تشغلك وتود العمل عليها؟
- القضية التى تشغلنى منذ قديم الزمان هى الإرهاب والتطرف، حيث انتهيت من كتابة ما يقرب من ٩ نصوص مسرحية حول هذا الموضوع من بينها «رسائل الشيطان»، ولكن للأسف الشديد لم تنفذ على خشبة المسرح، بل أصبحت للقراءة فقط وليست للعرض! كان آخر هذه النصوص هو تحت عنوان «هكذا تكلم داعش» الصادر عن المطابع الأميرية، ولكن نتمنى تناوله على خشبة المسرح حتى يساعد على تصحيح الأفكار المغلوطة.
■ في رأيك من يستطيع أن يكمل رحلة أبوالعلا السلامونى في التأليف؟
- هناك مجموعة من شباب الكتاب تحمل راية التأليف المسرحى خلال الفترة المقبلة من بينهم إبراهيم الحسيني، رشا عبدالمنعم، وغيرهم، إلى جانب مجموعة أخرى في الثقافة الجماهيرية نتمنى لهم استعراض أعمالهم على خشبة المسرح.