الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تفاصيل مؤتمر "فقه بناء الدولة المعاصرة".. رئيس هيئة الأوقاف بالإمارات: مصر قدوة للمدنية الحديثة.. ومفتي لبنان: الأزهر يقود سفينة الوسطية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الأحد، فعاليات المؤتمر الدولي الثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تحت عنوان "فقه بناء الدول.. رؤية فقهية معاصرة"، والمنعقد بأحد فنادق القاهرة، ويختتم فعالياته غدًا، بمشاركة 55 دولة و150 عالمًا ووزيرًا ومفتيًا ورؤساء جامعات، من أجل التوافق على توصيات من شأنها بيان زيف أفكار الجماعات المتطرفة حول دعائم الدول وسعيها للتدمير والتخريب باسم الأديان.


وأكد "جمعة" في كلمته، أن "قوة الدولة قوةٌ لجميع أبنائها للدين، وللوطن، وللأمة.. ورجل فقير في دولة غنية قوية خير من رجل غني في دولة فقيرة ضعيفة، لأن الأول له دولة تحمله وتحميه في الداخل والخارج، والآخر لا ظهر له، ومن ثمة كان بناء الدولة وتقويةُ مؤسساتها مطلبًا شرعيًا ووطنيًا وحياتيًا لجميع أبنائها".
وتابع: إن بناء الدول ليست أمرًا سهلًا أو هينًا، إنما هي عملية شاقة شديدة التعقيد، تحتاج إلى خبرات تراكمية كبيرة، وإرادة صلبة، وعمل دءوب، ورؤية ثاقبةٍ في مختلف المجالات والاتجاهات التي تعزز قوة الدولة وتحافظ على أمنها واستقرارها، مع القدرة على قراءة الواقع وفهم تحدياته وفك شفراته وحل طلاسمه، والتعامل معه على أسس علمية ومنطقية في ضوء تلكم الخبرات المتراكمة.
الأزهر: العدل أساس الدول الحديثة
فيما أكد الدكتور نظير عياد، أمين مجمع البحوث الإسلامية، أن القرآن دعا إلى التعايش السلمي بين الناس على مختلف توجهاتهم، ولم تكن دعوة الإسلام لذلك مجردة من الأسس بل أهم أسسها المواطنة وقبوله وضمان حقوقه وحريته.
وأضاف في كلمته نيابة عن شيخ الأزهر، أن الإسلام لم يجبر أحدا على الدخول فيه "لا إكراه في الدين"، والتاريخ الإسلامي حافل بالوقائع التى تؤكد سماحة المسلمين مع غيرهم، ولا يوجد في الإسلام عنصرية بغيضة أبدا.
وأوضح أن القرآن أكد قيمة العدل لذلك يعد من أهم أساس بناء الدول الحديثة، فلقد أقام الإسلام نوعًا من العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والسلام بين الجميع.
وتابع: الجماعات المتطرفة تتشبث بالهجوم على الآخر، كما أنهم بعيدون كل البعد عن صحيح الإسلام، مؤكدًا علينا المزيد من التكاتف من أجل عرض خصائص الشريعة الإسلامية، والعمل على تجفيف منابع الأفكار المتطرفة، ومحاصرتها للقضاء عليها وعلى ترجمة ما نتواصى به في لقاءاتنا وما تتكامل به أفكارنا على أرض الواقع بصورة عاجلة يفرضها ما نتطلع إليه من آمال وما نعانيه من آلام.

مفتي الجمهورية: وضع أول وثيقة دستورية ترسخ لمبدأ التعايش السلمي
أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن هناك لغطًا كثُر الحديث عنه فيما يتعلق بأمور الحكم، حيث حاربت الجماعات نموذج الدولة الوطنية وجعلوها مناقضة للدولة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الأزهر قاد سفينة الوسطية وأثبت للعالم أجمع أن الإرهاب لا يمثل شيئًا وسط هذه الكوكبة من العلماء.
وقال: إن النبي وضع أول وثيقة دستورية في التاريخ ترسخ لمبدأ التعايش السلمي ثم بعدها توجه إلى بناء الدولة عسكريًا واقتصاديا، لذلك قام الكفار بحملة إرجاف كبيرة ونشر الأباطيل هو ما يفعله إرهابيو هذا الزمن.
الكعبي: مصر قدوة الدول المدنية الحديثة
بينما أكد الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات، أنه ليس غريبًا أن نناقش فقه بناء الدولة برؤية عصرية على منصة مصرية، وهي التي خلد القرآن حفظها، لافتًا إلى أن مصر لا تزال قدوة للدولة المدنية الحديثة.
وقال: "مصر الأزهر والحضارة والريادة والتي تلقي كل الدعم والتأييد من الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة"، مضيفًا أن حراسة الدين تضمن بها الدولة حرية المعتقد، وأما سياسة الدنيا تخضع للزمان والمكان ولابد أن تحقق المقاصد الكبرى وهي النفس والعقل والدين والوطن".
ولفت إلى أن الجماعات الإرهابية قسمت العالم وكفرت وقتلت من يختلف معهم ونشرت الرعب واستدعت استعباد الإنسان للإنسان وتفجير الأماكن وتجنيد الأطفال في ظل الدولة الإسلامية المزعومة، مبينًا أن الإمارات بنيت على أساس التعايش الإنساني، وأن حكومة بلاده لا تمييز في الحقوق بين دين ودين وذكر وأنثى، وضمنت حرية المعتقدات ورسخت بين أبنائها قسم التسامح والعطاء. 

مفتي لبنان: استعادة زمام الدولة الوطنية
وأكد الدكتور عبد اللطيف دريان، مفتي لبنان، أن فقه بناء الدولة هو موضوع شديد الأهمية، مشيرًا إلى أن المؤتمر يبحث عما يمكن أن يقدمه أهل العلم والدين من إسهام في بناء دولة وتحقيق النمو والنهوض والاستقرار والإدارة الرشيدة.
وتابع: ليس هناك انفصال بين الدين والدولة، ومهمتنا الدينية تقضي دعم الأمن والأمان والاستقرار، وأن مسئولية رجال الدين في البناء السياسي للدول مثل البناء الديني، فضلًا عن مسئولتنا في التعليم والفتوى كونها شئون مسائل تثير القلق وتحتاج إلى العلم والخبرة، قائلًا: "الآن على عاتقنا مسؤليات عديدة لاستعادة الزمام لبناء الدولة الوطنية بجهودنا، فالدولة هي التي تحرص الدين وتنظم علاقتنا بالعالم والمجتمع الدولي ولذلك علينا الاهتمام ببناءها أولًا".



آل شيخ: الدول الإسلامية قائمة على الكتاب والسنة
في الوقت نفسه، قال الدكتور عبداللطيف آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي: إن المؤتمر يأتي في مرحلة حرجة ودقيقة من تاريخ الأمة الإسلامية بسبب الكم الهائل من المعلومات الخاطئة والمغلوطة التي بثتها جماعات الغلو والإرهاب بين المسلمين عن الدول وبنائها واستمراريتها حتى كانت سببا للثورات وإزهاق الأنفس البريئة من مدنيين وعسكريين من المسلمين وغير المسلميت وتدمير الأوطان والشعوب.
ووجه آل الشيخ، الشكر لمصر - ممثلة في وزارة الأرقاف - على حسن اختيارها لعنوان المؤتمر، موضحا أن بناء الدول في الإسلام قائم على أركان كثيرة وقواعد عدة يأتي في مقدمتها الإهتداء والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله.
وأكد أن من أهم قواعد بناء الدول التي يتفق عليها جميع الملل هي إرساء قواعد العدل والتسامح والتعايش ومحاربة الفساد والمفسدين، مشددًا على أن بناء الدول لتبقى متماسكة قوية لا بد أن يقوم على حفظ الضرورات الخمس التي اتفق عليها عقلاء بتي آدم كافة وشدد فيها الإسلام حفظا للدين والنفس والعرض والعقل والمال.